![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
اليوم العالمي للإذاعة.. "إذاعة متجددة لعالم متجدد"
![اليوم العالمي للاذاعه 2021/2/13](/UserFiles/News/2021/02/13/811377.jpg?210213112553)
الوادي الجديد.. مديحة إبراهيم
يعد “الراديو” من أهم وسائل الاتصال التي عرفها الانسان منذ قديم الزمان وقد حددت المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” يوم 13 فبرايرمن كل عام يوماً عالمياً للاحتفال بالراديو، ويرجع ذلك الاختيار إلى اليوم الذي بدأ فيه بث أول إذاعة للأمم المتحدة في عام 1946.
فكرة هذا اليوم
كانت فكرة الاحتفال بهذا اليوم، قد جاءت مِن قِبل الأكادِيمِيّة الإسبانيّة لِلإذاعة، وجرى تقديمهَا رسميّاً مِن قِبل الوفد الدَّائم الإِسبَانِيّ لَدى اليُونِسكُو فِي الدّورة 187 للمجلس التّنفيذيّ فِي شهر سبتمبر2011م، وأقرَتهُ مُنظّمة الأُممِ المُتّحِدة للتّربِية والعُلُوم والثّقافة، اليُونِسكُو فِي الثّالِث مِن نُوفمبر 2011م فِي دوَّرتِها السَّادسة والثّلاثَين المُنعقَدة بتارِيخ 13 فِبراير بوصفه اليوم العالميّ لِلإذاعة. وتمّ إقرارُ اليوم العالميّ للإذاعة فِي شهر دِيسمبر مِن العام 2012م مِن قِبل الجمعِيّة العامّة للأُممِ المُتّحِدة، فَأصبح بذلِك يوماً تحتفِي بِه جمِيعُ وكالات الأُممِ المُتّحِدة، وصنادِيقهَا، وبرامِجهَا، وشركاؤُها، ودعمت شتّى الوِكالات الإذاعية هذه المُبادرة، وتمنت الجمعِيّة العامّة للأُممِ المُتّحِدة، أنّ تقدّم المحطَّات ذَات الإمكانيّات، والخِبرة، الدَعَم اللاَّزِم للمحطَّات النَّامية، فِي جَميع الأنحاء ويهدف اليوم العالمي للإذاعة إلى تسليط الضوء على مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي والتعاون الدولي بين مختلف الإذاعات في العالم.
ورغم التطور التقني الكبير الذي طال وسائل الإعلام المتنوعة، لا تزال الإذاعة حاضرة بقوة في المشهد الإعلامي، حيث يستمع 85 في المئة من الأشخاص حول العالم للراديو، حسب ما ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر في بيان.
أهمية الراديو
تمكن الراديو - باعتباره وسيطا إعلاميا ذا تاريخ طويل - من الاستمرار على قيد الحياة والتأثير منذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وحتى حلول عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية، وهو يعد الآن أكثر الوسائط الإعلامية جذبا للمستمعين في أرجاء العالم كافة من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم.
وتشير مؤشرات المتابعة والاستماع إلى أن الراديو بكل محطاته، ما يزال وسيلة لها بريقها تبدو وكأنها تتحدى الزمن بتطوره، فما زال الملايين يستمعون للموسيقى والأخبار عبر الراديو، في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في المناطق القروية والبدائية، والتي تحتاج إلى وسيلة بسيطة، كما أن الراديو ما يزال يمثل وسيلة إعلامية للملايين، ممن يقودون سياراتهم على الطرق، إذ إنه ما يزال الوسيلة المثالية في السيارات.
وسيط فرض نفسه
فقد بسط الراديو سلطانه، ليس فقط عبر الأثير، بل على الفضاء الافتراضي أيضا، فأصبح بإمكان جماهير المستمعين الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية دون حاجة إلى مذياع، عبر الإنترنت، ومن خلال تطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة.
وقد تكون طبيعة الراديو ذاتها أحد العوامل التي هيأت له البقاء حتى الآن. فهو وسيط يمنحك حرية الرسم والتصوير لما تسمعه. إذ يمكنك رسم تصور للمذيع أو المذيعة في ذهنك في الصورة التي تحلو لك، ورسم صورة للأحداث التي تنقل إليك في رأسك بحرية يفتقدها مشاهد التليفزيون.
وإن كان الراديو يكلم الملايين، في القرى والمدن والبلدات، والأقطار، فإنه في الوقت ذاته يتكلم إليك أنت وحدك، فأصواته موجهة إليك، تتسلل إلى رأسك عبر أذنيك لتظل بداخلك فيكون تأثيرها أكبر، فهو أداة شخصية.
وتعد الإذاعة أداة فعالة للاحتفاء بالحياة الإنسانية على تنوعها، وتوفر منبراً لنشر الخطاب الديمقراطي. وتظل الإذاعة أكثر وسائل الإعلام استخداماً على الصعيد العالمي. وإذ تملك الإذاعة هذه القدرة الفريدة على الوصول إلى عدد كبير جداً من الناس، فإنها تستطيع أن ترسم معالم حياة المجتمعات في إطار التنوع، وأن تكون ساحة تتيح للجميع إمكانية التعبير عن آرائهم وتمثيلهم والإصغاء إليهم. وينبغي لمحطات الإذاعة أن توفر خدماتها لمختلف المجتمعات على تنوعها، وأن تقدم إليها تشكيلة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتويات. ويجب أن تكون المحطات الإذاعية قادرة، من حيث تنظيمها وتشغيلها، على التعبير عن تنوع مستمعيها.