عاجل
الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فضيحة الماسونية .. من فرديناند إلى كارلوف

فضيحة الماسونية .. من فرديناند إلى كارلوف

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

لا شك أن .. فضيحة ما شاهده العالم أمس في تركيا باغتيال السفير الروسي "أندريه كارلوف" علنا في مشهد مسرحي فاشل وفاضح وهو في زيارة بروتوكولية ودية لمعرض فني ، ثم أعقبه اكتشاف أحد مسئولي وزارة الخارجية الروسية مقتولا في شقته في تركيا ، ليس جديدا ولا غريبا ، فهو مشهد كربوني مكرر من بدايات الحرب العالمية الأولى والذي أيضا افتعلته الماسونية بنفس الطريقة الفجة والأسلوب الحقير ، فقد كان السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى هو حادثة اغتيال ولي عهد النمسا "فرانز فرديناند" مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى "غافريلو برينسيب" في 28 يونيو/حزيران عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو ، وكأن التاريخ يعيد نفسه بغباء وحمق غير مقبول أو مبرر سوى أن الماسونية تسعى بأية وسيلة لدفع العالم للحرب العالمية الثالثة المخططة منذ أربعة قرون من أجل التعجيل بفناء العالم وتنفيذ مخطط المليار الذهبي رغم أنف البشرية .



ولا ننسى أن الماسونية العالمية قد منيت أخيرا بهزائم متتالية ثقيلة ومدوية في تسارع وتتابع غير مسبوق بداية من سقوط ذراعها الأكبر (إخوان المسلمين) في مصر في يونيو 2013م ، وما تتابع بعدها من ظهور قوي لأحلاف سياسية عسكرية جديدة تتزعمها روسيا وتساندها الصين وكوريا الشمالية ومصر كحصان أسود خرج من خلف الحجب ومن حيز "اللا منظور واللا مرتقب" لتصبح حليفا قويا صاحب كلمة سياسية وعسكرية قوية ومسيطرة حتى أن وزير خارجية روسيا صرح أكثر من مرة أنه لا حل للمشكلة السورية إلا من المنظور المصري ، وهو تصريح يعني الكثير ، حتى اتهم الغرب روسيا بأنها تسعى خلف مصر بل وتم التآمر لتدمير هذا التحالف مرات عديدة .

ومن المنظور المصري وبتصريح مدوي وغير مسبوق من الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لولا مصر ما استطاع الصمود ولا تحرير حلب ولا الاستمرار والحفاظ على وحدة سوريا ، أصبحت الأوراق جميعها مكشوفة وتعطينا الأسباب الحقيقية للحرب الاقتصادية والسياسية والعسكرية بقوى المخابرات والإرهاب على مصر ، والتي فشلت في إشعال المنطقة بل واستطاعت مصر السيطرة على حدودها وأمنها القومي لأبعد من كل حسابات الماسونية العالمية التي تتزعمها وتديرها بريطانيا وأمريكا وإسرائيل من خلف الستار ، وأيضا .. استطاعت القوات الروسية والجيش الوطني السوري بتعاون مصري معروف من تغيير المعادلة تماما بل وفضحت تآمر أمريكا والسعودية وتركيا وقطر وبعض الدول الأخرى والتي ما زال رجال مخابراتها محاصرون في حلب يطلبون الرحمة والفرار والخروج الآمن ، وهو ما أفقد الماسونية العالمية رشدها واتزانها .

وما المشهد التركي الروسي أمس في أنقرة سوى مؤامرة فاشلة ومفضوحة لدفع روسيا للتورط في إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة ، ولكن هناك وجهة نظر محترمة تؤكد أنه لن يحدث فقط لأن مخططي الماسونية ينسون أن بوتين  والسيسي هم رجال مخابرات مخضرمين ، ويتناسون دوما كم الخسائر المتتالية والتي دفعوا ثمنها غاليا ومريرا في السنوات السابقة على يد الرجلين ، وهو ما شاهدناه في سيناء وليبيا وسوريا والعراق ونشاهد بعضا منه اليوم في تركيا إضافة لتجديد العقوبات ضد روسيا متزامنا مع محاولات التأثير على مصر خارجيا ولو نفسيا من خلال موضوعات شائكة مثل ليبيا وسد النهضة ، وداخليا بتفجيرات وأحداث متتالية وموجعة ، وهو ما ينذر بمزيد من التآمر ضد الدولتين داخليا بواسطة العملاء والخونة والمغيبين وخارجيا بواسطة الأذناب الخاسرة في الصراع السوري حتى ولو كانت أقطاب إقليمية أو عربية مغيبة وفاقدة للبعد التاريخي والمستقبلي أو تحكمها عملاء ماسونية .

وهناك وجهة نظر أخرى لا تقل احتراما تؤكد أن استفزازات الماسونية لن تتوقف بل سوف تتصاعد حتى تحقق هدفها وتشعل الحرب العالمية الثالثة مضحية ببعض الدول ولو كانت عظمى مثل أمريكا وألمانيا وربما بعض الدول الأوربية من أجل كسر القوى الجديدة التي تتبلور كقوى وأقطاب عالمية جديدة ، ومحققة للهدف الأكبر وهو تدمير للمنطقة في الشرق الأوسط والتي تخشاها أوروبا من منطلق تأكيد الدراسات الإستراتيجية أنها منطقة واعدة سوف تقود العالم حضاريا في القرون القادمة استمرار واستكمالا لدورات الحضارة المتبادلة بين الشعوب على الأرض .

وما بين وجهتان النظر قد يكون هو هناك نظرية ثالثة يحركها الواقع المحتمل برغبة الماسونية المرحلية في استنزاف القوى العسكرية والاقتصادية الروسية في حروب محدودة إقليمية ولو على حساب التضحية بالعميل الماسوني والمختل التركي "أردوغان" وشعبه ووحدة بلاده خاصة وأن القيصرية الروسية لا تنسى خديعة بريطانيا السابقة وأنها تورطت من قبل في الحرب العالمية الأولى باتفاق (سايكس بيكو) والذي نص على مشاركة روسيا في الحرب واحتلال بريطانيا وفرنسا للدول العربية في الشرق الأوسط في مقابل استعادة القيصرية الروسية للقسطنطينية (اسطنبول) عاصمة القيصرية الروسية القديمة ، وما تبعها من مفاجآت الماسونية الماكرة بقيام الثور البلشفية برجال الماسونية وقيام الدولة التركية العلمانية على يد رجال الماسونية اليهود وزعيمهم كمال أتاتورك .

فالتاريخ لا ينسى والروس لا ينسون ، وربما تكون الفرصة أو الطعم التركي قد يغري الدب الروسي لالتقاطه والتورط في مستنقع تركيا ليعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وهو ما سوف نراه ونتابعه في الأيام القادمة ، ولكن .. لا أحد يجهل أن العالم قد أصبح على حافة بركان ثائر ينذر بالانفجار في أية لحظة ، ولا أحد يجهل أن انفجاره قد يؤدي لكوارث بشرية قد تنهي الحياة على الأرض أو تدمر معظمها ، ولكن دوما يظل إيماننا بالله سبحانه تعالى يذكرنا بقوله تعالى { ... إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ .. قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } ...

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز