

محمد الجزار
يوم الشهيد ودعم الرئيس لفلسطين فى القمة
غدا الأحد 9 مارس يوم الشهيد تخليدا لذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، ويوم الشهيد مناسبة تحتفى بها بعض الدول العربية لتكريم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن، ويختلف تاريخ الاحتفال بهذا اليوم من دولة إلى أخرى، فإن الإمارات العربية المتحدة تحتفل بيوم الشهيد فى 30 نوفمبر تخليدًا لذكرى أول شهيد إماراتى فى عام 1971، أما الجزائر فيتم إحياء يوم الشهيد فى 18 فبراير تكريمًا للشهداء الذين سقطوا خلال الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى، كما يحتفل السودان بيوم الشهيد فى 3 نوفمبر ذكرى الذين ضحوا من أجل الوطن، أما فى مصر يأتى 9 مارس، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض خلال حرب الاستنزاف عام 1969، وهو أحد أبرز القادة العسكريين فى تاريخ مصر، ويُعتبر رمزًا للفداء والتضحية وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف ضد إسرائيل، بجانب العديد من المناصب القيادية داخل الجيش المصري، كما كان يتمتع بخبرة واسعة فى التخطيط العسكرى، وقد ساهم فى تطوير قدرات القوات المسلحة المصرية، خصوصًا بعد نكسة 1967، حيث كان له دور بارز فى إعادة تنظيم الجيش وخوض حرب الاستنزاف، وكان يؤمن بضرورة التواجد فى الخطوط الأمامية لمتابعة سير العمليات بنفسه وخلال حرب الاستنزاف، استشهد الفريق عبدالمنعم رياض أثناء تفقده إحدى الجبهات الأمامية على خط القتال الأول فى منطقة الإسماعيلية، حيث تعرض الموقع للقصف المدفعى الإسرائيلى. وقد كان وجوده فى هذا المكان دليلاً على شجاعته وتقديره لروح القيادة الميدانية، فقد تم اعتبار يوم 9 مارس تخليدًا لذكراه، وسيظل نموذجًا يُحتذى به فى التضحية والوطنية، ولأنه يوم الشهيد ومع استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء وبكل عنف وبطش من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى وضرورة تحمل العالم مسؤوليته أمام هذه الجرائم وهو ما أكده الرئيس السيسي فى كلمته فى القمة العربية الطارئة قمة فلسطين الثلاثاء الماضى حيث قال الرئيس بأن الأمة يجمعها واقع مؤلم، فى ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومى العربى، وإن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلا، أمام ما حدث فى غزة، لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة، وصمة عار فى تاريخ البشرية، عنوانها: «نشر الكراهية وانعدام الإنسانية، وغياب العدالة».وأكد الرئيس السيسي أن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم، وقتل ويتم منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية، لاستعادة الأمل فى السلام العادل.
إن الحرب الضروس على قطاع غزة، استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح، إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخير أهل غزة، بين الفناء المحقق.. أو التهجير المفروض.. وهو الوضع الذي تتصدى له مصر، انطلاقا من موقفها التاريخى، الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه، وبقائه عليها عزيزا كريما.. حتى نرفع الظلم عنه، ولا نشارك فيه. إن كلمات الرئيس لأهل غزة وشهدائها خير دليل على تكريم الشهداء مع تعمير غزة ترحما على أرواح الشهداء بعيداً عن التهجير وإنهاء القضية الفلسطينية.