تنظيم الأسرة.. أهم محددات الزيادة السكانية
مفهوم تنظيم الأسرة:
تُعرَّف خدماتُ تنظيم الأسرة على أنّها نشاطات تعليميّة أو طبيّة أو اجتماعية، تمكّن الأفرادَ عن قناعة تامة ودون إكراه أو إجبار من تأخير الحَمْل أو تعجيل حدوثه، باستخدام أي من الوسائل المباحة شرعًا والآمنة صحيًا؛ وذلك عن طريق مراعاة ظروفهم المعيشية المختلفة لتحديد أوقات الإنجاب بما يتناسب مع أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وبذلك يتفادون مخاطر الإنجاب العشوائي.
دور خدمات تنظيم الأسرة في تشكيل الهيكل السكاني:
يرجع تغير معدلات الخصوبة إلى 4 عوامل مباشرة، هي: تنظيم الأسرة، الإجهاض المتعمد، سن الزواج، والرضاعة.
وبالنظر إلى تلك العوامل نجد أن تنظيم الأسرة هو الأهم على الإطلاق؛ حيث يرجع إليه ما يقرب من 64% من التغير في معدلات الخصوبة في مصر، مقارنة مع 14% للرضاعة و12% للإجهاض المتعمد، و10% لسن الزواج.
وبناءً عليه؛ يمكن القول إن تنظيم الأسرة هو أهم محدد للزيادة السكانية في مصر؛ حيث تتجنب مصر سنويًا نحو 4 ملايين حالة حَمْل غير مخطط لها، ونحو 1.6 مليون حالة إجهاض غير آمن بفضل استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وذلك وفقًا لبيانات 2019.
الهدف الأساسي لتنظيم الأسرة:
قد يجد مصطلحُ تنظيم الأسرة مقاومةً ورفضًا نتيجة لفهم مغلوط، أو لأسباب دينية أو اجتماعية أو ثقافات موروثة، لكن تنظيم الأسرة بمعناه الشامل هو الترتيب والتنسيق والتدبير، فكلمة تنظيم في اللغة هي اسم مشتق من المصدر "نظم" بمعنى رتّب ودبّر ونسّق.
وفى عام 2006 أصدر المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض (CDC) توصية لتشجيع الرجال والنساء على ترتيب خطة حياتهم الإنجابيّة؛ لمساعدتهم في تجنّب الحَمْل غير المتعمّد بهدف تحسين صحّة المرأة، وتقليل المضاعفات النّاجمة عن الحَمْل أو الاجهاض؛ حيث تتطلّبُ تربية الطّفل مقدارًا هائلًا من الموارد الاجتماعيّة، والماديّة، والبيئيّة، بالإضافة إلى الوقت، ويمكن للتخطيط أن يساعد في ضمان توفّر هذه الموارد عند الرغبة فى حدوث الحَمْل، وعلى هذا فإن الهدفَ من تنظيم الأسرة يكمنُ في التأكّد من امتلاك الزوجين الموارد الكافية لإتمام غايتهما في إنجاب طفل.
تنظيم الأسرة وصحة الأم:
يشير مصطلح صحة الأمهات حسب منظمة الصحة العالمية، إلى سلامة النساء خلال فترات الحَمْل والولادة وما بَعد الولادة، وتحدث نحو 99% من وفيات الأمهات في الدول النامية نتيجة حالات الحَمْل المبكر أو المتأخر، إذ تواجه المراهقات خطر حدوث المضاعفات والموت نتيجة للحَمْل، ولذا يفضل الانتظار حتّى بلوغ سنّ الثامنة عشرة قبل محاولة الإنجاب، ومن الأفضل لصحّة كلّ من الأمّ وطفلها في حالة الرّغبة فى إنجاب طفل آخر الانتظار ما لا يقل عن سنتين من تاريخ الولادة الأخيرة، كما يستحسن صحيًا في حالة إسقاط الجنين أو الإجهاض، الانتظار 6 أشهُر على الأقل.
وكذلك يجب أن تدركَ النّساءُ عند التّخطيط لإنشاء عائلة، أن مَخاطر الإنجاب تتزايدُ مع تقدّم سنّ المرأة؛ حيث تزداد الاحتمالات في إنجاب أطفال مصابين بالتّوحُّد أو متلازمة داوون، كما تزيد الولادات المتعدّدة والحَمْل المتأخّر من احتمال الإصابة بمرض السّكري، وزيادة حالات الولادات القيصريّة، كما تتعرّض الأمّهات المتقدّمات في السّن لأخطارٍ أكبر تأثرًا بفترات المخاض الطّويلة، ما يضع حياة الجنين على المحك، ومن مزايا المباعدة بين إنجاب الأطفال، تخفيض عدد وفيات الرُّضَّع والأمهات، وتخفيض معدلات التقزّم والسمنة والأنيميا والتوحد، إضافة إلى عدم إنهاك المرأة جسديًا ونفسيًا.
ونقلًا عن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، فيما يتعلق باستخدام وسائل منع الحَمْل الحديثة؛ فإنها تمنع حالات الحَمْل غير المتعمّد، كما تقلّل من حالات الإجهاض والوفاة والعجز المرتبطة بمضاعفات الحَمْل والولادة.
تابع باقي النصائح..
تنظيم الأسرة والموارد المالية:
تنظيم الأسرة وحقوق الإنسان:
خيارات وسائل تنظيم الأسرة:
كيف تعمل وسائل منع الحَمْل المختلفة؟:
- مدَى الفعالية؟:
هل تقدم وسائل منع الحَمْل فوائد أخرى؟:
برامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية في مصر خلال السنوات الأخيرة:
خطة الدولة في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة:
لمطالعة الموضوع كاملاً وغيره من النصائح
يمكنك اقتناء نسخة من كتاب “صحتك قدرت.. كيف تعززها من الميلاد إلى الشيخوخة؟
يتوافر لمكتبة روزاليوسف 89(أ) ش قصر النيل
ويمكنك طلب نسختك لتصلك بالبريد من خلال [email protected]
نقلاً عن الكتاب الذهبي