الحقائق التاريخية لأرض فلسطين (7)

 شهدت الأرض الفلسطينية خلال الألفية الثانية بعد الميلاد أحداثًا مهمة ومصيرية بدأت بالغزوات الصليبية والتي استمرت حوالى قرنين من الزمان.

فمع نهايات القرن الحادى عشر الميلادى، شهدت أوروبا الكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وخلافات بين الملوك والفرسان وبين البابا والملوك، فكانت الإغارة على الشرق حلًا مرضيًا لجميع الأطراف. وكانت دعوة البابا أوربان الثانى للحروب الصليبية فى نوفمبر1095 بعقده مجمعًا لرجال الدين فى مدينة كليرمونت فران الفرنسية، 1095 طالب فيها العامة الأوروبيين بتخليص قبر السيد المسيح من أيدى المسلمين وتطهير القدس منهم. فقاد بطرس الناسك وهو راهب من مدينة أميان الفرنسية أولى الحملات العسكرية التي استمرت قرنين والتي عرفت فى الغرب باسم الحملات الصليبية لأنها اتخذت الصليب شعارًا لها. والتي أسماها العرب حملات الفرنجة. واحتل بطرس الرملة ودمر يافا وحاصر القدس بجنود يقدر عددهم بأربعين ألفًا، وبعد شهر من الحصار استسلمت الحامية المصرية الصغيرة التي كانت موجودة هناك، فدخلوا القدس عام 1099 وقتلوا فور دخولهم جميع سكانها من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ والبالغ عددهم سبعين ألفا طبقًا للمصادر التاريخية وكذلك جميع جنود الحامية المصرية فى القدس حيث كانت القدس تحت سيطرة الدولة الفاطمية فى ذلك الوقت.وأعلن (الصليبيون) إقامة مملكة لاتينية فى القدس ،ومدوا نفوذهم إلى عسقلان وبيسان ونابلس وعكا، واستقروا فى طبريا. كان الإقطاعيون الصليبيون والفرسان قد نصَّبوا أنفسهم أمراء وملوكا على تلك المناطق، ونشروا الظلم والفساد بين سكانها فكان هذا على مدى قرن من الزمان دافعا لتحرير البلاد من الاحتلال الصليبى الأوروبى.

نقلاً عن صحيفة روزاليوسف الأسبوعية