عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
المشير حسين طنطاوي
البنك الاهلي
حقٌ عليّ اليوم لأكتب

حقٌ عليّ اليوم لأكتب

 منذ فترة طويلة لم أجد ما يدفعني للكتابة، حتى إن الزميل وائل محمود، رئيس قسم الأبلودر في "بوابة روزاليوسف"، سألني لماذا لا تكتب مقالات، ورددت بأن الأحداث وحدها التي تدفعني للكتابة.



 

ولكن اليوم لا يمكن أن يمر مثل الأيام السالفة بلا كتابة، إذ فقدت مصر اليوم ابنًا من أشجع أبنائها، ورجلًا من أقوى رجالها صلابة، وقوة اقتطعت من "سمرة" ترابها فاكتسب تواضعًا ورقيًا، إنه المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام الأسبق للقوات المسلحة المصرية، الذي قاد سفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة من المؤامرات، وجاد بأنفاسه الأخيرة فجر هذا اليوم الثلاثاء، الموافق 21 سبتمبر 2021، عن عمر يناهز 86 عامًا متزامنًا مع ذكرى وفاة الزعيم الراحل أحمد عرابي.

 

يرحل المشير محمد حسين طنطاوي، ومحبوبته قد استعادت عنفوانها وصلابتها وقوتها بمجهود الرجال وفي الصدارة رجال قواتنا المسلحة مصنع الأبطال وعرين الأسود.

يرحل المشير طنطاوي، وهو مطمئن بأن سنوات عمره والمخاطر والأهوال التي خاضها مضحيًا بحياته في كل لحظة وموقف لم يذهب سدى، بل أنتجت دولة قوية مهيبة الجناح ويخشاها كل طامع ومتآمر.

 

كان الراحل المشير محمد حسين طنطاوي قد برز نجمه عندما قاد الكتيبة 16 بالفرقة 16 مشاة، في معركة الصينية وهو برتبة رائد في قواتنا المسلحة المصرية، حتى إن الفريق عبد رب النبي حافظ، قائد الفرقة 16 مشاة في حرب أكتوبر 1973، قال خلال احتفالات مصر يوم 13 أكتوبر 2019، إن الكتيبة 16 مشاة، في معركة الصينية، أجبرت العدو الإسرائيلي على تغيير تكتيكاته الثابتة منذ حرب 1948، ودفع بلواء مظلات في معركة برية.

وكانت إسرائيل قد دفعت بمقاتليها المخضرمين من ثعالب الحروب، الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور في تلك المعركة وقُتل منهم عدد كبير، ومن عاش منهم أصيب بالاكتئاب، وظهر هذا في مذكراتهم والأفلام الوثائقية.

 

وواصل المشير محمد حسين طنطاوي مسيرته العسكرية، حتى تقلد منصب وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية، ولم يدخر جهدًا في تقوية الجيش بالأسلحة والتأهيل العلمي لأفراد القوات المسلحة ومواصلة التدريب والمناورات العسكرية لصقل المقاتلين لأي مهام توكل إليهم، حتى وقعت أحداث 25 يناير 2011، وأصبح الرجل في اختبار صعب، الحفاظ على الوطن ومقدراته وسط الأنواء من المؤامرات بحنكة القائد استطاع أن ينجو بالوطن مما يُحاك ضده.

 

وقالت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في مذكراتها،: التقيت المشير محمد حسين طنطاوي، بعد تنحي الرئيس مبارك،  وقال بكلمات مدروسة ما سيفعله في إدارة الأحداث، إذ كان في موقف صعب ما بين الحفاظ على القوات المسلحة التي يحبها، وعدم الانتقام من مبارك الذي سانده في حياته المهنية.

وقالت: ذكرني بالجنرال كياني رئيس أركان الجيش الباكستاني فهو كهيئته وكلاهما يعتز بقوميته.

 

ولما أحيل للتقاعد تولى قيادة القوات المسلحة، الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وظلت الأزمات المتتالية نتيجة فشل الإخوان في إدارة شؤون الدولة، خرج الشعب المصري يوم 30 يونيو 2013، في ثورة عارمة، مطالبة برحيل الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ورحيل حكم الجماعة الإرهابية لتنحاز القوات المسلحة لإرادة الشعب المصري، وسارت سفينة الوطن في البناء والتنمية وبناء القوات المسلحة، حتى أصبحت مصر دولة قوية مهيبة الجناح يخشاها كل حاقد وطامع، ليرحل اليوم المشير محمد حسين طنطاوي، بعد أن اطمئن على مصير هذا الوطن.         

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز