عاجل
الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
"ثورة 23 يوليو".. وشيء من الحقيقة

"ثورة 23 يوليو".. وشيء من الحقيقة

اليوم تمر الذكرى الـ70 لثورة 23 يوليو 1952، خلال تلك الفترة سارت مياه كثيرة في مصر، وتعاقبت أجيال لم تعش مرارة أن يكون الإنسان أحد أملاك الباشوات وأصحاب الوسيات والإقطاعيات، ونجد من يتحدث عن الديمقراطية في العهد الملكي وجده كان حافيًا عاريًا يعيش وسط المواشي في حظائر الباشوات، وعندما يأتي موعد الانتخابات يُساق مثل القطيع يُدلي بصوته للباشا أو لمن يدعمه الباشا.



 

أي ديمقراطية تتحدثون عنها في العهد الملكي؟ إنها ديمقراطية الأثرياء وليس المستفيدين من قوانين الإصلاح الزراعي ومشروعات ثورة 23 يوليو 1952، التي نقلت هؤلاء المتشدقين من حياة بائسة إلى آدميين لهم حق الحياة.

 

لا أجد غضاضة أن تُهاجم ثورة 23 يوليو من باشوات ما قبل الثورة، لأنها قضت على نفوذهم لصالح أجداد الجاحدين المتناسين ما فعلته الثورة لهم وجعلتهم أصحاب رأي، بدلًا من العيش في حظائر مواشي الباشوات وأصحاب الوسيات والإقطاعيات؛ لو استمر العهد الملكي إلى اليوم، علمًا بأن هناك أبناء باشوات مثل الراحل العظيم إبراهيم شكري، زعيم حزب العمل، كان باشا ابن باشا يمتلك أغلب أراضي فارسكور في دمياط، أول من قدم تقنين ملكية الأراضي في مصر فيما عُرف بعد ثورة 23 يوليو 1952 بقوانين الإصلاح الزراعي.

 

وهناك غيره كثيرون مثل المفكر الكبير محمد سيد أحمد، الذي ولد 1928 بالقاهرة لعائلة أرستقراطية، توالت ثلاثة أجيال منها من الباشوات، مثل إسماعيل صدقي باشا ابن عم والده وزوج عمته. عاش قرابة أربع سنوات من طفولته في بورسعيد ثم في السويس، أثناء عمل والده محافظًا للمدينتين.

فضّل التمرد على ظروفه الاجتماعية بدلًا من الاستمتاع بما تتيحه هذه الظروف من امتيازات وفرص، وتبنى فكر الإحساس بالآخر وليس الجري وراء ملذاته مثلما يفعل الآن من كانوا أجدادهم حفاة عراة ويتنكرون لأصولهم. كان المفكر الكبير ينطبق عليه قول الفيلسوف الصيني الشهير "كونفوشيوس": ‏"الإنسان الصالح يعرف الحق وينصاع إليه، بينما الإنسان الفاسد يفهم فقط ما هي مكاسبه".

 

هكذا نجد ابن الباشا محمد سيد أحمد، وجد الحق وانصاع إليه، وجد إنسانيته وانصاع إليها، بينما نجد بعض من كان أجدادهم “حفاة عراة” يفهمون فقط، ما هي مكاسبهم من وراء أي فعل أو حدث ودون ذلك يطعنون فيه ويهاجمونه ليس مهمًا إن كان صحيحًا أم لا، المهم ما العائد عليهم وإلا شيطنته على الفور.

 

وهنا ملاحظة ليست جديدة بل متوارثة في الأجيال المتعاقبة لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، لكن زادت نغمتها ضراوة بعد ثورة 30 يونيو 2013 بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، نرصد تفاصيلها في هذا المقال، حيث لا يترك أي كادر أو تابع للإخوان فرصة إلا ويهاجمون الجيش من خلالها حتى ثورة 23 يوليو 1952، التي استفاد منها أجدادهم وجعلتهم يتعلمون وأصحاب أملاك، بدلًا من أن يكون ضيعة في أملاك الباشوات، لذلك سأعود إلى تكوين جماعة الإخوان في بداياتها حتى يعرف الناس أصول هؤلاء المتنطعين من أعضاء الجماعة الإرهابية وتابعيهم.

 

كانت النواةُ الأولى للجماعة الإرهابية قد تشكّلت عام 1928 على يد حسن البنا، وهذا الحدث تجده في كتاب "ماذا يعني انتمائي للدعوة؟" للمؤلف محمد عبده، كما جاء في الموسوعة التاريخية الرسمية للجماعة.

 

ينقل الكتاب، كيف أَقدم المؤسس على التوجه للمقاهي والزوايا ليخطب بروادها وتستحوذ خطاباته على قلوب ستة من أصحاب الحرف، الذين استأجروا غرفة متواضعة في شارع فاروق، وأطلقوا عليها اسم "مدرسة التهذيب للإخوان المسلمين". 

وهؤلاء هم: عبد الرحمن حسب الله  "سائق"، وحافظ عبد الحميد "نجار"، وزكي المغربي "عجلاتي"، وأحمد الحصري "حلاق"، وإسماعيل عز "جنايني"، وفؤاد إبراهيم "جنايني"، وحسن البنا "مدرس خط عربي".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز