جلسة "الذكاء الاصطناعي" بمؤتمر مصر تستطيع تناقش استراتيجية الدولة لمواكبة معطيات العصر الرقمي
ضياء حرفوش
ناقش المشاركون بجلسة "الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الرقمنة والبرمجيات"، المنعقدة ضمن فعاليات مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة"، استراتيجية الدولة المصرية على مواكبة معطيات العصر الرقمي والتفاعل مع أهم تكنولوجيات هذا العصر.
وبحث المشاركون بالجلسة ترسيخ مكانة مصر لتصبح من الرواد في مجال الذكاء الاصطناعي إقليميًا وعالميًا، وذلك بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، وبمشاركة عدد من رجال الأعمال والخبراء المصريين بالخارج والأجانب.
من جانبه، قال محمد عبد الكريم، رئيس مركز الصناعات بوزارة التجارة والصناعة إن القيادة السياسية مهتمة بالصناعة وتحفيزها، بالإضافة إلى البنية التحتية القوية، موضحًا أن الوزارة حريصة على العمل وفقًا لأحدث المعايير وتشجيع التنافسية واستخدام التقنيات الرقمية والتكنولوجيا الحديثة، في إطار تعميق التصنيع المحلي وتوطين الصناعة في الفترة المقبلة، وتعزيز الشراكات داخليًا وخارجيًا، والاهتمام بالأبحاث المختلفة والتطوير الاقتصادي الناتج عن ذلك، مع مبادرة 100 مليار صادرات.
فيما أكد رشيق المراغي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس ومؤسس شركة "صافي كواليتي سوفت وير"، على إنشائه الشركة الرائدة في مجال برامج الهندسة الإنشائية في كندا من ٣٥ عامًا، وهي تعمل في مجال التطوير والأبحاث وتنافس أكبر شركات العالم، مضيفًا أن هناك بعض التطبيقات التكنولوجية التي يمكن استخدامها في الوصول إلى تصميمات هندسية، حيث إن الشركة لديها تطبيق متخصص في تصميم وتقييم الكباري، ولدينا برنامج متكامل لإنشاء الكباري، مؤكدًا أن أهمية التطبيق الخاص بالشركة سوف تظل قائمة لعشرات السنوات المقبلة نظرًا لاعتماده على أنظمة مبتكرة.
وأضاف أ. د. رشيق المراغي أن شركة SAFI تستهدف: توفير البرامج التكنولوجية لطلاب الهندسة الإنشائية في الجامعات المصرية، تسهيل استخدام برامج SAFI في المشروعات الوطنية، تمهيد لفتح فرع لشركة SAFI لتوفير فرص عمل للمتخرجين من الجامعات بالشراكة مع الحكومة المصرية، تصدير هذه التكنولوجيا الواعدة للدول الإفريقية والعربية بالشراكة مع مصر، تطوير موقف مصر على خريطة التكنولوجيا البرمجيات العالمية في مجال الهندسة الإنشائية والصناعية.
بينما أوضح الدكتور أحمد العدل، خبير الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة، أن التحول الرقمي لا مفر منه، ولكن علينا الانتباه لمخاطره أيضًا، وقال إن التوأمة الرقمية والبيانات الكبيرة Big Data مصطلحات علينا فهمها جيدًا، ومعرفة الأطر التنفيذية للمدن الذكية وسلاسل الإمداد، وكذلك المواصلات الذكية، موضحًا أنه مع اختلاف المسميات فعلينا معرفة المحاور المختلفة من اختيار المنصات والسبل المعرفية للتنفيذ وأطر التعاون المختلفة لتحديد الأهداف التي نسعى لتحقيقها. وتابع العدل أن علينا اختيار فرق وتدريبها على بنود استراتيجية واضحة للتحول الرقمي وتحديثها باستمرار، في ظل مساعي الانتقال الرقمي في الجمهورية الجديدة، موضحًا أن كل طفرة كبيرة بدأت صغيرة فعلينا أن نبدأ في التقنيات الرقمية فالمستقبل يفتح أبوابه.
وعن تأثير التحول الرقمي على مجال السياحة، أوضحت رضوى حزين، مسؤول أول صناعة البرمجيات والقائم بأعمال رئيس شركة "إماراتيك"، أن الحركة السياحية تعتمد على التكنولوجيا الرقمية، بدءًا من إتاحة البيانات أو الحجوزات أو توفير التكنولوجيا المختلفة لتحسين قطاع السياحة، ومنها المطارات والتي تعد الأكثر تأثيرًا على الصورة الذهنية التي يتبناها السائح عند الحضور والمغادرة.
وتابعت أن هناك أنظمة محاكاة لاستقبال الضيوف أو تنظيم البرامج وكذلك النواحي الأمنية، ومن بينها بصمة الوجه وما توفره من بيانات عن المسافرين والاستعداد لمختلف الأنواع من المسافرين، وكذلك إمكانية تتبع المسافرين في حالات تستدعي ذلك، مضيفة أن علينا التخطيط على المديين القصير والطويل وتغيير الثقافة ونشر الوعي لتعريف الجمهور بكل الجوانب اللازم معرفتها، ووضع السيناريوهات المختلفة بجانب تحليل البيانات وصولاً إلى بيانات تصحيحية، وفقًا لمعايير مختلفة.
وفي سياق متصل، أوضح د.عمرو عوض الله، مؤسس ورئيس شركة زير للذكاء الاصطناعي والمتخصص فى البنية التحتية بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي يدفعنا للإجادة والإتقان، وهو صديق لنا في كثير من الأحيان، مثل خرائط جوجل مثلاً، ودوره في الطب والمحاسبة وغيره من المجالات، وأضاف أن طفرة ستحدث في الذكاء الاصطناعي خلال العشر سنوات المقبلة، وما يمكن أن يؤديه من مهام وتحليل البيانات المختلفة والخروج بنتائج، وتابع أنه في 2013 لم يكن الذكاء الاصطناعي يفهم اللغة إلا مثل طفل في عمر ٧ سنوات، بينما الآن يفهم كالبالغين، بل وقادر على فهم الأحداث والربط والتحليل، واستعرض تجربة Zir، والذي يعطي نتائج في غاية والدقة والذكاء، حيث يفهم معنى الكلام المكتوب وليس مجرد البحث بالكلمات.
فيما أكدت د.يمنى عبد الرحمن، أستاذ الأمن الإلكتروني بالكلية الحربية الألمانية في ميونخ، أننا قادرون على ارتياد هذه المجالات ولدينا العقول والخبرات لذلك، وأوضحت أهمية التحول الرقمي والتوعية بأهمية الأمن الرقمي والخصوصية، مشيدة بثراء مصر البشري ولدينا خبراء وطاقات ومهارات يمكن الاستفادة منها، وتابعت د. يمنى أنها فخورة بالمبادرات التي تطلقها مصر للتحول الرقمي.
بدوره، أشار د.علاء علواني، مستشار الحكومة الفيدرالية الأمريكية لشؤون الصناعة وبروفيسور الصناعات وهندسة الأنظمة، إلى بعض النماذج الناجحة في تطبيق الشبكات الإبداعية، مثل النموذج الألماني والذي بدأ عام 1949، والتايواني والذي بدأ 1973 والسنغافوري عام 1991، والأمريكي عام 2012م، مشيدا أيضا بتجربة itida في مصر، والتي يمكن الاستفادة منها للتعاون وتبادل الخبرات مع الأشقاء، مضيفا أن سبيلنا لتطور في هذا المجال يعتمد على التدريب والمتابعة وتوفير الفرص التعليمية والدراسية للشباب وتوفير دعم للبحث العلمي في هكذا مجالات وكذلك الشراكات المختلفة مع الدول التي سبقتنا في هذا المجال. وتابع: "علينا تحديد نماذج أعمال والبدء بصبر وهدوء حتى نحقق أهدافنا، دون الاصطدام بالبيروقراطية، والاستعانة بخبرائنا في هذه المجالات أيضًا وصولاً لأحدث تقنيات العلم، ولابد من تحديد التكنولوجيا التي يمكن تطويعها في مصر بما يخدم التنمية الاقتصادية"، لافتًا إلى أنه يجب أن نستغل ما نمتلكه وتوسيع الشبكات القائمة، كما يجب استغلال كوادرنا البشرية من المصريين سواء بالداخل أو الخارج، وأن هناك أساتذة مصريين بأكبر الجامعات في العالم لتعليم الأجيال المقبلة بجانب ضرورة تطوير المناهج".
وعن تسويق التكنولوجيا، أوضح د. رامي عازر أن شركته متخصصة في تدوير المخلفات وتحويل ذلك لعمل تجاري مربح باستخدام التكنولوجيا، مضيفًا أن شركته Papyrus Australia تسعى لاستخدام التقنيات التكنولوجية ومن بينها استخدام مخلفات شجر الموز وتحويله إلى صناعات مختلفة، والتي يوضح أن مصر بها نحو 100 ألف مكان وتمثل نحو 5 ملايين طن سنويًا، لم يكن يتم الاستفادة منها، غير أنه حاليًا صارت التكنولوجيا تقدم الحلول وتحولها لمنتجات صديقة للبيئة.
وعن التكنولوجيا التجارية Technology Commercialization، أوضح أنه من المهم تدريب كوادر لتجعل التكنولوجيا تدر أرباحًا لمن يعمل فيها، بحسب تطويعها وجعلها ملائمة لاحتياجات البيئة للاستفادة من مختلف الاستثمارات في هذا المجال.
فيما قال د. طارق الترجمان مدير عام شركة HELOIS لاستثمار رؤوس الأموال فى فرنسا: "بدأنا الاستثمار في شركات التكنولوجيا منذ ٧ سنوات تقريبًا، ولم يكن هناك أنظمة تمويل والآن تطور الأمر كثيرًا"، مشيرًا إلى أن عدد التليفونات الذكية في مصر زاد بقوة وهو يعكس مدى التقدم التكنولوجي، وأصبح هناك شركات مصرية أسسها شباب مصريون وحققوا معدلات نمو عالية جدا. وأضاف أن الشركات العالمية تسعى للاستثمار في مصر للاستفادة من مميزات السوق، وطالب بضرورة دعم الأفكار والابتكار لجذب مزيد من الاستثمارات وصناديق الاستثمار المتخصصة في التكنولوجيا.
وقال إن الشرائح الرقمية يمكن استخدامها في العديد من العمليات الحسابية، وتطوير العديد من القطاعات، معربا عن تطلعه بأن يكون هناك فرصة لطلاب الجامعات للتدريب على مثل هذه الأنظمة الحديثة وربطها بالصناعة.
من ناحيته، أوضح د. باسل مفتاح، عضو لجنة الاستثمار بشركة "دبي أنجيل إنفستورز" وشريك في "جلوبال فنتشرز"، أنه في عام ٢٠٢٢ جاءت مصر في المرتبة الثالثة في الاستثمارات، لذلك من المهم جذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع المشروعات الخاصة ودعم رواد الأعمال ومشاركة المعلومات وفهم معطيات السوق، وتابع أن لدينا فجوة في التعليم الرقمي، ولكن الشباب المصري لديه الكفاءة للتعلم واكتساب الخبرات، وهناك الكثير من النماذج، وهو أمر مهم جدا من التدريب والتأهيل. وعن التوسع في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، قال مفتاح إن السوق الخليجي ثري والسوق الإفريقي مهم لأنه بكر والفرص فيه مواتية، بخلاف السوق الأوروبي حيث تبدوالفرص فيه صعبة.
فيما أكدت د. ريم بهجت، رئيس جامعة مصر للمعلومات ومستشار وزير الاتصالات، أن الجامعة لديها شراكات عالمية وتمتلك أنظمة تكنولوجيا عالية، ومتواجدة في مدينة المعرفة، موضحة أن الجامعة تخصصية لكنها تشمل كلية الهندسة بفروعها التكنولوجية المختلفة وكلية أخرى لعلوم الحاسب وكذلك كلية إدارة الأعمال، كما أن وزارة الاتصالات وفرت برامج للجامعات الأخرى برامج "بناة مصر"، متوقعة أن يحدث ذلك نقلة نوعية في مستوى الخريجين وسوق العمل في مصر.
وبدوره، أوضح د. حازم نبيل، نائب رئيس هيئة تكنولوجيا المعلومات ITIDA، أنه فخور بهذه الكوكبة المصرية من العلماء والخبراء، وأن يجتمعوا في مصر تستطيع، مضيفا أن مصر تسعى بخطى واثقة للتحول الرقمي، والاستفادة من القوة البشرية المصرية، وأهمية نشر الوعي بريادة الأعمال ودعم الفرص المختلفة في هذه المجالات، موضحا أن مراكز الابداع في مصر متميزة بدءا من أسيوط في الصعيد وكذلك برج العرب وغيرهم، ومشيرا إلى أهمية الربط بين مختلف الجهات والتعاون كذلك لدعم وتعزيز اللغات لتوفير فرص أكثر.