عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
سنعيش 2015

سنعيش 2015

بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني

حقًا رحل عام 2014 م.. وأدعي أن ذلك فاجأني فعلًا.. كعادتنا نودع عامًا وننتظر الذي يليه بكل الأمل.. يندر أن نحب ما مضى وغالبًا نبالغ في تعليق الآمال على شجرة السنة الجديدة.. لذا تاتي الأعوام الجديدة مظلومة بآمال يُطلب منها أن تحققها.. فهل ظلمنا عام 2014 ؟



 

كان مطلوبًا من هذا العام أن يحقق الاستقرار وقد حاول جاهدًّا قدر استطاعة أعضائه المحمّلة بإرث 2013 الصارخ الخوف والقلق والخسائر.. لكن النهاية لم تكن مرضية بما يكفي فماتزال هناك العديد من القضايا المعلقة بثوب 2014 وهو يرحل وسنسمع مع دقات الساعة الاثنى عشر مساء 31 ديسمبر الجملة المشهورة (اكسر وراه قُلة) لكن بمزيد من التدقيق نجد أن هذا العام كان غريب الوجه.

 

معظم من أعرفهم يقولون أن هذا العام حمل لهم تغييرًا مهمًا ملموسًا في حيواتهم الشخصية ، فهو عام التغيير وإن لم يكن عام التحول ، البعض غير وظيفته أو عدد أبنائه أو محل إقامته أو حتى زوجه أو زوجته ، وهي أمور ستجعل من عام 2015 عامًا مختلفًا ، لأن الإنسان الذي سيدخل العام القادم مختلف في جزء منه عن ذاك الذي دخل العام الماضي ، لذا اذكروني في نهاية العام القادم وأنتم تنظرون لتغييرات كبيرة في حياتكم.

 

لن أركز على تفاصيل فكلنا يعلم تفاصيل حصاد العام الماضي ، لكنني معكم أنتظر العام الجديد الذي تعودت عائلتي أن تحتفل به في صخب ، سأجهز الديك الرومي المشوي ، وسأعد من عشرة حتى الواحد تنازليًا ، وأصرخ ترحيبًا بالعام الجديد ، واستيقظ في الصباح منتظرة أن يبدأ اليوم الأول بخبر سعيد ، ثم أتابع على مواقع التواصل الاجتماعي شكاوى أصدقائي وقرائي من أن العام الجديد يشبه سابقه تمامًا وأنه لا تغيير سيأتي ، وأتوقع أن تمطر بغزارة أول يناير هذا العام ولا أعلم لماذا.. سأعيش العام الجديد قبل أن يأتي لو صح التعبير حتى أجيد قول "أهلًا".. وافعلوا معي.

 

سمى الرومان شهر يناير بهذا الاسم تيمنًا بالإله (جناريوس) الذي يملك وجهين للإشارة لشهر ذو وجهين أيضًا أحدهما ينظر للسنة القديمة والآخر للسنة الجديدة ، وحقًا هو شهر حائر يحاول تفحص ما مضى واستقبال ما يأتي ، لذا لماذا لا نكون نحن هذا اليناير ونحاول أن ننظر للأمام وللخلف معًا.. عندها سيشعر العام الجديد على الأقل بالإنصاف بدلًا من أن ننتظر منه السحر..

 

كل عام وأنتم العام الجديد.. كل عام وأنتم العالم الذي يتحرك بين الأعوام مستمتعًا بالرحلة حتى لو لم يصل للمرفأ.. فتلك هي الحياة رحلة يحصل أجزاؤها على أرقام.. وسنحصل على رقم 2015 كدليل على أننا مازلنا نعيش معًا فترة أخرى من الرحلة.. فتنفسوا وقولوا "سنعيش".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز