د. أماني ألبرت
الذكاء الاصطناعي وارتفاع متوسط العمر
يسعى الذكاء الاصطناعي لخلق قوة تفكير من صنع الإنسان، ورغم أنه تخصص حديث مدته ستون عامًا، إلا انه أخذ يقفز قفزات سريعة وقريبًا ستعتمد عليه كافة الشركات والمؤسسات. وقد ارتبط تطوره ارتباطًا وثيقًا بتطورات الحوسبة وأجهزة الكمبيوتر، وهو فرع من علوم الكمبيوتر يمكننا من خلاله إنشاء آلات ذكية يمكنها التصرف كإنسان، والتفكير مثل البشر، والقدرة على اتخاذ القرارات، وفيه يمكن للآلة أن تمتلك مهارات بشرية مثل التعلم والاستدلال وحل المشكلات، ويعتمد على علوم الرياضيات والاحتمالات، الأحياء، علم النفس، علم الاجتماع، علوم الكمبيوتر، دراسة الخلايا العصبية، الإحصائيات.
في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة لصناعة الرعاية الصحية وسيكون له تأثير كبير عليها في المستقبل، إذ يساهم في إجراء تشخيص أفضل وأسرع من البشر، ويساعد الأطباء في التشخيص ويمكنه الإبلاغ عن تفاقم حالة المرضى حتى تتمكن المساعدة الطبية من الوصول إلى المريض قبل دخول المستشفى.
يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة من الرعاية الصحية مثل عمليات التشخيص، وقطاع أبحاث الأدوية، والطب، ورعاية ومراقبة المرضى.
وعبر تقنيات أو خوارزميات مختلفة سيساهم الذكاء الاصطناعي نوعًا ما في زيادة متوسط عمر الفرد، إذ يساهم كثيرًا في توقع أفضل بروتوكولات العلاج لمريض معين بناءً على تحليل خصائصه وسياق العلاج، وإنشاء وفهم وتصنيف كافة الوثائق والبحوث المنشورة ما يساهم في إعداد تقارير عن مرض معين.
كما أن الاستعانة بالروبوتات لتقديم المساعدة للجراحين أصبحت أكثر كفاءة ودقة ما يساهم في نجاح العمليات بنسبة 100%، وبسبب الدقة في عمليات الفحص والأشعة يساهم في اكتشاف الأمراض بدقة أكبر.
كما أن معالجة الصور في طب الأمراض الجلدية تساهم في اكتشاف الأمراض بشكل أفضل، حيث أصبح من الممكن اكتشاف سرطان الجلد في الخلايا الكيراتينية عن طريق التصوير الفوتوغرافي للوجه، وإظهار تصنيف مستويات سرطان الجلد من خلال الصور.
يساعد الذكاء الاصطناعي على تقليل تكاليف الأدوية من خلال تشخيص أكثر دقة وتنبؤ وعلاج أفضل للأمراض. كما تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لدراسة الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، حتى إن شركة كبرى طبقت عبر فيسبوك تحليل وفحص الأفكار الانتحارية لدى الأشخاص.
وبسبب إنجازات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، سيتم اكتشاف الأمراض بشكل أكثر دقة، ما يعني التدخل المبكر في العلاج والمساهمة في زيادة نسب الشفاء، ما يساهم في زيادة متوسط عمر الفرد.