بعد ثورة 30 يونيو.. الفن يصحح مساره
محمد إسماعيل
يبدو أنه وبعد ثورة 30 يونيو بدأ الفن يعود إلى دوره الراقي ويودع أعمالا لا جدوى منها، وباتت هناك شواهد كثيرة تبرهن أن الفن بدأ في يصحح مساره بخطوات فاعلة على الطريق الصحيح.
عرفت الفنون في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وعلى مدار 7 سنوات حراكا فنيا نتج عنه مزيد من الأعمال الفنية تعيد المواطن إلى أحضان الوطن بعدما كانت تلك الأعمال الوطنية نادرة الإنتاج فيما قبل الرئيس السيسي.
أعمال وطنية لها تأثير إيجابي كبير على الإنسان فهي وحدها تستطيع مخاطبة وجدانه، وتحميه من أن يكون صيدا سهلا للتطرف وألا يكون أرضا خصبة للتعصب، ورأينا كيف غزت الأعمال الوطنية، وكيف كان نجاح مسلسل "الاختيار" باكورة تلك الأعمال، له الأثر الأكبر في إنتاج المزيد منها، وكانت للمصداقية تأثير كبير في نجاحه وتصدره الموسم الدرامي نظرا لأن القصة حقيقية والاستعانة بمشاهد حقيقية لتك الوقائع، منها أحداث فض اعتصام رابعة، وأحداث كرداسة، ومعركة الواحات.
واعتبر الناقد الفني طارق الشناوي أن اتجاه شركات الإنتاج لتقديم المسلسلات الوطينة سببها أنها تحمست بعد نجاح مسلسل الاختيار، مؤكدا أنه وعلى الرغم من أن المسلسلات الوطنية غالبا لا تتنافس على الصدارة إلى أن النجاح الكبير الذي حققه الاختيار ترك أثرا مؤثرا بكل المقاييس، بحسب رأيه.
وبعد الاختيار بجزأيه، رأينا المزيد من الأعمال الوطنية منها مسلسل "هجمة مرتدة" بطولة النجم أحمد عز والمسلسل مأخوذ عن أحد ملفات المخابرات العامة المصرية، وبطولة أحمد عز وهند صبري وهشام سليم ومن تأليف باهر دويدار ومن إخراج أحمد علاء الديب.
الممثل هشام سليم الذي جسد شخصية الضابط رفعت في "هجمة مرتدة" رأى أن المسلسل يكشف الكثير من الحقائق والكواليس التي لم نكن نعرفها حول كيفية استقطاب المصريين وتجنيدهم لصالح جهات معادية لوطنهم، والمخططات التي كانت تحاك ضد مصر والبلدان العربية من منظمات حقوق الإنسان التي اتخذت كذريعة لعمل الفتن داخل الشعب الواحد.
ورأى الفنان طارق لطفي بطل مسلسل "القاهرة كابول"، أن الفكرة الرئيسية فى العمل هى تحريك الأفكار لدى المشاهدين، ومساعدتهم على التفكير من جديد، مضيفا: "ليس هدفنا توجيه رسائل إلى إرهابيين، حيث نعرض كيف يمكن لشخص طبيعي نشأ فى بيئة طبيعية ووسطية، أن يتحول إلى متطرف ثم إرهابي".
"القاهرة كابول"، كان بمثابة رسالة تنوير للعقول مثلما وصفه بطله النجم طارق لطفي والذي أكد أن المسلسل يوجه رسالة مباشرة إلى الإرهابيين الذين لا يؤمنون بوجود وطن، ويقومون بعمليات تكفيرية وانتحارية دون هدف حقيقي، مضيفا: "أنا على يقين تام أنه لا بد من تقديم تلك النوعية من الأعمال، حتى نهدم الأفكار المتطرفة من خلال الفن، ولا نسمح للتطرف بأن ينتشر، وهذا بالطبع دور الفنانين".
بينما اعتبر الممثل خالد الصاوي أن "القاهرة كابول": يعد من المسلسلات الوطنية الهامة، مشددا أنه لا يتردد في تجسيد تلك الفئة من الأعمال، معتبرا أن تنير عقول المشاهدين بوقائع غائبة عن وعيهم، مشددا على ضرورة تقديم تلك الأعمال الوطنية من حين لآخر، سواء بتوثيق فترة معينة، أو البحث عن بطولة إحدى قصص ضباط الشرطة حتى يتكون لدى الشعب وعي وطني.