عاجل
الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حصاد جديد ... وعام سعيد

حصاد جديد ... وعام سعيد

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

ومضى سريعا كالبرق .. عاما كاملا .. وكأنني سطرت حصاد العام الماضي 2015م منذ أيام قليلة ، ويومها قلت أننا سنلتقي قريبا مع حصاد جديد من السعادة والشقاء والإيجابيات والسلبيات ، فتلك سنة الحياة وناموس الخالق في خلقه ، فلا راحة في الدنيا وتلك هي الحقيقة ، ولكننا ننسى فطرة خلق الله للإنسان والتي تجعله لا يتذوق طعم النجاح إلا بالكبد والتعب ولا يشعر بالسعادة إلا بعد كثير من الكدح والعناء والخوف من الشقاء ، فالنهار لا تدرك روعته إلا بعد معاناة متاعب الليل ، وقمة السعادة هي في قدرتنا للتغلب على سلبياتنا أو حتى الصبر عليها دون يأس أو اكتئاب أو السقوط في مستنقعات القلق والتشاؤم والتي أصبحت سمة لكثير من البشر في العالم وليس في مصرنا الغالية فقط ، وما هي إلا أيام ستمر كالساعات ويبدأ عام جديد نأمل فيه الأفضل بل والأروع ، وهو ما ليس ثقة في تراتيب الأحداث أو البشر ولكنه ثقة في الله ورحمته وكرمه بعباده كما علمنا سبحانه في كتبه السماوية وعلى ألسنة رسله صلوات الله وسلامه عليهم ، وهم من كانوا لنا خير القدوة والمعلم ، ولذلك ورغم كم المعاناة والمشاكل بل والأحزان التي تلاحقنا في ختام العام الحالي إلا أننا سوف نظل واثقين في كرم الله ورحمته وخيرية ما يأتي به لنا وعلينا ، وكالعادة لابد وأن نضع سلبياتنا بين قوسين كبيرين من الإيجابيات والتي نبدأها بنجاحات غير مسبوقة عبر عقود مضت ، وهنا لابد ورغم ما تجرعه الشعب من قسوة تنفيذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي والتي ضاعف حدتها كم الفساد المستشري لا في نفوس قيادات الحكومة ورجال الأعمال والمال وأصحاب الملايين فقط بل في نفوس شعب عن بكرة أبيه إلا ما رحم ربي ، فالجميع في بوتقة واحدة ومن معين واحد ، والفساد لم يعد ظاهرة أو مرضا بل أصبح ثقافة شعب حتى لا نجد منتقدا لفساد إلا وهو مشارك في فساد من لون أو نوع آخر بل ربما هو أحد صناع الفساد الذي ينتقده خاصة بعدما سقط الحياء من قلوبنا ونفوسنا وبيوتنا وحدث ولا حرج .



ولا يستطيع مغرض أو معادي إنكار أن دولة السيسي لديها تمتلك وتنفذ بجدية مخططا قوميا للتنمية الإستراتيجية الشاملة والذي يتكون من ثمانية محاور رئيسية بخلاف القوات المسلحة التي تمثل ركيزة الحماية والأمان لاستقرار الدولة (بعيدا عن فنكوش الجزيرة ومن يحركها) ، وتقدر التكلفة التقديرية لمحاور التنمية الثمانية بـ (تريليون و40 مليار جنيه) ، ويتمثل المحور الأول .. بتكلفة (50) مليار جنيه في تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس وإنشاء مناطق صناعية ولوجستية حيث يعمل المشروع على خلق كيانات، ومجتمعات عمرانية جديدة في المنطقة لجذب كثافة سكانية لإعادة التمركز بمدن القناة ، وسيناء، والاستعداد من جميع الوجوه للاستفادة من نمو حجم التجارة العالمية، خاصة في وجود كيانات اقتصادية عملاقة مثل الصين، ودول جنوب شرق آسيا، والهند، والتي من الممكن أن تغزو السوق الأوروبية والولايات المتحدة في الفترة القادمة، والتي ستمر حتما من خلال قناة السويس ، وهذا المحور تحديدا قد تم فيه أكثر من 50% سواء من إنشاء مدن جديدة شرق القناة  أو عبور المياه خلال صحارات سبرايوم أو البنية الأساسية للمواني الجديدة بشرق التفريعة أو الإسماعيلية الجديدة أو مزارع سمكية عالمية.

ويتمثل المحور الثاني .. في المشروع القومي لتنمية سيناء بتكلفة150 مليار جنيه حيث تعمل القوات المسلحة بشراكة العديد من الشركات الوطنية على إنشاء 77 ألفا و237 وحدة سكنية في شبه جزيرة سيناء قبل نهاية العام 2017م وتنمية سيناء زراعيا وصناعيا ، بينما يتكلف المحور الثالث (70 مليار جنيه) هي تكلفة مشروع المليون ونصف المليون فدان  وهو ما تم فيه حفر أكثر من ألف بئر أعماق والتعاقد مع الصين لاستزراع مليون فدان في سيناء ، فضلا عن أراضي توشكى والوادي الجديد ، ويتمثل المحور الرابع .. في مشروع الشبكة القومية للطرق بتكلفة 100 مليار جنيه ويستهدف إقامة الشبكة القومية للطرق 30 ألف كيلومتر، تبلغ تكلفة الكيلومتر طولي الواحد 15 مليون جنيه ،  وهو ما تم فيه تنفيذ أكثر من ستة آلاف كم من الطرق والكباري الجديدة ، ويشمل المحور الخامس .. المشروع القومي للمدن الجديدة بتكلفة 150 مليار جنيه ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يتم العمل الآن على تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 10500 فدان والتي تم إنجازها بنسبة 80% ، ويتمثل المحور السادس .. في المشروع القومي للإسكان بتكلفة 185 مليار جنيه، والذي يتم تنفيذه على مدار 5 أعوام فـي كافة أنحاء الجمهورية، سواء داخل نطاق المحافظات أو في نطاق مدن المجتمعات العمرانية الجديدة، ويعد هذا المشروع الأضخم في تاريخ مصر المعاصر والذي يسير بخطوات سباقة وقوية ، كما يشتمل المخطط القومي على المحور السابع .. بتكلفة 500 مليار جنيه لتنفيذ المشروع القومي للكهرباء، حيث تعمل الدولة على تطوير الشبكة القومية للكهرباء لاستقبال القدرات الإضافية لها، وتطوير محطات التحكم وهو المشروع الذي شهد طفرة كبيرة في زمن قياسي رفعت احتياطي الكهرباء في مصر لأكثر من 200% من المطلوب ، بينما يشمل المحور الثامن .. حزمة مشروعات بناء الإنسان المصري وتوفير الحماية والرعاية الاجتماعية، ويتضمن 11 محورا، وهي مشروع تكافل لمحاصرة مشكلة الفقر في مصر ومنظومة الخبز لتسهيل وصول رغيف الخبز المدعم للفقراء ومحدودي الدخل وتطوير القرى الأكثر احتياجاً، ومصر بلا غارمات والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة وإنشاء بنك المعرفة وتطوير مراكز الشباب وقصور الثقافة  ، كل هذا بخلاف أن القوات المسلحة المصرية قد قفزت في عامين اربعة مراكز في التصنيف العالمي للقوى العسكرية وهو أنجاز مدهش ومثير للإعجاب والتقدير الدولي والإقليمي .

ولا شك أن الشعب المصري يستحق كل الخير رغم جميع سلبياته ، فقد أثبت أنه شعب عظيم بكل معان الكلمة حيث تحمل عبر تاريخه الكثير وما زال يتحمل أعباء جسيمة على رأسها تداعيات الإصلاح الاقتصادي بصبر مشوب بالسخرية والفكاهة وبعض المرارة والشكوى ، ولا عيب ولا ضير في ذلك فلابد وأن ينفث الشعب عن ضيقه وضجره ، خاصة وأن هناك بين فئاته من يزيدون صعوبة المرحلة بخيانتهم وقسوة قلوبهم وجشعهم وأمراض نفوسهم ، ولكنها في النهاية سلبيات شعب أصابته بأمراض الفساد النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي عبر عقود ثلاثة مضت ، ولابد أن يستغرق التخلص منها سنوات ليست بالقليلة ، وهو ما ينقلنا لما تعانيه قلوب المصريين من نزيف الدم المتواصل على أيدي تجار الدين والخونة والعملاء والإرهابيين في سيناء وفي داخل الوادي خاصة في القاهرة والمدن الكبيرة مؤيدة بقوى الماسونية المتمثلة في أجهزة مخابرات وإعلام متربصة وتسعى جاهدة لتدمير مصر وتقسيمها والاستيلاء على ثرواتها مهما كان الثمن ، وهو ما فشلوا فيه وما زالوا وسوف يظلوا فاشلين حتى في التأثير على نفوس العامة .

وأخيرا .. لا ينسى سوى المغرضين أنه على صعيد السياسة الخارجية قد استطاع هذا الرئيس الملقب بالسيسي ببراعة وشجاعة فريدة وواثقة أن ينهي مفهوم التبعية في علاقات مصر الخارجية ، وفق توجه استراتيجي يرتكز على الندية والالتزام والاحترام المتبادل مع دول العالم ، مع عدم السماح لأحد بالتدخل في الشئون المصرية الداخلية ؛ كما استطاع أن يبني علاقات دولية قوية مع العديد من الدول الكبرى ، في مقدمتها روسيا وفرنسا والهند والصين ، ووضع العلاقات المصرية الأمريكية في نصابها الصحيح ، وفازت مصر بالمقعد غير الدائم لعضوية مجلس الأمن الدولي ، وحصلت خلال العام نفسه على عضوية مجلس الأمن والسلم الأفريقي ، كما استطاع السيسي خلال عامين من حكمه أن يعيد إلى مصر دورها الدولي والإقليمي الفاعل في الشرق الأوسط. واحتفظت مصر برئاستها للأمانة العامة للجامعة العربية ، بل لست متجاوزا عندما أقول أن مصر قد أصبحت قطبا سياسيا قويا ومؤثرا في عالم السياسة الدولية خاصة الإقليمية .

وهكذا مر عام 2016م سريعا وربما ثقيلا في لحظات المصاعب والمشاكل التي لا تنتهي ، ولكننا لا ننسى أن دولة السيسي قد نجحت بامتياز في تحقيق الأمن والأمان للمواطن المصري وهو ما جعل مصر دولة آمنة كما تقول تقارير المنظمات الدولية رغم كل ما يحاك لها يوميا من مؤامرات حقيرة وخبيثة سواء من الداخل أو من دول كبرى وأخرى حقيرة كأفعالها ومؤامراتها ، ولكننا .. لا نستطيع أن نقول أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، فلا زال هناك الكثير مطلوب من السيسي ودولته وحكوماته ومؤسساته لهذا الشعب وعلى رأسها رعاية محدودي الدخل وتجنيبهم غول الأسعار المتنامي يوما بعد يوم فضلا عن التفعيل الحقيقي لدعم التعليم والبحث العلمي والصحة وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة والتي لم يفعل فيها أحد شيئا يذكر حتى اليوم ، مع تشديد الرقابة على المؤسسات للحد من الفساد بكل ألوانه وأنواعه ، مع تصحيح مسار القضاء المصري والمتهم شعبيا بإهدار العدالة الناجزة بقوانين الإجراءات المحبطة ، وضرورة الحد من مراعاة حقوق المجرمين والقتلة والخونة والعملاء على حساب حقوق المصريين المسالمين في حياة آمنة ومستقرة خوفا من إعلام عميل أو ادعاءات باطلة من دول معادية أو متربصة .

نعم تحقق الكثير بل وما يثير الدهشة والإعجاب والتقدير من الأعداء قبل الأصدقاء ، ونعم .. هناك الكثير المنتظر والمأمول تحقيقه لهذا الشعب الذي يستحق كل الخير ، ولكن لابد وأن لا ننسى كشعب ، أولا .. أننا لابد وأن نكون ظهيرا قويا وثابتا لدولة السيسي الذي لا يختلف على إخلاصه وأمانته اثنان ، فقط من أجل مستقبل أبنائنا ولو على حساب شهواتنا ورغباتنا الوقتية وشطحات نفوسنا الأمارة بالسوء ، وأخير لا ننسى .. أن الله يمنح الخير لعباده على قدر حسن ظنهم بالله وتوقعهم الخير دوما منه سبحانه ، وأن هناك شعوبا حولنا قد فرطت وتراخت وتصارعت واستجابت للفوضى والخداع .. وهي اليوم حالمة بعودة وطن .. نحن بحمد الله نملكه .. وقادرين بإذنه تعالى .. على حمايته ورفعته واستحقاق شرف الانتماء له .

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز