![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![التهجير إلى سيناء.. خط أحمر](/Userfiles/Writers/5218.jpg)
أشرف أبو الريش
التهجير إلى سيناء.. خط أحمر
التاريخ شاهد عيان على جند مصر وشعبها، وقت الحرب والسلم، حطمنا قبل خمسين عامًا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، قادرون بفضل القوى العزيز على تحطيم كل متجبر أو متغطرس يظن أن هذه الأرض سهلة المنال مستباحة الحدود.
إذا لا قدر الله كتب الله علينا يومًا القتال من أجل الدفاع عن الأرض والعرض، أقول لكم كلمة حق أريد بها الحق: ستندهشون حد التعجب والاستغراب من عزيمة وقوة جند وشعب مصر وقت الشدائد.
معاركنا كلها كانت لحماية حدودنا وشعبنا العظيم، والتاريخ شاهد عيان، وخبراء الحروب العسكرية يعرفون ذلك جيدًا.
الاصطفاف الشعبى حول فكرة عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلى واضحة دون شك أو ريب، معظم شعوب الأرض شاهدت المذابح والإبادة الجماعية التي تعرض لها الأشقاء فى غزة دون رحمة أوشفقة، هل يعتقد هذا الكيان أن له قبولًا من واحد فى المائة من الشعب المصري.. أشك فى ذلك؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد فى العديد من التصريحات الخاصة بالقضية الفلسطينية وتحديدًا قضية تهجير الأشقاء الفلسطينيين إلى سيناء أو أى مكان فى العالم أن موقف مصر «حاسم فى رفض مخططات تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة لمصر أو الأردن»، وأن مخطط «التهجير خط أحمر لم ولن نقبل أو نسمح به».
فى ٢٠ نوفمبر عام ٢٠٢٣ أعلن مجلس النواب بشكل مفاجئ تخصيص جلسته العامة، لمناقشة التدابير التي اتخذتها الحكومة لمنع محاولات التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، وأصدر البرلمان قرارات حاسمة بعدم الموافقة على مخطط تهجير الأخوة الأشقاء فى غزة إلى سيناء وغيرها بهدف تصفية القضية الفلسطينية إلى غير رجعة وتنفيذ المخطط الصهيونى القديم، والذي يهدف إلى تفريغ غزة والضفة من السكان وتصفية القضية المركزية التي تنادى بها مصر بضرورة حل الدولتين، حتى يتعايش الجميع فى سلام واستقرار.
لن يقبل أحد فى هذا الوطن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.. هذه البقعة المباركة التي حررها جيش مصر العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ من دنس العدو.
سيناء التي تجلى عليها ملك الملوك، عندما خاطب سيدنا موسى عليه السلام بقوله تعالى «ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين»
وقد صدق الراحل العظيم جمال حمدان عندما قال فى كتابه سيناء :
من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء، ومن يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير.
سيناء ارتوت بدماء الشهداء، كل شبر من رمال هذه الأرض، سيخرج منه روح طاهرة دافعت عن الأرض المقدسة من دنس المعتدين، لن نسمح لأحد مهما كان أن يقترب من حدودنا الشرقية، لا تهجيرا ولا اعتداء، ولنا سيف ودرع يقصم به الأعداء نصفين إذا ما حاولوا يومًا الاقتراب من أرضنا الطاهرة. تحيا مصر.