

إيمان راشد
صدى الحروف
ليته ما عاد
فوجئت الاثنين الماضى بتليفوني وقد اغلق كل مواقع التواصل الاجتماعي فظننت في بادئ الامر انه يداعبني كعادته هو وشركات الانترنت وكعادتي أيضا لم اكترث ولكن اتصالات من حولى اكدت لى ان الموضوع على مستوى اكبر بل في العالم كله... ولا تتخيلوا كمّ سعادتي عندما اخبرنا زميلنا الاعلامى الكبير عمرو اديب بأن الموضوع قد يطول... ولا اخفيكم سرا تمنيت من كل قلبى الا يعود فما اكثر الموبقات التي تستخدم فى تلك المواقع بل انها دمرت بيوتا بالفعل وفي طريقها لتدمير اجيال واجيال من شبابنا واطفالنا بتخريب عقولهم بافكار وعقائد خاطئة وتحبب اليهم اشياء نعلم جميعا انها تندرج اسفل الحرام.. وبرغم انى الوم الشرقيين والمصريين على اساءة استخدام هذه المواقع فلا نتغافل عما يضيعه الغرب من سم في العسل والاقناع الرهيب الذي بتسلل الى العقول.
نعم سعدت جدا عندما تخيلت ان تلك المواقع لن تعود فيا مرحبا بقلمى الذي اشتاق اليه وهو يسطر افكاري ومشاعري.. صدقوني الوضع مختلف فالافكار تنساب فوق الورق برشاقة ويسر اكثر كثيرا من أصابعي التي ملت من النقر على هذا الجهاز اللعين.
دخلت الى مضجعي واغلقت هاتفي ولاول مرة منذ سنوات اخلد الى النوم راضية هادئة مستبشرة بحياة افضل كنا نحياها قبل ذلك داعية الله الا تعود تلك المواقع واستبدالها بأخرى تشبهنا وتحافظ على الاجيال القادمة وتساير ركب الحضارة.. كيف لا ادرى وانما تمنيت وما اكثر ما نتمنى..
استيقظت في الصباح عازمة الذهاب الى جريدتي لامسك بقلمي واعيش ما كنت احب من الحياة ولكن هيهات بمجرد ان فتحت تليفوني اذا بوابل من النقرات تعلن عودة تلك المواقع الملعونة.. وحلم وراح مع الاحلام يا ريته دام ودام نومي.