عاجل
الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

"المسكوت عنه في سينما الأنبياء" يضع قاعدة نموذجية للأفلام

حنان أبو الضياء
حنان أبو الضياء

نحن في حاجة إلى ثورة في الطرح الفني للأعمال الدينية؛ قوامها المحافظة على قدسية الأنبياء ومكانتهم في وجداننا، وعمادها الإبهار الإبداعي المتضافر مع الإمكانيات المادية والفنية، لتكون المحصلة أعمالًا تقرب هؤلاء الأنبياء للعوام.. هذا ما خلصت إليه الندوة التي أقيمت حول كتاب "المسكوت عنه في سينما الأنبياء" للكاتبة حنان أبو الضياء، من خلال ملتقى السرد العربي، وشارك فيها الكاتب والناقد د. حسام عقل والناقد خالد الصور، والدكتور أمير الشبل، وتنسيق وإدارة الندوة عزة عز الدين.



وأكدت الكاتبة حنان أبو الضياء، في الندوة التي أقيمت بمقر هيئة خريجي الجامعات، الذي تشرف عليه حنان منصور؛ أنها لا تعرف لماذا لا يستثنى فقط من التشخيص الأنبياء أولي العزم، وتتم الاستعانة بهالة ضوئية للتعبير عنهم؛ أما باقي الأنبياء فلا مانع من ظهورهم؟ ولنا في دراما يوسف الصديق نموذجًا يحتذى؛ فتشخيص يوسف كان سببًا في معرفة الكثيرين له؛ ولأنبياء آخرين.

أما الدكتور أمير الشبل، فأشار إلى أنه يشارك المؤلفة وجهة النظر بأن هناك هدفًا سياسيًا ودورًا للوبي الصهيوني في تحفيز السينما العالمية لإنتاج أفلام تتمحور حول الأنبياء في العهد القديم، من أمثال نوح وموسى وغيرهما، بشكل يصل إلى حد الظاهرة، التي انطلقت مع بدايات السينما في أواخر القرن التاسع عشر، وصولا إلى اليوم، ولم تفقد مرة وهجها، وعلى الرغم من أن الوسائل التقنية بين هذه الأفلام تطورت مع مرور الوقت، وهذا طبيعي، فإن القاسم المشترك بينها هو ضخامة الإنتاج، وتجسيد نجوم عالميين شخصيات الأنبياء من بينهم شارلتون هيوستون وراسل كرو وغيرهما.

 

لا شك في أن هذه الأفلام تستقطب جمهورًا كبيرًا، باعتبار أن حبكة القصص في الكتاب المقدس ممتعة وهناك تآلف مع أبطالها، وتتمحور الروايات حول الخير والشر؛ فضلًا على أنها تزخر برسائل إنسانية ومادة درامية تحمل قيمًا فنية… حتى إن بعضها يعتبر من كلاسيكيات السينما العالمية ونال جوائز أوسكار؛ وحققت حتى الآن أرباحًا كثيرة؛ ورغم أنه بين الحين والآخر تنال تلك الأعمال قدرًا كبيرًا من الهجوم والرفض من رجال الدين في الديانات الثلاث؛ إلا أن هذا لم يمنع هوليود من التحضير لأعمال جديدة.

 

وأشار د. الشبل إلى ما تضمنه كتاب "المسكوت عنه في سينما الأنبياء" من تناقض اليهود الصهاينة في العالم، الذين ينددون بكل فيلم يتحدث عن السيد المسيح وآلامه، وعلى رأسها فيلم "آلام المسيح" للممثل والمخرج الأمريكي ميل جيبسون، في المقابل لا نرى أو نسمع بأي ردة فعل غاضبة- أو على الأقل معترضة- على العديد من الأفلام التي يصنعها دعاة اليهودية متهمين فيها العالم بأفظع الجرائم، التي يعبرون فيها عن تصوراتهم حول المسيح المخلص الخاص بهم.

ليس هناك سر رهيب يقف وراء القضية إنما كل ما في الأمر أن دعاة المسيح، عليه السلام، يروجون للعقيدة المسيحية بكل ما تحمله من مفاهيم ورموز وأبعاد عن الخير والشر في إطار "السينما الواقعية"، أما أتباع الصهيونية فيلجؤون للترويج عن اعتقادهم بالمسيح اليهودي المخلص، ويلجؤون إلى أساليب الخيال العلمي والرمزية في فضاء سريالي من القصة والحبكة والأداء في عالم السينما.

هنا يكمن الفرق الكبير بين الرؤيتين، ذلك النمط من الواقعية الذي يتضمن أشكالًا من المباشرة في السرد والخطاب، لا يحتمل الكثير من التأويل والتفسير حول ما يقصد كاتب السيناريو أو المخرج من الرسالة التي عمل على إيصالها من خلال الفيلم.

وأشار الناقد خالد الصور إلى محاولات يوسف وهبي لتقديم عمل فني يتناول شخصية سيدنا محمد؛ لكن هذا العمل هوجم ولم ير النور.

عقل: قاعدة نموذجية للأفلام

وأشار الدكتور والناقد الكبير د. حسام عقل إلى وضع الكاتبة قاعدة درامية نموذجية للأفلام لمناقشة تأرجح سيناريوهاتها بين الحقيقة والخرافة؛ وأثر شركة فوكس القرن العشرين على إنتاج تلك الأفلام، خاصة أنه من المعروف أن أعضاء الجماعة اليهودية لعبوا منذ الأعوام الأولى للسينما، دورًا أساسيًا في تطور هذه الصناعة، وكانوا بارزين في كل فروعها، ولعبت تلك الشركة دورًا كبيرًا في إنتاج أفلام عن الأنبياء اعتمدت في تقديمها على ترسيخ الإسرائيليات في العقول.

وأن السينما العالمية قدمت فيلمين مشهورين في مصر عن النبي موسى بعنوان الوصايا العشر The Ten Commandments، الأول صامت يحكي قصة حياة موسى النبي وخروج شعب إسرائيل من مصر، تم إنتاجه عام 1923 وكان من إخراج "سيسيل دي ميل" وبطولة ثيودور روبرتس في دور موسى النبي، وتم إعادة إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1956 بالألوان وأخرجه أيضًا دي ميل، وكان من بطولة شارلتون هيستون وكان مقتبسا عن رواية Pillar of Fire للكاتب جي. إتش. إنجرهام، وهناك العديد من النصوص في الفيلم والحوار مأخوذة من سفر الخروج في الكتاب المقدس، مع وجود بعض الاختلافات كإضافة شخصيات أو أحداث وحوارات. 

وأشار د. عقل إلى أن الكاتبة كانت دائما ما تشير إلى ما تحصده الأفلام من إيرادات؛ فعلى سبيل المثال، حصد فيلم "الوصايا العشر" نجاحًا باهرًا فجمع أكثر من 185 مليون دولار في (شباك التذاكر الأمريكية)، ويعتبر خامس أكثر الأفلام نموًا في الإيرادات في تاريخ الولايات المتحدة وكندا، حيث جمع حتى (2010) حوالي 977 مليونًا و260 ألف دولار. 

كما أشار إلى أن الكتاب به فصل عن الأنبياء الملوك؛ ومنهم سيدنا داود عليه السلام، الذي تعاملت معه السينما بشكل درامي من خلال عدة رؤى توراتية، كلها ركزت على الحكايات التي تُروى عن حروبه وعلاقته ببتشبع؛ ولم يقتربوا من داود الأواب، الذي سبحت معه الجبال والطير.

لم يشر أي من الأعمال الفنية تلك إلى العلاقة التي تربط بين سيدنا داود وجالوت وطالوت بشكل كاف، وسيدنا سليمان؛ هو ثاني ملك على مملكة إسرائيل الموحدة 1011 ق.م. - 971 ق.م. وأحد أنبياء بني إسرائيل حسب العقيدة الإسلامية، إلا أنه في اليهودية يعتبر ملكًا وليس نبيًّا.  

حضر الندوة مجموعة كبيرة من الكتاب والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي، ومنهم مصطفى عبيد، أحمد النجار، وفاء بكري، هبة محمد علي، والكاتبة الصحفية فكرية أحمد. الناقد الفني د. أحمد أسامة عمر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز