عاجل
الأحد 26 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

شرابي يكشف لـ"بوابة روزاليوسف" أنواع صيد الأسماك ومغامرات الصيادين

مركب الصيد
مركب الصيد

تعد مهنة صيد الأسماك من المهن القديمة، ولها طابع خاص يعيشه الصيادين بشكل مستمر، كما أن صيد الأسماك يتم بأنواع مختلفة، منها ما هو من خلال رحلات تستغرق أسابيع في عرض البحر، ومنها ما هو بشكل يومي، يخرج الصياد صباحا، ويعود مساءا محمل بالأسماك فيقوم ببيعها في حلقات الأسماك المنتشرة علي طول بحيرة البرلس المخصص لبيع وشراء الأسماك من قبل التجار.



 

 

وتستمر رحلات الصيد في عرض البحر لعدة أيام، وتكون هذه الرحلات مزودة بجميع الأليات التي يستخدمها الصيادين، وتتنوع عمليات الصيد من مركب لأخر نظراً لمهام الصيادين الموجودين علي مركب الإبحار، كما يتم تزويدهم بالطعام، والشراب، والملابس، وأيضاً السولار المطلوب التي يكفي لمدة الرحلة بالكامل، فضلاً عن أليات معينه لحفظ الأسماك التي يتم صيدها حتي العودة من الرحلة والقيام ببيع هذه الأسماك في المزاد العلني الموجودة بمحافظة كفر الشيخ.

 

وقال الحاج محمد شرابي، نقيب صيادين البرلس بمحافظة كفر الشيخ، أنه يوجد في محافظة كفر الشيخ ما يقرب من 1200 يقمون برحلات الصيد التي تستغرق عدة أسابيع داخل البحر، مؤكداً أن هذه المراكب تقوم بعملية الصيد داخل البحر الأبيض المتوسط وفق تصريحات محددة يتم استخراجها من مكتب حرس الحدود بمحافظة كفر الشيخ، حتي يتمكن أصحاب هذه المراكب من القيام برحلات الصيد، موضحاً أنه قبل عملية الإبحار يتم تزويد المراكب بجميع الاحتياجات التي تكفي الصيادين الموجودين بها طوال رحلة الصيد.

وأضاف نقيب الصيادين، في تصريحات خاصة لـ " بوابة روزاليوسف " أن هناك 4 أنوع لعملية صيد الأسماك خلال رحلات الصيد في البحر الأبيض المتوسط، وتختلف من مركب لأخر، النوع الأول: " صيادة الجر " وهي أن يقوم الصيادين بإلقاء الشباك في البحر، وربطها في المركب، ويقوم المركب بجرها لمدة ساعتين داخل البحر، ثم يتوقف المركب ويقوم الصيادين باستخراج الشباك فيجدوها مليئة بأنواع الأسماك المختلفة، موضحاً أن النوع الثاني هو " صيادة السنار " وهي أن يتم ربط أعداد كبيرة من السنار في أفرع من الحبال، وتطعيمها بالأسماك الصغيرة جداً، فتأتي أسماك البحر لإلتهام هذه الأسماك الصغيرة فتشبكها السنار، فيوم الصياد باستخراج هذه الكم الهائل من السنار فيجده مليئ بالأسماك.

 

وأوضح نقيب الصيادين، أن النوع الثالث من أنوع الصيادة " القنار " وهي تكون بنوع معين من الشباك بثلاث طوابق يلقيها الصياد في المياه، ويتركها من  5 إلي 12 ساعة في البحر، ثم يقوم باستخراجها من مياه البحر، واستخراج الأسماك الموجودة بها، موضحاً أن النوع الرابع من أنوع صيد الرحلات " الشنشله " وهي أن تكون المركب نفسها مليئة بالنور فيتجمع عليها الأسماك ليلاً في عرض البحر فيقوم الصيادين الموجود علي المركب بصيد هذه الأسماك بالشباك، موضحاً أن صيادة "  الجر " تستغرق رحلتها 20 يوم في البحر، أما رحلة صيادة " القنار " تستغرق 10 أيام، بالإضافة إلي أن رحلة صيادة " السنار "  تستغرق 7 أيام فقط في عرض البحر.

 

وتابع نقيب الصيادين، أن هناك أليات معينة لحفظ الأسماك التي يتم صيادتها خلال رحلات الصيد عبارة عن تزويد جميع هذه المراكب بأطباق فل ذات حجم كبير، ومكعبات ثلج كبيرة، فيتم وضع الأسماك داخل الأطباق الفل، وتكسير الثلج ووضعه علي الأسماك، وهكذا حتي تنتهي رحلة الصيد، فيعود الصيادين بالأسماك ويقمون ببيعها في المزاد العلني الموجودة في ميناء البرلس، ويأتي التجار لشرائه من جميع محافظات الجمهورية، وبذلك تتم رحلات صيد الأسماك من خلال المراكب الموجودة بكفر الشيخ في البحر الأبيض المتوسط.

 

وعن بعض الطوارئ التي قد تحدث الصيادين الموجودين علي مراكب الصيد خلال الرحلات، قال حبيب راشد، رئيس جمعية الصيادين ببرج مغيزل بمطوبس في كفر الشيخ، أنه في حالة تعرض أحد الصيادين علي المركب للمرض الشديد، يقوم المركب بالتوجه إلي إلي أقرب ميناء له، ويتم تسليم الصياد المريض إلي الميناء، وبدورها تقوم بنقله إلي أقرب مستشفى لعمل الفحوصات الطبية اللازمة، وتقديم العلاج المناسب له، أما في حالة تعرض مركب الصيد إلي الغرق، يقوم بعمل استغاثة من خلال جهاز اللاسلكي الموجود بالمركب، والذي يتم ربطه بالمراكب القريبة له في البحر، ليتم إنقاذه.

 

ويحكي الحاج علي الجمال، أحد أبناء برج البرلس، الذي تم إنقاذه من غرق مركب " سيدنا الحسين " التي غرقت في مياه البحر المتوسط أمام حجر أبوالروس بين محافظتي دمياط وبورسعيد، أثناء قيامها برحلت صيد، أن بداية غرق المركب كانت في الساعة الخامسة مساء عند قيام أحد الصيادين بتجهيز وجبة العشاء، وبشكل مفاجئ انفجرت أسطوانة الغاز، فقامت بتكسير المركب، الذي كنا علي متنه 9 صيادين، وغرق في خلال 10 دقائق فقط، وعلي الفور قمنا بربط " الجراكن " في بعضها البعض بحبل ونحن نمسك بها، حتي إذا غرقنا في مياه البحر يتم العثور علينا جميعا مرة واحدة، حيث قمنا بعمل استغاثة علي جهاز اللاسلكي فرد علينا أحد المراكب وقال أنه سيأتي إلينا وللأسف لم يأتي.

 

وقال الصياد الناجي من الغرق، أنه بعد غرق مركبنا عشنا في مياه البحر لمدة 21 ساعة متواصلة، وفي هذه المدة كان يتوفي منا واحد تلو الأخر ويسقط في قاع البحر، وبعد مرور ال 21 ساعة لم يبقي علي قيد الحياة إلا أنا، وأبني، وصياد أخر، وغرق 6 صيادين أخرين في مياه البحر، حيث تم إنقاذنا من خلال مركب كانت تمر بالصدفة بعيداً عنا فرأي طاقمها من بعيد " الجراكن " الذي كنا نمسك بها،  فجاء ليعرف ما هذا الشئ الذي يعوم في المياه، فوجدنا أحياء ولكن في الرمق الأخير فقام بإنقاذنا.

 

وتابع الصياد الناجي من الغرق، عشنا لحظات رعب وخوف خلال غرق المركب، وأيضاً خلال تواجدنا لمدة 21 ساعة في المياه، لم نعيشها من قبل، حيث رأيت أبناء شقيقي ال 4 وهم يغرقون في المياه أمام عيني، ولم أكن أتوقع أنني سأخرج أبداً من المياه إلا غريق، ولكن بلطف الله وقدره تم إنقاذي، حيث كنت إنطق الشهادة واستغفر ربي، لأنني بالفعل كنت من المفقودين، لولا رعاية الله.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز