لأول مرة مكسيم خليل يكشف موقفا مع حاتم علي في الكواليس
محمد إسماعيل
كشف الممثل السوري مكسيم خليل عن موقف مع المخرج الراحل حاتم علي من كواليس مسلسله "خماسية مطر أيلول"، بالتزامن مع مرور الذكرى الأولى لرحيله.
ورأى مكسيم خليل أن كواليس العمل مع مخرج بحجم حاتم علي مختلفة تماما، مشيرا، عبر حسابه في "إنستجرام"، إلى مشهد النهاية في العمل وكان مشهد المطر، وحينها وصل والممثلة نادين تحسين للتصوير، وظلا يضحكان لأن المشهد سينتهي سريعا، ولكن كان للراحل حاتم علي رأي آخر.
وأشار مكسيم خليل إلى أن حاتم علي أعاد المشهد مجددا رغم تصويره، ما جعله يقول لنادين تحسين حينها: "لا صورنا المشهد بهذا المزاج، كأننا نسينا أننا مع مخرج يحمل من وجهات النظر واحترام المهنة ما هو أوسع من فكرة أن تقول (مشهد وبيمرق)".
وأضاف: "جاء حاتم أو بالأحرى ما يحق له فعلاً أن تناديه دوماً أستاذ حاتم.. ليقول: لا.. (موهيك.. هذا المشهد له معنى آخر).. وشرح لنا لماذا وكيف ومتى.. ببساطة العارف وثقة المتمكن.. وأضاف عائداً الى المونيتور (يالله سنعيد المشهد).. قلت لنادين حينها ضاحكاً.. نسيت قلك انه المسلسل إخراج حاتم علي (المشاهد التي لا تعاد يمكن أن تعاد من غامض علمه)..".
وقال مكسيم خليل في رسالة للراحل حاتم علي: "رحل حاتم وترك في داخلي وحتماً في دواخل الكثيرين ما هو أهم من فكرة النجومية التي أصبحت صيداً سهلاً.. ترك في داخلنا معنى كلمة (الممثل) معنى فكرة أن (الفن رسالة) التي أصبحت في هذا الزمن (نكتة) أو محط سخرية..".
وتابع مكسيم خليل: "رحل وتركنا نكمل الصراع مع مفهوم (الجمهور عاوز كدة) فهو يدرك أن هذه الجملة ما هي إلا تقليل من شأن ذائقة الجمهور الحقيقية.. ترك داخلنا تلك الأسئلة الدائمة: لماذا وكيف ومتى.. حاتم وأكثر من مخرج من هذا الصنف العالي كان يعرف ماذا يريد من المشهد.. كان يقول لي أريد ردة فعلك على هذه الكلمة.. لا يهمني ما قبل وما بعد..".
ومضى "خليل" يقول: "أريدها هنا.. لا تكرار وإعادات بدون فهم.. يخرج المشهد بعد التصوير إلى المونتير جاهزاً للمونتاج باللقطات المعتمدة وزمنها وتزمينها.. حاتم يروي الحكاية ولا تعنيه تفاصيل الزينة.. حاتم يقترب بالممثل نحو الشارع ولا يترفع عنه.. حاتم علي ثقافة معرفية حقيقية من زمن القراءة والمعرفة وليست فقط معرفة بصرية لا يحسن استخدامها.. نحن دائماً بحاجة لحماية هذا الإرث..".
وأكمل خليل: "الزمن يتطور.. لكن نحن بحاجة إلى التطور من أساسات صحيحة.. يوجد فيها الحد الأدنى من المهنية والمعرفة والاحترام لتجارب الآخرين.. الحد الادنى من الموهبة الفطرية.. وعشق تقديم وجهة النظر.. هذا الإرث الذي نرثه من حاتم علي وهيثم حقي وشوقي الماجري وهشام شربتجي وأسماء كثيرة.. هو الأساس الصحيح..".
وأنهى مكسيم حديثه، قائلا: "لا شك في أنه لا مشكلة في التجريب والمحاولات والمغامرة.. فهذه المهنة تحيا وتتطور منها.. لكن المهم هو الفصل بين ما هو فعلاً محاولة وبين الجهل والادعاء.. لطالما كان في حياة المجتمعات عابرون كُثُر.. لكن حتماً قليلون من يعبرون عبور (حاتم علي)".
وجاء رسالة مكسيم خليل، بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل حاتم علي، حيث أصاب الوسط الفني السوري والعربي حزن كبير نهاية العام الماضي، مع نبأ وفاة المخرج والممثل السوري حاتم علي عن عمر الـ58 عاماً، إثر تعرضه لأزمة قلبية.