عاجل
الخميس 8 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«هيئة فيس بوك» للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

«هيئة فيس بوك» للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

انتهت فعليًا هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية، بعد أن تقلص نشاطها وغلت أيديها ورفعت وصايتها عن المجتمع السعودى، ولكن يبدو أن بعض أفعالها وأعمالها انتقلت إلى مصر، حيث يقوم البعض بنفس نشاطها وتطبيق أفكارها من خلال السوشيال ميديا، ومواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك وتويتر.



 

 وللتذكرة فإن هيئة الأمر بالمعروف فى السعودية، تأسست عام 1940، بدعوى الاهتمام بالفضيلة وحماية المجتمع من خلال تطبيق الشريعة - من وجهة نظرهم– فى الأسواق والطرقات والشوارع والحدائق، للحيلولة دون وقوع المنكرات بالأماكن العامة، ووضعت لها مجموعة من المهام من ضمنها، الفصل بين الجنسين، والتأكد من ارتداء المرأة للحجاب، وتطبيق غلق المحلات التجارية أوقات الصلاة، ومنع إطالة الشعر للرجال، وحظر إقامة الحفلات الفنية، ورفض قيادة المرأة للسيارات، وغيرها من المهام المماثلة، تولى أمر هذه الهيئة مجموعة من المتشددين دينيًا، كانوا بمثابة «الشرطة الدينية» أو «المحتسبون»، ودعمتهم الحكومة السعودية وقتها ومنحتهم صلاحيات كبيرة، ومع الوقت ازداد عدد أعضائها حتى وصلوا إلى ما يقرب من 5 آلاف رجل، وبمرور السنوات زادت صلاحياتهم فكان لهم حق اعتقال الأشخاص وإقامة الحدود الشرعية عليهم، ووصل بهم الأمر إلى جلد من يحلق لحيته أو يطيل ثوبه باعتباره شخصًا فاسقًا يجب عقابه.. وعانى المجتمع السعودى بشكل كبير من أفعال أعضاء الهيئة، ورفض غالبية الشعب السعودى خاصة الشباب المتعلم تصرفاتهم، بعدما تمادى أعضاؤها فى إهانة المواطنين، وتسببوا فى كثير من الحوادث المؤلمة التي أودت بحياة أبرياء، ولكن مع الإصلاحات الأخيرة فى السعودية أقر مجلس الوزراء هناك عام 2016، تنظيمًا جديدًا للهيئة يقلص من صلاحياتها، حيث تقرر أنه «ليس لرؤساء أو أعضاء الهيئة إيقاف الأشخاص أو التحفظ عليهم أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم والتي تعد من اختصاص الشرطة وإداراتها»، وأصبح هناك اتجاه لإلغائها تمامًا.

 

ما انتهى فى السعودية نكاد نراه الآن فى بلدنا ونتجه إليه سريعًا ليس بنفس الأسلوب ولكن من خلال استخدام الوسائل الحديثة والهدف فى الحالتين واحد، فهناك من يحاول فرض أفكاره وآرائه ووصايته على المجتمع، ويجعل من نفسه شرطيًا يطارد من لا تعجبه مواقفه أو أفعاله، ويعين نفسه قاضيًا يصدر الأحكام على الناس، ويتتبع الحياة الخاصة للمواطنين متلصصًا عليهم أو مشاركًا فى فضحهم إذا وقعوا فى الخطأ -من وجهة نظره- ومستعديًا عليهم المجتمع باسم الأخلاق والدين، والإسلام من أفعالهم براء، ولأنها هيئة غير رسمية ولا تتمتع بحماية الدولة؛ فإنها تمارس نشاطها على السوشيال ميديا، ومهمتها ترويع من يخرج على أفكارهم، ومتخذين من المرأة هدفًا أساسيًا لهم، فإذا وجدوا أفعالًا أو سلوكًا أو صورًا لا ترضيهم يسارعون ببثها بطريقة تبين أن هذه المرأة مخطئة ويجب عقابها اجتماعيًا، وتقوم الكتائب الإلكترونية التابعة لهم أو المناصرة لأفعالهم بنشر هذه الصور أو الفيديوهات بكثافة، وكتابة التعليقات التي تحرض ضدها، ويستخدمون فى ذلك تفسير الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة بما يتماشى مع أفكارهم، وفى كثير من الأحيان تنجح طريقتهم، والأمثلة على ذلك كثيرة وآخرها ما حدث مع مدرسة المنصورة التي رقصت فى رحلة مع زملائها وزميلاتها، فصورها أحدهم وقام بتشيير الفيديو وتلاه آخرون، ما أدى إلى طلاقها من زوجها، وهكذا كان العقاب سريعًا رغم محاولات البعض الدفاع عنها، ما حدث مع المدرسة المسكينة مثال بسيط لأفعال المحتسبين الجدد الذين انتشروا على مواقع التواصل الاجتماعى بقوة، ولا أدرى هل هناك أيدى وجماعة منظمة وراء هذا الأمر أم لا؟ ولكن المؤكد أن هناك أفكارًا متطرفة يتم زرعها فى المجتمع وهذا خطر كبير يحتاج إلى مواجهة فكرية وقانونية جادة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز