عاجل
الأربعاء 11 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
محمود بكر

محمود بكر

بقلم : ياسر صادق

تأثرت بشدة عندما علمت بوفاة الكابتن المحترم محمود بكر و كنت اشاهد مباراة الأهلي و انبي لدرجة أن عيناي كساها الدموع فالرجل الذي عرفته قبل انتخابات اتحاد الكرة عام 2005 و التي فاز فيها الكابتن محمود بعضوية مجلس الأدارة اي منذ اكثر من 11 عام لم أجد من خلال معرفتي بالعديد من الشخصيات الرياضية بحكم عملي الصحفي في نقاء شخصيته و صفاء نفسه و طيبة قلبه و وضوحه و اخلاصه و تواضعه و نظافة يده و أخلاقه .. وللأسف فعندما تتحدث مع الكثير من الشخصيات الرياضية التي تظهر بالقنوات الفضائية فأنك تجد شخصياتهم تختلف بشكل كبير عن حقيقتهم الا محمود بكر فهو عندما يتحدث معك مثلما عندما يتحدث في التليفزيون لا يوجد اختلاف .. و اذكر مرة كنت اتحدث فيها الي الكابتن محمود خلال عضويته للجبلاية فوجدته يقول لي كلمني يا ياسر كمان عشر دقائق علشان الثلاجة الجديدة وصلت و عايز ادخلها ! يتكلم بمنتهي التلقائية و بطبيعته الحقيقية و كان من الممكن أن يقول لي أي شئ أخر .. و لا توجد مرة اتصلت به و لم يرد علي أو وجدت هاتفه مغلق ..وكنت ومازلت اتعجب من وجود الكثير من " التافهين " في الوسط الرياضي لاعبين حاليين و سابقين مدربين حاليين و سابقين " يتحدثون بتكبر و عجرفة و لولا كرة القدم ما أحد كان عرفهم و هم لا يملكون نصف أو ربع تاريخ و قيمة محمود بكر متعدد المواهب الذي كان لاعبا بالنادي الأوليمبي في عصره الذهبي الستينات و بالمنتخب الوطني و رئيسا للنادي الأوليمبي و عضوا باتحاد الكرة و معلقا شهيرا و صحفيا بمؤسسة الأخبار و ضابطا بالقوات البحرية .. و كنت اتحدث مع الكابتن محمود مساء كل يوم لمدة ساعة سواء في الشأن الرياضي أو السياسي و استمتع برأيه وحتي عندما ترك اتحاد الكرة كنت حريص علي الأتصال به لأسمعه .. و حتي عندما كان يحل ضيفا مع كريم حسن شحاته كان يحضر قبل استضافته بساعتين وكان ينتظر دون كلل أو ملل أو تذمر أو تهديد بالرحيل مثل بعض " التوافه " الأخرين .. و كان لديه عزة نفس كبيرة فعندما كنت أقول له لماذا لا تنضم لقائمة هاني أبو ريده أو سمير زاهر في انتخابات الجبلاية المقبلة كان يقول لي لا اطلب شيئا من احد فاذا كانوا يريدونني فعليهم طلبي فهو غير متكالب علي المناصب و لا يخوض حربا من اجلها مثلما نجد الغالبية من الغوغاء .. و لا يوجد في اي صفة من تلك الصفات التي وصفتها به محمود بكر اي مبالغة ..



ومن الصعب أن تجد شخص كذلك في هذا التلوث الذي نعيشه .. و عندما سمعت نجل محمود بكر في مداخلة تليفزيونية بأحدي القنوات الفضائية و كان والده يرقد بالمستشفي أن الكابتن بكر لم يؤذي احد في حياته لم أندهش أو اعتبرها مبالغة من نجله لأنني لمست ذلك بنفسي .. رحم الله الكابتن محمود بكر .. و اتمني من الله أن يكثر من أمثاله .. ان لله و ان اليه راجعون ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز