عاجل
الأربعاء 5 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ترحموا على الدكتورة مارجريت

ترحموا على الدكتورة مارجريت

بقلم : أسامة سلامة

ورغم أنف المتشددين والمتطرفين «الذين يفسرون الدين على هواهم، وينصبون أنفسهم مكان الله ويوزعون صكوك الغفران والرحمة كما يشاءون وشاء لهم الهوى»، فإننى أدعو بالرحمة للدكتورة مارجريت نبيل، التى توفيت وهى تمارس عملها كطبيبة تخدير بمستشفى الساحل.



رحلت النبيلة وهى تقوم بواجبها الإنسانى والمهنى.. كانت فى غرفة العمليات تخدر أحد المرضى قبل إجراء جراحة له؛ عندما داهمتها أزمة قلبية ولم يستطع زملاؤها إنقاذها، فماتت شهيدة الواجب وهى فى ريعان شبابها.. إذ لم يتجاوز عمرها الثامنة والثلاثين.

وعندما نعاها زملاؤها وجهة عملها طالبين لها الرحمة من الله، انبرى دكتور بطب أسنان الأزهر صارخا فى الفيس بوك معلنا رفضه، وأنه لا يجوز الدعاء لها بالرحمة لأنها مسيحية! مستشهدا بالآية الكريمة «استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم»!

وهو هنا يفسر الآية القرآنية على هواه، لأنها نزلت فى المنافقين وليس أهل الكتاب، وفى حادثة بعينها.. هؤلاء المتنطعون خلت قلوبهم من الرحمة.. يؤذون مشاعر الناس، ويفتئتون على الله عز وجل.. فهو المختص وحده بالرحمة والمغفرة لمن يشاء من عباده.

ومن دون الدخول فى تفاصيل فقهية وتفسيرات دينية يمكننا أن نتساءل: هذه الطبيبة الرائعة التى يشهد لها زملاؤها بمكارم الأخلاق والانضباط فى العمل أفضل أم القتلة المجرمون الذين يعتدون على أبنائنا وجنودنا وضباطنا؟!

هذه الطبيبة الرؤوفة الرحيمة، التى ساهمت فى إنقاذ أرواح آلاف المرضى ومعظمهم من المسلمين.. هل ندعوا لها بالرحمة أم ندعوا للدواعش الإرهابيين الذين يقتلون ويذبحون أولادنا ومعظم ضحاياهم من المسلمين، ويعتبرونهم من الكفار، لأنهم يدافعون عن بلدهم وأهلهم وأسرهم!


وليس بعيدا عن الأفكار المتشددة المخالفة لصحيح الدين ما كتبه أحدهم مغردا على الفيس بوك عقب حادث العريش الأخير مبتهجا بعدد  الضحايا من ضباطنا وجنودنا البواسل!

لقد تمكنت الأفكار الراديكالية من عقول عدد غير قليل من البسطاء للدرجة التى جعلت البعض يتنفس تطرفا، ويتدخل فى عقائد الآخرين.. ويستفز إنسانية المخالفين!

لقد أمن هؤلاء العقاب فكرروا اعتداءاتهم فى كثير من القرى وفى حوادث مختلفة ولأسباب متعددة!

هذه الأفكار يجب أن نواجهها قبل أن تحرق البلد، وهى مسئولية كل مؤسسات الدولة وأولها الأزهر.. ولكن حتى يتم ذلك أدعو جميع المسلمين بالدعاء للدكتورة مارجريت بالرحمة.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز