عاجل
الخميس 13 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رمضانيات
البنك الاهلي

جامع الرفاعي.. مقبرة الملوك والأمراء وتحفة معمارية خالدة

جامع الرفاعي
جامع الرفاعي

يُعد جامع الرفاعي واحدًا من أشهر المساجد التاريخية في مصر، ومقصدًا سياحيًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، لما يضمه من أضرحة شخصيات صنعت تاريخ مصر الحديث. يقع المسجد في ميدان صلاح الدين بحي الخليفة، ويقف شامخًا أمام توأمه المعماري، جامع السلطان حسن، رغم الفارق الزمني بينهما الذي يمتد لنحو 500 عام.  



 

نشأة الجامع وتاريخه:

 

بدأ بناء جامع الرفاعي عام 1869م، حينما أمرت خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، ببناء مسجد كبير يضم مدافن لها ولأفراد أسرتها.

 تولى حسين باشا فهمي، وكيل ديوان الأوقاف، الإشراف على المشروع، لكنه توقف عام 1880م لأسباب مختلفة، واستمر متوقفًا لمدة 25 عامًا، حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي كلّف المهندس ماكس هرتس باشا باستكمال البناء عام 1905م، ليتم افتتاحه عام 1912م.  

سبب التسمية: سُمّي المسجد بهذا الاسم نسبةً إلى زاوية الرفاعي، التي كانت قائمة في نفس المنطقة وتضم ضريح الشيخ علي أبي شباك، أحد أحفاد السيد أحمد الرفاعي. لكن بعد الانتهاء من البناء، نُسب خطأً إلى السيد أحمد الرفاعي المدفون في العراق.  

التخطيط المعماري للجامع:    يمتد الجامع على مساحة 6500 متر مربع، خُصص منها 1767 مترًا مربعًا للصلاة، بينما خُصصت باقي المساحة للمدافن والملحقات. 

يتميز المسجد بطراز معماري مملوكي فخم، حيث يضم منارتين شاهقتين على قواعد مستديرة، ومداخل مرتفعة محاطة بأعمدة حجرية ورخامية مزخرفة، إضافةً إلى قباب وأسطح مذهبة، وشبابيك نحاسية تزين الواجهات.  

رواق القبلة:   يضم المسجد رواق القبلة، وهو مساحة مربعة مغطاة بقبة ذات مقرنصات، محمولة على أربعة أكتاف، في أركان كل منها أربعة أعمدة رخامية بتصاميم مذهبة. 

يتوسط الجدار الشرقي المحراب المصنوع من الرخام الملون، وإلى جانبه منبر فخم مطعّم بالسن والأبنوس وخشب الجوز، بينما تتميز دكة المبلغ بزخارفها المذهبة وأعمدتها الرخامية.  

أضرحة ملوك وأمراء مصر في الجامع

يضم جامع الرفاعي أضرحة عدد من أفراد الأسرة العلوية، ومن بينهم:  

خوشيار هانم والخديوي إسماعيل: دفنت والدة الخديوي إسماعيل بالجامع عام 1885م، قبل اكتماله، ويجاورها ضريح ابنها الخديوي إسماعيل، الذي نُقش على شاهده:    "لا إله إلا الله الملك الحق المبين. محمد رسول الله صادق الوعد الأمين. إسماعيل باشا خديوي مصر توفي عام 1312هـ."

الملك فؤاد الأول: يقع ضريحه على يمين المدخل الملكي، في الركن الغربي القبلي من الجامع، ويجاوره قبر والدته الأميرة فريال هانم.  

الملك فاروق: قبل وفاته، أوصى الملك فاروق بدفنه في جامع الرفاعي بجوار أسرته، لكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض ذلك، فتم دفنه في مقابر الأسرة الملكية بالقاهرة. لاحقًا، سمح الرئيس أنور السادات بنقل رفاته إلى الجامع.  

شاه إيران محمد رضا بهلوي: كان آخر ملوك إيران وزوج الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق الأول. بعد الثورة الإسلامية عام 1979م، نُفي الشاه إلى مصر، حيث استقبله الرئيس أنور السادات وسمح بدفنه في جامع الرفاعي بعد وفاته عام 1980م.  

جنانيار هانم: زوجة الخديوي إسماعيل، وشقيقة ديليسبس، مهندس قناة السويس.

تحفة خالدة على فئة الـ10 جنيهات

لم يكن جامع الرفاعي مجرد صرح ديني، بل أصبح أيقونة معمارية خالدة، حتى أنه زُيّن به وجه العملة المصرية من فئة الـ10 جنيهات، تخليدًا لقيمته التاريخية والجمالية.  

جامع الرفاعي.. حيث يلتقي الفن الإسلامي بروح التاريخ، وحيث يرقد ملوك وأمراء صنعوا مجد مصر الحديث.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز