![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
حكم قضائي يكشف احترام مصر لحقوق موتى اليهود والوجه القبيح لقوات الاحتلال الصهيوني
![المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى](/UserFiles/News/2022/07/11/990848.jpg?220711153650)
عبدالباسط الرمكي
إن ما قام به الإسرائليون من تحد للمشاعر المصريه والعربية والإنسانية بدفن جنودنا المصريين وهم أحياء عقب نكسة ٦٧ في مشهد يخالف القوانين الدولية والإنسانية، وهو لم تقابله مصر بالمثل عقب نصر أكتوبر المجيد، وكذلك كانت هذه اللحظة المضيئة للقضاء المصري الشامخ برئاسة المستشار الدكتور محمد خفاجي بهذا الحكم التاريخي، عن احترام حقوق موتى اليهود في مصر وحق فلسطين العربية في القدس، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
وجاء بأبرز حيثيات الحكم للقاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة حظر نقل رفات رجل دين يهودي من مصر لإسرائيل لأن مصر بلد التسامح الديني ولأن الإسلام ينبذ نبش قبور الموتى.
وكذلك حظر نقله إلى القدس لأن القدس أرض فلسطين العربية ولا تسري عليها تصرفات الدولة الغاصبة.
وكشف حكم قضائي نهائي للمحكمة الإدارية العليا باعتبار الطعن كأن لم يكن في الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية دائرة البحيرة برئاسة القاضى المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة يؤكد أن مصر الحضارة تحترم حقوق الموتى ولو كان يهوديا، برفض نقل رفات رجل دين يهودي إلى إسرائيل لأن الإسلام ينبذ نبش قبور الموتى ويحترم الأديان السماوية، ورفض طلب اسرائيل المبدى لمنظمة اليونسكو لنقل رفاته إلى القدس لأن القدس أرض فلسطين العربية وإلغاء الاحتفالية التي كانت تقام له سنويا فى مصر ويحضرها يهود العالم وذلك بصفة نهائية لتعارضها من وقار الشعائر الدينية وطهارتها.
قالت المحكمة برئاسة الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أن الإسلام يتخذ موقفًا متسامحًا تجاه الأديان الأخرى ليرسخ مبادئ العدل والمساواة والتكافل الاجتماعى بين الناس، حيث يحترم الإسلام الكتب السماوية والرسل، ولما كانت الطوائف غير الإسلامية من أهل الكتاب تتمتع فى مصر من قديم الزمان بحرية واحترام كيانها الدينى، إذ بلغت الطوائف غير الإسلامية شانًا عظيمًا فى مصر فى مجال الحقوق والحريات العامة وحرية العقيدة فى إطار من النظام العام المصري لم تبلغه تلك الطوائف غير الإسلامية فى أية أمة من الأمم، ولا حتى فى تلك الأمم الاوروبية التمدينة العريقة فى أكثر النظم ديمقراطية فى العالم واكثرها تشدقا بها.
وأضافت المحكمة، أنه لما كانت مصر مهد الدين وراية مجد الاديان السماوية، وكان الإسلام الذي هو دين الدولة المصرية بمبادئ الشريعة الغراء التي عدها المشرع الدستورى المصدر الرئيسى للتشريع، يحترم الأديان السماوية ويحترم موتاهم وينبذ نبش قبورهم بما يحمله ذلك من سماحة وسلام أرسى دعائمها رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام – الذي بعث للناس كافة ليتمم مكارم الاخلاق – بقوله " من اذى ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة " رواه مسلم، كما انه عندما مرت جنازة على الرسول الكريم فوقف احترامًا لها، فإذ بأحد الصحابة يقول له: " أنها جنازة يهودى " فقال الرسول الكريم:"أليست نفسًا".
وهذا له دلالته الساطعة على أن الإسلام يسوى بين الموتى، حينما وقف رسول الرحمة المهداه للعاملين احترامًا لروح غير مسلم تصعد لبارئها، وبغض النظر عن ديانة صاحبها، فضلا عن أن الإسلام أمر بحسن معاملة الطوائف غير الإسلامية من أهل الكتاب وعدم الإساءة إليهم وألا يضاروا فى أنفسهم أو أموالهم، وآية ذلك أنه فى عهد خليفة المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب حينما فتح "بيت المقدس" أعطى لأهل الكتاب أمانًا لأنفسهم وصلبانهم وكنائسهم لا تسكن كنائسهم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبها ولا يضارون فى أنفسهم أو أموالهم.