أسامة سلامة
النقاب يا وزير التعليم
بقلم : أسامة سلامة
الكارثة تقع فى وضح النهار، وأمام أعين الجميع.. ولكن الوزير المختص وقيادات وزارته، لا يرون، ولا يسمعون، وبالتالى لا يتكلمون، الكارثة كشفتها مجلة «روزاليوسف» فى عددها الأسبوع الماضى من خلال التحقيق الذى أعدته الزميلة «النابهة» ابتسام عبدالفتاح، عن مدرسة كل مدرساتها منتقبات، حيث لا تقبل إدارة المدرسة للعمل بها إلا المنتقبات، حتى المحجبات لا يتم قبولهن إلا إذا التزمن بالشرط وارتدين النقاب لأنه الزى الرسمى لها.
المدرسة التى توجد فى صفط اللبن بالجيزة بها فصول للحضانة والابتدائى والإعدادى وتقوم بالفصل بين الأولاد والبنات ابتداء من الصف الثالث الابتدائى.
وعلينا أن نتخيل ماذا تفعل هذه الإدارة بالأطفال الصغار؟ وما هى الأفكار التى يربونهم عليها؟ وما هى المبادئ التى يزرعونها فى عقولهم؟
أيضًا بعد سنوات من الدراسة فى هذه المدرسة ما هو مصير الصغيرات اللاتى شاهدن مدرساتهن منتقبات وبالقطع حدثوهن عن فضيلة النقاب وأنه ملزم للمرأة المسلمة؟
من المؤكد أن معظمهن (إن لم يكن جميعهن) سيكن منتقبات فى المستقبل ولن يقتنعن بفتوى الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى قال أن النقاب ليس فرضًا أو سنة ولا ثواب أو عقاب على ارتدائه، ولا بكلام شيخ الأزهر الراحل الدكتور سيد طنطاوى الذى أفتى بأن النقاب عادة وليس عبادة.
لا أدرى عدد الفتيات اللاتى تخرجن فى هذه المدرسة على مدى السنوات السابقة وهن يحملن أفكار إدارة المدرسة، التى من المؤكد أنهن ينشرنها فى أسرهن ومجتمعهن.
التلاميذ الأولاد أيضًا من المحتمل أنهم يحملون أفكارًا مماثلة، ويتجهون إلى الفتاوى المتشددة، مثلا هل سيتعلم تلاميذ هذه المدرسة مبادئ المواطنة ويؤمنون بها ويطبقونها؟ أم سيرددون الفتاوى السلفية التى تكفر المسيحيين وتحرم تهنئتهم بالأعياد وترفض معاملتهم كمواطنين لهم جميع الحقوق وعليهم نفس الواجبات؟
وهل المبادئ التى يتم تعليمها فى المدرسة تتفق مع أفكار الدولة؟
أسئلة كثيرة مطلوب من وزير التعليم الإجابة عليها، ومنها أيضًا كيف وافقت الإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة على هذه الإجراءات الغريبة التى تخالف قرار الوزارة الصادر عام 1995 فى عهد الدكتور حسين كامل بهاء الدين بمنع النقاب فى المدارس وتحويل أى مدرسة ترتديه إلى العمل الإدارى.. وهو القرار الذى لم يتم إلغاؤه أو تغييره حتى الآن؟ أم أن الإدارة التعليمية غائبة أو مغيبة عما يحدث؟
هل هناك من يتابع هذه المدرسة؟
هل هى ملتزمة بالنشيد الوطنى فى طابور الصباح؟ أم لها أناشيدها الخاصة؟ وهل لها مناهج أخرى بجانب مناهج الوزارة تعلمها لتلاميذها؟
هل هناك مفتشون يراقبون ما تقدمه لتلاميذها فى الأنشطة المختلفة؟
وإذا كانت الإدارة التعليمية موافقة على ما تفعله إدارة المدرسة فهل الوزارة لديها علم بما يجرى؟ أم أنها لا تعرف؟
وفى الحالتين.. ينطبق عليها القول المعروف: إن كانت تدرى فتلك مصيبة.. وإن كانت لا تدرى فالمصيبة أعظم!.