عاجل
الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

مشايخ وقساوسة يضعون روشتة مواجهة ظاهرة المستريح بغرس فكر الاستثمار لدى النشء "1ـ2"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهد المجتمع المصري فترة تحول كبيرة من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر، الأمر الذي جعل أجيال الستينيات والسبعينيات الذين يتحملون الآن مسؤولية تكوين الأسر يحنون إلى فكر التواكل وعدم السعي والمبادرة حتى ساد المثل الشعبي القائل "إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه"، بدلًا من البحث والسعي على الرزق والاستثمار.



 

 

من هنا نشأت فكرة "المستريح"، بأن يقوم أي شخص لديه بعض المدخرات بمنحها إلى شخص آخر مقابل وعود بعوائد مالية كبيرة يحصل عليها كل شهر، ونظرًا لأن الوعود بالعوائد المغرية لا يستطيع الشخص الذي يحصل على أموال الآخرين لاستثمارها الوفاء بالمقابل المتفق. بعيدًا عن الأمثال الشعبية التي تدعو إلى السلبية والتواكل وعدم المبادرة والسعي من أجل شق طريق الرزق في الحياة.

 

طرحت "بوابة روزاليوسف" هذا السؤال على رجال الدين الإسلامي والمسيحي لمعرفة الرؤية الدينية لتلك الظاهرة، كيف نربي لدى النشء فكر الاستثمار لحمايتهم من السقوط في فخاخ نموذج "المستريح" وفكرة البحث عن المكسب السريع بعوائد دون جهد السبب الرئيسي الذي ييسر للنصاب اقتناص الفرائس.

 

 

بدأ الشيخ "إبراهيم عبدالله رضوان" إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف وباحث في الدعوة والثقافة المصرية وحاصل على دبلومة في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، إجابته على سؤال “بوابة روزاليوسف” بالقول: رقم واحد لحماية النشء من الوقوع في فخاخ النصب والاحتيال هو زرع المفاهيم الصحيحة عن مفهوم العبادة عند النشء وأنها ليس مقتصرة فقط على الصيام والصلاة ولكنها أيضا تشمل عمارة الأرض والعمل فيقول الله سبحانه وتعالى “...هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فِیهَا فَاستَغفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیهِۚ إِنَّ رَبِّی قَرِیب مُّجِیب” [هود ٦١].

 

واستكمل الشيخ "إبراهيم" أنه من المهم جدا تربية النشء على أن العمل هو واحد من العبادات التي أمر بها ولها نفس أجر المجاهد في سبيل الله. وتابع أن عملية غرس المفاهيم الصحيحة مثل السعي وطلب الرزق في نفوس الأطفال تساوي عند الله عز وجل ثواب كبير فيقول المولي: “وَآخَرُونَ یَضرِبُونَ فِي الأَرضِ یَبتَغُونَ مِن فَضلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ یُقَـٰتِلُونَ فِي سَبِیلِ اللَّهِۖ“ [المزمل ٢٠].

 

وأضاف "إبراهيم" أنه ثانيا يجب تربية أطفالنا على أهمية الكسب الحلال واستشهد على ذلك بالحديث الشريف عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود- صلى الله عليه وسلم- كان يأكل من عمل يده". وتابع أيضًا أنه يجب توعيتهم بخطورة الكسب الحرام وتحريم عملية الغش والنصب والاحتيال, لأن ذلك يضر بالإنسان وينعكس على المجتمع بشكل سيئ.

 

ومن النقاط المهمة التي أشار إليها الشيخ "إبراهيم" هي أهمية إبراز القدوة والنموذج للأطفال حتى تكون لهم مثال يحتذوا به، فنبي الله داود كان يعمل ويأكل من عمل يده برغم نبوته وملكه في الأرض، وهنا دعوة للعمل ليس فقط لغير المقتدرين ولكن أيضا للأغنياء.

 

واختتم "إبراهيم" كلامه أنه يجب تربية الأطفال على الاستثمار وحماية من غش الأخرين عن طريق غرس مفهوم الاعتماد على النفس، بتعزيز ثقة الطفل في نفسه من خلال إعطائه بعض الصلاحيات ليتصرف في بعض المواقف، أيضا تعظيم مفهوم الحوار بين الآباء والأبناء، وأيضا المشاركة والتعاون بين أفرد الأسرة الواحدة، ومن القيم المهمة هي الاجتهاد وعدم التكاسل وعدم التعجل في اتخاذ أي قرار ومساعدة في قراءة تبعيات قراراته وذلك عن طريق إشراك الأطفال في عمليات المناقشة التي تخص الأمور الأسرية.

 

ومن جانبه قال القس "أرنست نادي حبيب" قس إنجيلي مشيخي إنه عند الإجابة على سؤال لإيجاد حل لمشكلة أو للحد من ظاهرة يجب معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك.

 

وتابع القس "أرنست" أنه منذ فترة انتشرت ظاهرة المسابقات التليفزيونية وجوائزها ذات القيمية المادية الكبيرة دون بذل أي مجهود فقط الاتصال على الرقم، وبعدها الظهور المفاجئ والكبير لشركات توظيف الأموال والتي أيضا تعطي نسب فايدة كبيرة للمودعين.

 

وأضاف "أرنست" أيضا رواج فكرة "الروتري" وهي الهجرة إلى أمريكا والسعي وراء الحلم الأمريكي والغناء والثراء الذي يلازم كل من هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

واستكمل "أرنست" أنه نتيجة كل تلك الظواهر المجتمعية خلقت جيل ناقم حتى على نفسه  يرفض العمل ومقتنعا أن بذل أي مجهود خارج البلد سيعود عليه ماديا بنفع أكبر عن الداخل، وقد يلجأ إلي فكررة المستريح من أجل الحصول على عائد بدون جهد.

 

 

وتابع "أرنست" أن كل ذلك أنسى الشباب فكرة العمل والبناء التي هي السبب الأول لخلق الإنسان على الأرض، وأنه هناك عدد كبير من أبناء الجيل الحالي اعتاد على الرفاهة ولم يعد يريد تحمل المسؤوليات التي عليه.

 

 

وأضاف "أرنست" أن النظرة المسيحية لتلك الظاهرة تكمن في أكثر من نقطة أولها أن الله عندما خلق الإنسان أعطاه امتياز العمل، وأنه يردد عند بعض الناس أن العمل فرض نتيجة شر الإنسان، ولكن ذلك اعتقاد خاطئ لأن الله عندما خلق آدم وحواء في جنة عدن طلب منهم أن يحافظوا عليها ومنها نجد أن فريضة العمل هي امتياز الخلق والوجود.

 

 

وأكد "أرنست" أهمية وضرورة العمل وبدونه سيشعر الإنسان بالعشوائية وعدم الاتزان، وأن الله قد وضع للإنسان خطة لحياته فيها العمل والاجتهاد. واستكمل "أرنست" أن في تربية النشء هناك بعض القوانين الطبيعية يجب غرسها بداخلهم من أهمها أنه ما يزرعه الإنسان يحصده في النهاية، وأن الإنسان الذي يعمل ويجتهد من المؤكد أن يحصد نتيجة تعبه وأن الله لا يفرط في حق من حقوق البشر حتى إن تعرض الإنسان للظلم فإنه ينصره في النهاية.

 

واختتم "أرنست" أن الإنسان الذي يعمل ويجتهد ويبذل أقصى ما عنده يشعر بقيمة وجوده وأهميته ويعود ذلك بالرخاء والتقدم على المجتمعي ككل وعلى كل فرد، وأن العمل نتيجته هو وحدة وتماسك المجتمع لأن ما يقوم به كل فرد ينفع غيره.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز