عاجل
الثلاثاء 21 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حب الحياة

حكايات مصيرية

حب الحياة

 يقول الشاعر "إيليا أبو ماضي": أيها الشاكي وما بك داء "كن جميلاً ترى الوجود جميلاً..  البيت السابق يدعو إلى حب الحياة والإقبال عليها ولكن إذا نظرنا إلى الإنسان نجد  هناك عوامل مؤثرة على حالته النفسية والجسدية.



 

   فالصحة الجسدية  والنفسية وجهان لعملة واحدة، فكل منهما تؤثر وتتأثر بالأخرى، فعندما لا يكون جسدك سليماً لن تكون نفسيتك بخير، وخلاف ذلك صحيح، فأي اضطراب في حالتك النفسية يجعل جسدك في حالة اضطراب أو ضعف وتبدأ الأمراض العضوية بالظهور.

 

أولًا: لا بد من توضيح العلاقه بين الصحه النفسية والجسدية  فالصحه النفسيه. هي حالة من الرفاه النفسي تمكن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق إمكاناته والعمل بشكل جيد والمساهمة في المجتمع والتمتع بالانضباط النفسي في مواجهة ضغوط الحياة والتكيف مع الظروف العصيبة.  أما الصحه الجسدية، فهي سلامة أعضاء الجسم من الأمراض والتوافق التام بين الوظائف المختلفة، بحيث يقوم كل عضو بوظيفته دون التأثير في وظيفة عضو آخر. 

وتشير الأبحاث إلى أن الصحة النفسية والجسدية ترتبطان بشكل وثيق، وخلال السنوات الأخيرة أصبحت هذه العلاقة أوضح أكثر من أي وقت آخر بسبب ضغوط الحياة الذائدة  وقد يسبب الإجهاد النفسي أعراضاً جسدية مثل الإجهاد والتعب والآلام المزمنة والصداع والقولون وارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر.  وأن معظم الأشخاص الذين يذهبون لطبيب الباطنة عليهم زيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، فالجسد والنفس مرتبطان ببعضهما فلا يقتصر مفهوم الصحه على الجسم المعافي فقط . بل يتضمن أيضا الصحه النفسية.  وينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن “الصحة هي حالة من السلامة الكاملة جسديا ونفسيا واجتماعيا. وليست مجرد  انعدام المرض أو العجز. فلكي يتمتع الشخص بصحه جيدة، يجب األا يعاني من مرض أو علة سواء كانت نفسية أو جسدية.  وبهذا تكون العلاقه بين الصحه النفسية والجسدية علاقة قوية  إذ أكدت إحدى الدراسات الأمريكية أن نحو 80% إلى 87% من الأمراض العضوية ذات منشأ نفسي.  إذن تؤدي الصحة النفسية دوراً كبيراً في الصحة الجسدية  لأن المشاعر والأفكار التي نفكر بها تجعل الدماغ في حالة من القلق والتوتر. وهذا يؤثر على الغدد وإفراز الهرمونات لدينا. فيزداد إفراز هرمونات القلق  "الأدرينالين والكوتيزول"، وهذا بدوره يؤثر سلبا على وظائف أعضاء الجسم ويقلل من مناعة الجسم، وأيضا توصلت أبحاث عديدة إلى الربط بين الاكتئاب والإصابة بالأمراض المزمنة مثل: “أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكر والضغط والتهاب المفاصل وإصابة الجهاز الهضمي ويؤدي التوتر إلى أمراض المعدة والقولون العصبي”. وقد حدد العلماء عددا من الأمور التي تساعد الإنسان للحفاظ على صحته الجسدية والنفسية أهمها. 1. ممارسة الرياضة: لا يخفى على أحد الفوائد المذهلة للرياضة، وكما يقال: "العقل السليم في الجسم السليم"، فاجعل الرياضة أسلوب حياة لديك، ومارس التمرينات الرياضية أو المشي لمدة 30 دقيقة يومياً لتنشيط الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب وتخفيف الوزن والحد من الدهون المتراكمة في الجسم. هذا يؤدي إلى انخفاض الكوليسترول في الدم وتحسين عمل الجهاز الهضمي، إضافة إلى قدرة الرياضة المذهلة على تحسين المزاج وتفريغ المشاعر السلبية؛ إذ يفرز الجسم في أثناء الرياضة هرمون "السيروتونين"، وهو هرمون السعادة وتحسين المزاج.

 

2. اتباع نظام غذائي صحي: من أهم النصائح للعناية بصحتك الجسدية والنفسية هي اتباع نظام غذائي صحي؛ إذ أشارت الدراسات إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية عند نقص مستويات فيتامينات (D) و(B12) في الدم؛ لذا يُنصح بتناول الأسماك الغنية بالأوميجا 3 والخضار والفواكه والشيكولاتة الداكنة الغنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على تحسين المزاج، وتقليل السكريات والدهون المصطنعة، وشرب كميات كبيرة من الماء طوال اليوم، وتجنب التدخين والكحول.

 

3. النوم: لا تستهن بأهمية النوم في الحصول على صحة جسدية ونفسية، واحرص على الحصول على قسط كافٍ منه لا يقل عن 7 إلى 8 ساعات يومياً دون زيادة أو نقصان، وحاول الاهتمام بنوعية النوم ووقته بحيث يكون ليلاً وبجو هادئ وإضاءة خفيفة ما أمكن، ويُنصح بأخذ قيلولة خلال النهار لمدة 30 دقيقة، فقلة النوم تكون نتيجتها جسداً منهكاً غير مقاوم للأمراض وحالةً نفسية سيئة نتيجة الشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الطاقة والتركيز.

 

4. اليوجا والتأمل: ينصح الأطباء والخبراء بممارسة اليوجا وتمرينات التأمل والتنفس العميق؛ وذلك لما أثبتته من فاعلية في الحصول على الاسترخاء والتركيز والتحرر من المشاعر السلبية.

 

5. بتر العلاقات السامة: حتى تنعم بصحة نفسية وتشعر بالسعادة وراحة البال، اقطع أيَّة علاقة سامة في حياتك.  والعلاقة السامة هي العلاقة التي تجعل حالتك النفسية سيئة، أو تشعر فيها بالاستغلال أو الإهانة أو التهميش من قِبل الطرف الآخر، كما هي علاقة تمتص طاقتك؛ لذا لا تتردد في تنظيف حياتك منها 

 

6. البحث عن الداعمين:

ابحث دائماً عن الأشخاص الإيجابيين الداعمين لك الذين يصفقون لنجاحك ويدعمونك ويشجعونك عند الفشل والمصاعب؛ إذ تجدهم مبتسمين دائماً ويؤمنون بطاقة الحب والعطاء، فتكون العلاقة معهم مصدراً للراحة والأمان.

7. عدم البقاء وحيداً:

احرص على ألا تبقى وحيداً، نعم قد تحتاج في بعض الأوقات إلى الجلوس مع نفسك والابتعاد عن كل شيء، لكن انتبه لأن يكون ذلك لمدة قصيرة خلال يومك، أما باقي الوقت فاحرص على أن تقضيه مع من تحب من أفراد العائلة والأصدقاء؛ إذ أثبتت الدراسات أنَّ قضاء الوقت مع شخص نحبه يُحسِّن حالتنا النفسية ويحمينا من الإصابة بالاضطرابات النفسية.

8. النظافة الشخصية:

عليك الاهتمام بنظافة جسمك وأسنانك، فهي بمنزلة درع واقٍ لك ضد الجراثيم والبكتيريا المسببة للأمراض والالتهابات.

9. التفكير الإيجابي:

تعلَّم مهارة التفكير الإيجابي التي تحميك من الإصابة بالاضطرابات النفسية، وذلك بأن تُدرِّب نفسك على التفاؤل والإيجابية في كل الظروف، وأنَّك أنت من تتحكم بحياتك وتستطيع تغييرها بإرادتك وعزيمتك، وحتى الفشل هو محطة للتعلم منها

والانطلاق بقوة.

 

10. الامتنان:

الامتنان هو أحد أسرار السعادة والصحة النفسية، فحاول أن تجعله عادة يومية في حياتك، بأن تنظر إلى النعم والأشياء الإيجابية في حياتك، مثل وجود عائلتك بجانبك أو وظيفة تحبها أو صديق وفي أو تمتُّعك بصحة جسدية جيدة، وذكِّر نفسك بها على الدوام واشعر بالامتنان لوجودها، فتملؤك مشاعر الرضى والسلام الداخلي.

 

11. التعامل مع الضغوطات:

الضغوطات جزء من الحياة شئنا أم أبينا، وخاصةً في عصر السرعة والإنترنت وكثرة الالتزامات الذي نعيشه اليوم، ومن الطبيعي جداً الشعور بها، لكن تظهر قوَّتنا في التعامل معها وعدم السماح لها بالتأثير في صحتنا النفسية أو إصابتنا بالتوتر والاكتئاب، ويكون ذلك من خلال تقبُّل الضغوطات والظروف السيئة، والحرص على تجاوزها والخروج منها سواء بممارسة الرياضة أو الاستماع للموسيقى أو الخروج إلى الطبيعة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز