عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي
ذكرى أكتوبر وقضية الوعي

ذكرى أكتوبر وقضية الوعي

تعيش مصر هذه الأيام ذكرى نصر أكتوبر 73 العطرة، وملحمة العبور الخالدة التي أعادت لمصر وللعرب العزة والكرامة والكبرياء المفقود بعد هزيمة 67 الغادرة، وأيضًا أعادت لمصر أرضها المحتلة في سيناء، لتعود حدودها كاملة مستقلة، حتى ولو كانت حفنة تراب. 



ويا لها من أيام خالدة عشناها جميعًا منذ 48 عامًا بالتمام والكمال، وللأسف فات على أجيال جديدة ولدت وخرجت إلى الحياة بعد أكتوبر 73 تلك المشاعر الحقيقية والجياشة التي عاشها أبناء الوطن، أيام الحرب والبطولات الخارقة التي سطرها خير أجناد الأرض، الذين روت دماؤهم الطاهرة رمال هذه الأرض المقدسة، ليصنعوا مستقبل الأجيال القادمة.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هو ماذا تبقى من ذكرى أكتوبر 73 ليعيش في وجدان الأجيال الحالية، إلا بعض الأفلام القديمة التي أنتجت بعد الانتصار، ولم تعبر تعبيرًا حقيقيًا عن بطولات العسكرية المصرية في معارك أكتوبر الباسلة، والمعارك الجسورة التي دارت على أرض سيناء، وكذلك بطولات المعارك الجوية التي أصبحت تدرس في أكبر المعاهد العسكرية.

وللأسف فإنه حتى آخر فيلم تم عرضه عن إحدى بطولات العسكرية المصرية قبل 73، لم يرق فنيًا ولا إخراجيًا بفيلمين من أعظم ما أنتجته السينما المصرية قبل أكتوبر 73، وهما "أبناء الصمت" و"أغنية على الممر"، وهذا مسؤولية الدولة التي يجب أن تغرس مشاعر الوطنية والقومية والتضحية والفداء في نفوس الأجيال الحالية والقادمة، وليس القطاع الخاص وحده، فتلك الأجيال لم ولن تعيش ذكريات أكتوبر، وتحتاج لتأكيد روح الانتماء لهذا الوطن الذي يعيش فينا أكثر مما نعيش فيه.

نريد أن نعيش ذكرى انتصار أكتوبر كل يوم وكل أسبوع وكل شهر، وليس يومًا واحدًا كل عام مثلما يحدث في ذكرى 6 أكتوبر سنويًا، لكن الأعمال الدرامية القديمة منها والحديثة قليلة جدًا على تحقيق تلك الرغبة، وسيصاب المشاهد بالملل من تكرارها.

وما ذكرته عن حرب أكتوبر 73 ينطبق أيضًا على ما نعيشه حاليًا من حرب ضارية تقودها مصر ضد الإرهاب الأسود بعد ثورة 30 يونيو، وما تقوم به الدولة لاقتلاع جذور الإخوان الفاشية، التي حاولت اختطاف مصر وتقسيمها وتحويلها إلى ولاية تابعة لدولة الخلافة المزعومة، وللأسف لم يُقدم عملان دراميان فقط لتخليد تلك الحرب الملحمية، المعبرة عن بطولات الجيش والشرطة. ولذا يجب أن تكون هناك خطة درامية لإنتاج أعمال تخلد بطولات العسكرية المصرية، وصمود الجيش والشعب في معارك 48 و67 و73، وأيضًا المعركة التي نواجهها ضد الإرهاب، ولا يكفي إنتاج مسلسل كل عام للعرض في شهر رمضان، للحديث عن بطولات الجيش والشرطة، ولكن يجب أن تكون خطة إنتاج تحت مسؤولية الدولة، وتشارك فيها كل الأطراف المعنية، مثل وزارتي الثقافة والداخلية، وأيضًا الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، وجميع جهات الإنتاج التابعة للدولة، والشركات الخاصة، بمشاركة الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، والشركات الكبرى، والبنوك.

ولعل ما أقوله في هذا الصدد يدخل في صلب قضية الوعي، وهو هنا ليس دينيًا فقط، لكنه وعي قومي يعزز الانتماء للوطن، ويذكرنا بتاريخنا وأمجادنا القديمة والحديثة، والدراما هي أفضل وسيلة لتنمية الوعي أو تغييره في نفوس وعقول الملايين، خاصة فئة الشباب المستهدف الأساسي والأول في قضية بناء الوعي، وإعادة بناء التكوين الفكري والثقافي والديني والوطني للإنسان هو أساس تحقيق التنمية الشاملة المنشودة، وبناء مصر الحديثة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز