مديرية الطب البيطرى بالقاهرة تجيب
سفينة الصحراء تعيش بلا مرارة.... كيف تتحمل الإبل الظمأ ؟
بشير عبد الرؤوف
أُطلق عليها سفينة الصحراء ومعروف عنها بتحملها الظمأ لفترات طويلة وتساءل الكثيرون كيف تتحمل الإبل الظمأ ؟ .... أوضح الدكتور إيهاب عبد الوهاب، بإدارة إرشاد العاصمة بمديرية الطب البيطري بالقاهرة، معلومات حول الإبل وكيفية تحملها للظمأ! بأن الإبل تقوم بإنتاج الماء الذي يساعدها على تحمل الجوع والظمأ، وذلك من خلال الشحوم الموجودة في سنامها بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.
السنام
وأشار إلى أن الإبل تلجأ إليها حين يشح الغذاء أو ينعدم، فتحرقه شيئاً فشيئاً ويذوب معه السنام يوماً بعد يوم، حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد، إذا طال الجوع والظمأ بالإبل المسافرة المنهكة.
وأضاف: تستطيع الإبل أن تقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء تشربه، إلا أن آثار الظمأ الشديد تصيبها بالهزال وتفقدها الكثير من وزنها، وبالرغم من هذا فإنها تمضي في حياتها صلدة لا تخور قواها إلى أن تجد الماء العذب أو المالح فتعب منه عبًّا، ويطفأ عطشها وتستعيد في دقائق معدودات ما فقدته من وزنها في أيام الظمأ.
إنزيم البومين
ولفت إلى أن الدم يحتوي على إنزيم البومين بنسبة أكبر مما توجد عند بقية الكائنات، وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الإبل للظمأ، فالإبل الظمآنة تستطيع أن تطفئ ظمأها من أي نوع وجد من الماء، حتى وإن كان ماء البحر أو ماء في مستنقع شديد الملوحة أو المرارة، وذلك بفضل استعداد خاص في كليتيها لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز، بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم.
مئة لتر
وتستطيع الإبل الظمآنة أنْ تشرب أكثر من مئة لتر من الماء دفعة واحدة، دون أنْ يحدث لها أي ضرر، ولا تبقى هذه المياه في أمعائها، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمها فورًا، وحين يكون الإبل بحال صحية جيدة نجد سنامها قائمة ومكتظة، وحين تكون مريضة أو متعرضة لفترة جوع طويلة نجد سنامها ضامرة، أما جهازها الهضمي فيخلو من المرارة.