الأحد 23 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
قراءة في البيان الختامي للقمة العربية (مصر 2025)

قراءة في البيان الختامي للقمة العربية (مصر 2025)

على الرغم من تغيب بعض قادة الدول العربية معتذرين عن عدم حضور القمة العربية غير العادية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس عام ألفين وخمس وعشرين.



وذلك لمناقشة التداعيات المترتبة على حرب طوفان الأقصى على المستوى الإقليمي، متمثلا في فلسطين وغزة ودول الجوار كمصر والأردن. وعلى المستوى العالمي وما دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية من تهجير أهل غزة بغير وجه حق بحجة أن غزة باتت مقبرة لا تصلح للعيش الآدمي، إلى دول الجوار مصر والأردن.

ليس هذا وحسب بل وتعنت الإدارة الأمريكية وحلفائها فرض الأمر عنوة عن طريق التهديد بوقف المعونات وغيرها من التهديدات المبتذلة الرخيصة، وإصرار مصر على ثبات موقفها الرافض لفكرة التهجير ورفض معظم الدول العربية لهذا التوجه الصهيوأمريكي.

ومن هذا المنطلق دعت جمهورية مصر العربية إلى عقد قمة عربية غير عادية للنظر في هذا الأمر واستصدار موقف عربي موحد في هذا الصدد. وبعد كلمات الرؤوساء والأمراء الحضور، وبعد جلسات مغلقة ومحاورات ومشاورات جاء البيان الختامي للقمة العربية.

فإنه على الرغم من غياب البعض، فإن القمة عقدت بفضل الله وخرجت ببيان ختامي مهم جدا، فمن وجهة نظري فإن هذا البيان قد صيغ بصياغة محكنة إن دلت على شيء فإنما تدل على ثبات الموقف العربي، وثبات الموقف المصري المتمثل في رفض التهجير لأي مكان. وإعداد خطة محكمة لإعمار غزة في وقت زمني محدد بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار لأهل غزة.

ورفض سياسات إسرائيل داخل القطاع المتمثلة في التجويع الشعب الغزاوي وإمعان القتل فيه وحرق الأرض لإجبار أهلها على مغادرتها وتركتها مطمعا لهذا المحتل الغاصب.

كذلك من توصيات القمة أو بمعنى أدق من قرارات القمة، تحقيق السلام الشامل والعادل لأهل فلسطين، سلام يقوم على حل الدولتين ط، وإقامة دولة فلسطينية موحدة مستقلة تكون عاصمتها القدس الشريف.

فإذا ما أردنا أن يتحقق السلام في المنطقة فلا بد من اعتراف العالم بأسره بحق فلسطين في العيش الآمن وعدم زعزعة استقرارهم. وتبييض المعتقلات اليهودية من الأسرى الفلسطينيين الذين ليس لهم ذنب إلا الدفاع عن قضيتهم العادلة.

كذلك من القرارات المهمة التحرك الفوري للوقوف في وجه الاحتلال الذي يسعى جاهدا إلى العبث بقرارات وقف إطلاق النار وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بغرض إفشال هذه الاتفاقية، اتفاقية وقف إطلاق النار.

كذلك من القرارات المهمة الجريئة التشديد على ضرورة التزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة آلتي ترفض محاولات تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية، وهذا دليل دامغ على موقف الحضور تجاه عدم التهجير والوقوف بمنتهى الحزم خلف مصر في هذا الشأن.

أيضا من القرارات المهمة غير المسبوقة فلم نسمعها من ذي قبل، التزام الدولة العربية بحل جميع أسباب النزاع والصراعات فى المنطق لإحلال السلام والتعايش المشترك.

وهذا القرار من وجهة نظري مهم للغاية لماذا، لأنه سيكون ضمانة لتحقيق السلام فى المنطقة فأي نزاع سينشب سواء بين الطرفين المتخاصمين سيكون هناك مرجعية يتم الرجوع إليها متمثلة فى الدول العربية وعلى رأسهم مصر.

إن هذا البيان الختامي، إن جاز لي القول فإنه يحمل ما يحمله من القوة والثبات والصمود والتحدي والتصدير لكل من تسول له نفسه العبث بمقدراتنا وبأمننا القومي وأمن أمتنا العربية.

إن الاعتذار غير المبررات من بعض الدول العربية لهو دليل دامغ وبما لا يدع مجالا للشك أن مصر هي الوحيدة راعية القاضية الفلسطينية منذ احتلالها وإلى الآن، فهذه الرعاية تاريخية ومن ثم فلا يمكن بحال من الأحوال المزايدة على مواقف مصر.

ليس هذا وحسب بل ويثبت بما لا يدع مجالا لشك شاك أو خذلان متخاذل أن مصر قوية بإدارتها وبجيشها وبمؤسساتها، ففى الوقت الذي تخاذل فيه البعض ظلت هي كما هي ثابتة على موقفها تجاه القضية الفلسطينية، ولم يأت هذا من فراغ وإنما من خلال جهود مضنية قام بها القادة المصريين لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة الكبيرة، عن طريق تدويلها على المستوى الإقليمي والدولي على حد سواء.

 

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز