عاجل
الأحد 15 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

بعد ٣٣ عامًا من الأولى.. الروس يتجرعون الهزيمة الثانية بلا حرب

منظومة صواريخ أس400
منظومة صواريخ أس400

تعد واقعة قيام روسيا بتفكيك قواعدها في سوريا حاليًا بمثابة الهزيمة الثانية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في 26 ديسمبر 1991، حيث رصد الأقمار الصناعية قيام  روسيا بتفكيك نظام الدفاع الجوي المتطور إس-400 من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية بسوريا.



 

ويعد نظام S-400 "تريومف" أحد أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورًا في العالم، وهو مصمم لاعتراض مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، على مدى طويل وقصير.

 

وهذا النظام قادر على اعتراض الأهداف على مدى يصل إلى 400 كيلومتر وعلى ارتفاع يصل إلى 30 كيلومترا، اعتمادا على نوع الصاروخ الذي يستخدمه.

 

وأحد المكونات الرئيسية للنظام الصاروخي الروسي هو رادار 91N6E، والذي تم تكييفه لتحديد الأهداف على مدى بعيد يصل إلى 600 كيلومتر، بما في ذلك الطائرات الشبح. 

 

ويتيح هذا الرادار الكشف المبكر عن التهديدات والتزامن مع أنظمة الاعتراض الأخرى، ما يمنح النظام ميزة استراتيجية كبيرة.

 

ويستخدم نظام S-400 مجموعة متنوعة من الصواريخ، بما في ذلك 40N6 للمدى الطويل للغاية، و48N6E2 للمدى المتوسط، المصممة لاعتراض الطائرات المتقدمة مثل F-35 أو الصواريخ الباليستية. 

 

ويمكن للنظام الصاروخي الروسي مهاجمة ما يصل إلى 80 هدفًا في وقت واحد، مما يجعله مناسبًا بشكل خاص لحماية المناطق الاستراتيجية والحساسة.

 

وتظهر صور الأقمار الصناعية أن منصات إطلاق النظام الصاروخي الروسي قد تم تحميلها بالفعل، وأن رادار 91N6E معبأ وجاهز للتحميل على طائرة نقل ثقيلة من طراز AN-124. 

 

وتشير هذه الطائرة القادرة على حمل حمولة ثقيلة للغاية، إلى نية روسيا نقل المنظومة إلى منطقة أخرى أو إعادتها إلى الأراضي الروسية.

 

ومن شأن إزالة نظام S-400 من سوريا أن تقلل من القدرة الجوية الروسية في المنطقة ويؤثر على توازن القوى الاستراتيجي في الشرق الأوسط.

 

وفي سياق متصل, أشارت وسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك صحيفة فايننشال تايمز، إلى أن روسيا بدأت سحبًا جزئيًا أو كليًا لقواتها من سوريا. تظهر صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز النشاط في قاعدة حميميم الجوية.

 

وتظهر الصور طائرات شحن من طراز An-124 وIl-76 تصل إلى القاعدة، بالإضافة إلى نماذج أصغر مثل An-32 وAn-72، مع فتح مقصوراتها، مما يشير إلى أنها كانت تقوم بتحميل معدات ثقيلة. بالإضافة إلى ذلك، تسجل الأقمار الصناعية حركة السفن الروسية من الساحل السوري على طول البحر الأبيض المتوسط.

 

وسبق أن نشر مدونون عسكريون مقاطع فيديو لأرتال من المعدات الروسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية.

 

وأثار هذا شائعات عن إجلاء وشيك للقوات الروسية.

وكانت بلومبرج ذكرت في وقت سابق أن روسيا تقترب من إبرام اتفاق مع السلطات السورية الجديدة للحفاظ على قواعدها في حميميم وطرطوس.

 

ومع ذلك، تزعم منشورات غربية أخرى أنه لا توجد اتفاقيات وأن موسكو مُنحت الوقت فقط لتنظيم انسحاب القوات.

 

وعلى العكس من ذلك، أفادت تاس أن المفاوضات بشأن هذه القضية مستمرة ولم يتم اتخاذ أي قرار رسمي بعد.

 

وتأتي هذه التقارير وسط تغيرات عالمية عقب سقوط نظام بشار الأسد. وبحسب ما ورد تسعى السلطات السورية الجديدة إلى تقليص النفوذ الروسي وإعادة النظر في العلاقات مع موسكو.

 

وفي عام 2024، سقط نظام بشار الأسد بعد هجوم واسع النطاق شنته المعارضة السورية.

 

وفي نوفمبر الماضي، بدأت الميليشيات المسلخة تقدمًا سريعًا، واستولت على مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص.

 

وفي 8 ديسمبر الماضي، دخلت الميليشيات دمشق، وهو ما يمثل نهاية حكم الأسد.

 

غادر الرئيس بشار الأسد البلاد وهرب إلى موسكو، وقد أدى هذا الحدث إلى تغيير جذري في ميزان القوى في المنطقة، وترك البلاد في حالة من الفراغ السياسي وتكثيف الصراع على النفوذ بين مختلف الفصائل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز