عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
بالحب وحده انت غالي عليا

بالحب وحده انت غالي عليا

بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني
نصحوها أن تبحث عن آخر.. فلا يمحو الشيء إلا الشيء الذي يشبهه.. إن كانت مصابة بافتقاد رجل فلتبحث عن آخر.. لكنها لم تكن مقتنعة تمامًا.. فكيف يمكن أن تقع فى الحب بالأمر.. وكأنما تحرك قلبها بجهاز تحكم عن بعد؟!.. لكنها وجدت الفرصة مواتيةً اليوم..
تغيرت كل الأمور في فندق اختارته لقضاء يوم صيف حار في الساحل الشمالي.. كانت درجة الحرارة تزيد على 35 درجة مئوية.. وعصير الليمون بالصودا المثلجة رائع جدًا كشهادة ميلاد شرعية للحظات نشوة مختلسة.. حمام سباحة الفندق مكتظ  بطلاب لمسة باردة على جلد ساخن.. وهي تجلس إلى طاولة لفرد واحد بعيدًا عن حوض السباحة.. تشرب عصيرها في هدوء.. وتحاول إشغال نفسها بمراقبة الناس حولها..
تقدم منها يرتدى شورتًا يصل لركبتيه ويغطى كتفيه بفوطة.. سألها بابتسامة جذابة :
- كم الساعة من فضلك؟
- الحادية عشرة والنصف.
ثم مدد جسده على شيزلونج قريبًا من حوض السباحة.. لم تستطع ن تسيطر على حالة انتابتها.. أخذت تسترق النظر إليه من خلف نظارتها السوداء.. ولم تعلم أنه هو الآخر كان يراقبها من خلف نظارته.. بدا كأنهم على حق.. فقد نسيت تمامًا أمر خطيبها (حسام) ومعاملته الجافة وتجاهله المتكرر لها بحجة انشغاله فى عمله.. لم يتحرك ولم يفعل شيئًا سوى الاستلقاء على الشيزلونج.. وهي تشعر بقشعريرة ولذة لمجرد مراقبته.. فجأة اقترب منها مرة أخرى.. خافت.. بدا لها أنه لاحظ كيف تراقبه.. سألها:
- كم الساعة من فضلك؟
- مرة أخرى؟
- لأنه تأخر كثيرًا..
- الساعة الثانية عشرة.. وحاول أن تتصل به..
- ماذا تشربين؟
- آيس صودا ليمون.. لماذا؟
- أريد أن أطلب مثله.. لأنه تأخر..
 تصنعت أنها تضايقت من محاولته الكلام معها.. ومن داخلها ودت لو أطال الوقوف.. كان مجرد امتداد ظل جسده على وجهها يسعدها سعادة مجهولة المصدر.. وانسحب متباطئًا.. وبعد دقيقتين عاد إليها.. وما إن اقترب حتى ضحكت بصوت مسموع.. أصابته بالإحراج لكنه لم يرحل.. قال بجرأة:
- بصراحة أريد الحديث معك بأي شكل حتى لو أردتِ الشجار معي.. حتى لو لم أسمع منك سوى الإجابة على سؤال : "كم الساعة من فضلك؟"..
- تبدو متحدثًا لطيفًا؟
- وهل سيفيدني ذلك؟
- طبعًا.. إن دعوتني على كأس آيس صودا آخر..
- دوبل صودا وليس فقط صودا..
  قضيا وقتًا لطيفًا.. لم تذكر حسام أبدًا.. وكانت سعيدة كما لم تكن منذ فترة طويلة تزيد على الستة أشهر.. تناولا الغداء معًا.. ودعاها مساءً لحفل عزف منفرد للكمان بطله صديقه الذى قابلهما صدفة..
  وفي نهاية المساء أوصلها لغرفتها.. فضلت الصراحة.. قالت :
- بصراحة أنا أردت أن أنسى بك آخر مؤقتًا في البداية.. لكن هذا كان في البداية فقط.. أقسم لك..
- لست صغيرًا ولا غبيًا حتى يغيب عن عينيَّ خاتم الخطوبة فى يدك اليمنى.. مع ذلك أعلم أنني أملك فرصة كبيرة كي تحبينني.. ربما..
- أشعر أن هذه الـ (ربما) لها حظ عظيم الآن..
- أنا أيضًا جئتك لأنسى فأنسيتني ما جئت كي أنساه.. لكنك لم تلاحظي خاتم خطوبتي..
- إذن..
- التقينا فى وقت مناسب..
- لكن هذا لا يعني أننا قد نكمل للنهاية..
- ربما..
   كانت متعبة جدًا.. خلعت خاتمها ثم أخذت حمامًا ساخنًا استعدادًا للحلم بخاتم جديد.. آمنت تمامًا أنك لا يمكن أن تأخذ إجازة من الحب.. لو خرجت من حب فإنك لا تعود إليه أبدًا.. ولا حب يمكنه أن يكون محطة راحة.. فالحب حين يأتي يأخذ كل شيء وحين يرحل يختفي تمامًا ولا يعود.. هذا الشاب الجميل سيقع في حبها وهي لم تعد قادرة على حب حسام أبدًا بعد اليوم.. وشدت أم كلثوم في رنين هاتفها : (بالحب وحده انت غالي عليا).. فردت بابتسامة عريضة..
 


 



 
 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز