قصة دورة برلين 1936.. أول بث تليفزيوني مباشر
شريف مدحت _محمد يحيى
تتجه أنظار متابعي الألعاب الرياضية إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، والتي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في نسختها المؤجلة من العام الماضى بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا؛ وتلقي "بوابة روزاليوسف" الضوء من خلال التقرير التالي قصة دورة 1936 في برلين وخلط السياسة بالرياضة ومشارك ثلاثة أشقاء بريطانيين في الدورة وتألق لاعب القوي الأمريكي جيسي أوينز وحكاية لاعب التجديف البريطاني جاك بيريسفورد الذي فاز بخمس ميداليات في 5 دورات.
رغم أن هدف الدورة الأولمبية التي أقيمت في برلين خلال الفترة من 1 الى 16 أغسطس 1936 كان السلام، إلا أن جوبليز، وزير الدعاية في حكومة الزعيم النازي هتلر أخذ ينشر الأفكار النازية وخلط السياسة بالرياضة، فقد كان هتلر يعد لخوض الحرب العالمية الثانية، وأصبح كل همه أن تفوز ألمانيا بالدورة الأولمبية، فاستمرت الاستعدادات الألمانية للدورة عامين كاملين، ونجح الألمان في نشر الأفكار الفاشيستية، مما أثار غضب صحف العالم، التي طالبت بعدم إقامة الدورة الأولمبية في بلد نازي، وتم عقد مؤتمر في يونيو 1936 حضره أعضاء اللجان الأولمبية في العالم وقرروا بالإجماع أن إقامة الدورة في بلد نازي مناقض تماما للمبادئ الأولمبية وناشدوا العالم مقاطعة الدورة الفاشية، مما اضطر اللجنة الأولمبية الدولية لإرسال وفد خاص إلى برلين للاطلاع على الواقع، لكن تقرير الوفد لم يحمل أى سبب يدعو لنقل الدورة التي شارك فيها 3963 رياضيا من بينهم 331 لاعبة من 49 دولة.
لأول مرة في التاريخ الأولمبي جرت عملية الجري بالشعلة من جبل أولمبيا مهد الألعاب الأولمبية القديمة باليونان وصولاً إلى الملعب الأولمبي في برلين بعد مسار طويل حمل خلاله ثلاثة آلاف عداء الشعلة عبر عدة دول، مثل اليونان وبلغاريا ويوغوسلافيا والمجر والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا وقد أضاء الشعلة في الافتتاح لاعب ألعاب القوى الألماني فريتز شيلجن.
النقل المباشر لأول مرة
تعتبر الدورة الحادية عشرة في برلين الأولى التي تم نقلها عبر التليفزيون على الهواء مباشرة، وقد تم نشر 25 شاشة عملاقة في مسارح مختلفة من برلين سمحت للناس بمتابعة الألعاب دون دفع أي مبلغ مالي، إضافة لبعض الشاشات الخاصة، وتم نقل وقائع سبعين ساعة من أحداث البطولة استعملت فيها معدات شركة تليفونكين، وهي محطة إذاعية وتليفزيونية ألمانية تأسست العام 1903.
جيس يواجه عنصرية هتلر
كان الأمريكي جيس أوينز لاعب ألعاب القوي واحد من أفضل المشاركين في الدورة وحقق 4 ميداليات ذهبية في سباقات 100 متر و200 متر والتتابع 4 ×100 متر والوثب الطويل ورفض هتلر مصافحته بسبب سياسة التفرقة العنصرية التي كان يتبعها.. الغريب ما حدث في مسابقة الوثب الطويل، عندما ظن الحكام أن عملية الإحماء التي يقوم بها أوينز أنها محاولة وألغيت محاولته الثانية لخطأ فني ولم يعد أمامه سوى محاولة واحدة نجح فيها وفاز بالذهبية.
"أوينز" من عائلة متواضعة عملت في الزراعة، لذلك كان يعيش حياة بسيطة ويعمل ماسحا للأحذية متواضعا وخجولا لكنه طموح وعنيد.
العدل الياباني
في مسابقة القفز بالزانة تعادل اليابانيان شومي نيشيرا وسيو في المركز الثاني بنفس الارتفاع، وهو 4.25 مترا وفاز سيو الأصغر سنا بالفضية وحصل نيشيرا على البرونزية، وبعد عودتهما لليابان جاء الحل العادل، حيث قررت اللجتة الأولمبية اليابانية صك الميداليتين الفضية والبرونزية في سبيكة واحدة ذات وجه فضي والوجه الآخر برونزي وحصل كل بطل على ميدالية.
خمس ميداليات في 5 دورات
البريطاني جاك بيريسفورد لاعب التجديف بريطاني حقق خمس ميداليات في 5 دورات أولمبية حيث فاز بفضية في أنتويرب 1920 وذهبية في باريس 1924 وفضية في أمستردام 1928 وذهبية في لوس أنجليس 1932 وذهبية في برلين 1936 في مسابقات مختلفة وقد حرمته الحرب من المشاركة الأولمبية السادسة 1940 وتم منحه شهادة الشرف الأولمبية عام 1949 وقام بتدريب المنتخب البريطاني عام 1952 ولعب لعدة أندية بريطانية وفاز بالعديد من البطولات.
ثلاثة أشقاء بريطانيون شاركوا في الدورة، وفاز جوفري بذهبية التتابع 4 ×100 متر وفضية 400 متر، وحصلت شقيقته أونزي على فضية التتابع 4 ×100 متر، أما الشقيق الثالث الفبراون فخرج بلا ميداليات.