قصة دورة.. روما 1960 وظهور محمد علي كلاي
شريف مدحت _محمد يحيى
تتجه أنظار متابعي الألعاب الرياضية إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، والتي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في نسختها المؤجلة من العام الماضي بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا؛ وتلقي "بوابة روزاليوسف" الضوء على قصه الدورة الأولمبية في روما عام 1960.
أقيمت الدورة الأولمبية السابعة عشرة في روما عاصمة إيطاليا في الفترة من 25 أغسطس حتى 11 سبتمبر 1960 بمشاركة5388 رياضيا منهم 611 لاعبة من 83 دولة، وكانت الدورة هي الأولى التي تحظى بتغطية تليفزيونية عبر 100 محطة، وافتتح الدورة الرئيس الإيطالي جيوفاني جرونشي، وردد قسم الرياضيين لاعب ألعاب القوى الإيطالي أدولفو كونسوليني، فيما أضاء الشعلة مواطنه المتخصص في القوى أيضًا جيانكارلو بيريس.
ظهور محمد علي كلاي
شارك كاسيوس مارسيلوس كلاي في أولمبياد روما 1960 وانتزع ذهبية وزن الخفيف الثقيل بعد الفوز في مبارياته الأربع بسهولة وتفوقه في النهائي على البولندي بيترزيكوفسكي بطل أوروبا.. وبعد دورة روما دخل كلاي عالم الاحتراف ونجح عام 1964 في وضع حد لانتصارات سوني ليسون وأصبح بطلًا للعالم في الوزن الثقيل، ثم دافع عن لقبه 9 مرات في السنوات الأربع التالية.
اعتنق الإسلام عام 1965
وأصبح اسمه محمد علي كلاي، ثم تم تجريده من لقبه كبطل للعالم عام 1967 بعدما رفضه الالتحاق بالقوات الأمريكية المقاتلة في فيتنام، كونه كان ضد الحرب، فابتعد ثلاث سنوات ونصف السنة عن الحلبات، ثم عاد عام 1974 واستعاد لقبه كبطل للعالم بفوزه بالضربة القاضية على جورج فورمان.
اعتزل كلاي الملاكمة عام 1981 بعدما حقق في مسيرته 56 انتصارًا مقابل خمس هزائم، وتوفي عام 2016 بعد صراع طويل مع مرض الشلل الرعاش.
بطل حافي القدمين
العداء الإثيوبي أبيبي بيكيلا فاز بسباق الماراثون وهو حافي القدمين، وسجل رقما فريدا في السباق بعدما اعتمد على استراتيجية خاصة في النهائي، بناء على تكتيك وضعه مدربه أوني نيسكانين، قضى بعدم التقدم إلى المركز الأول بأقصى مجهود حتى يبلغ السباق الكيلومتر الأخير، وقد نجح في ذلك متخطيًا المغربي راضي بن عبد السلام بحوالي 200 متر.. وبعد عودته إلى أديس أبابا استقبله مئات الألوف واصطف الجيش في الشوارع واستقل بيكيلا سيارة مكشوفة وأمسك في يده سلسلة مربوط في آخرها أسد ضخم، ووراءه موكب من الأفيال حتى وصل إلى قصر الإمبراطور هيلا سيلاسي الذي قام بتقبيله ومنحه وساما رفيعا واصطحبه لداخل القصر في حفل أسطوري.
أبيبي بيكيلا مواليد 7 أغسطس 1932، وشارك في أولمبياد طوكيو 1964 ورغم أنه كان قد أجرى عملية استئصال الزائدة قبل أربعين يوما فقط، الا أنه فاز بالذهبية لكن هذه المرة كان يرتدي حذاء رياضيا مسجلًا رقمًا عالميًا جديدًا 2.12.11.2.
توفي بيكيلا عام 1973 في أديس أبابا بعد تعرضه لنزيف في الرأس.
شقيقتان من ذهب
حققت الشقيقتان تمارا وإيرينا أرقاما قياسية في الدورة حيث فازت تمارا بذهبية دفع الجلة وحصلت إيرينا على ذهبية سباق الـ800 متر حواجز، وواصلتا تألقهما في دورة طوكيو1964 ففازت تمارا بذهبيتي دفع الجلة ورمي القرص، وفازت إيرينا بذهبية الخماسي الحديث وحطمت6 أرقام قياسية في الـ800 متر حواجز و8 أرقام في الخماسي الحديث.
هالبرج يتحدى الشلل
النيوزبلندي موراى هالبرج الفائز بذهبية سباق 5000 متر عانى من مشاكل صحية، فعندما كان عمره 17 سنة تعرض لإصابة في كتفه وهو يمارس لعبة الرجبي أدت الإصابة بمضاعفات خطيرة وبقي هالبرج بين الحياة والموت فترة طويلة، ورغم الشلل الذي كان ما زال يعاني منه في كتفه وذراعه الأيسر لكنه بدأ التدريب على الجري وأصبح في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي من أفضل العدائين في العالم وفاز بسباق الـ5000 متر في دورة الكومنولث عام 1958 وفي روما أصبح أول عداء غير أوروبي يفوز بإحدى ذهبيتي المسافات الطويل.
العداءة الأمريكية السمراء وليمار رودولف فازت بذهبية سباقات 100 متر و200 متر والتتابع 4× 400 متر عانت في طفولتها من الهزال والضعف الجسماني نتيجة الفقر وسوء التغذية إلى جانب 18 من الأشقاء الذكور والإناث حتى أنها لم تقو على المشي الا في سن الثامنة.
ذهبية مسابقة العشاري
فاز الأمريكي رافر جونسون بذهبية مسابقة العشاري وهو بقدم واحدة، بعدما تعرض في طفولته لحادث سير بدراجته وأنقذه الأطباء بعملية جراحية معقدة بترت فيها قدمه.
في سباق الدراجات لمسافة 175.38 كيلومتر توفي المتسابق الدنماركي كوت جينسين نتيجة الحر وتعرضه لضربة شمس، ونجح الروسي كابينونوف في التغلب على الحر والرطوبة وفاز بالميدالية الذهبية.