
عاجل.. أوروبا وكندا تدرسان التخلي عن مئات من مقاتلات إف-35

عادل عبدالمحسن
في الأسابيع الأخيرة، كان هناك نقاش نشط في الدول الأوروبية حول ما إذا كان الجانب الأمريكي قادرًا على التحكم عن بعد أو حتى تعطيل مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 الموردة إلى دول حلف شمال الأطلسي.
وقد أصبحت هذه المخاوف خطيرة إلى درجة أن عددًا من الدول تفكر في رفض تقديم طلبات جديدة لشراء طائرات من الولايات المتحدة، خوفًا من فقدان السيطرة على قواتها المسلحة إذا انحرفت عن سياسات واشنطن.
وأصبحت هذه القضية حادة بشكل خاص في جمهورية التشيك وألمانيا، حيث تم إبرام عقود بمليارات الدولارات لشراء هذه الآلات مؤخرًا
وقعت وزارة الدفاع التشيكية اتفاقية مع الولايات المتحدة في يناير 2024 لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز F-35 Lightning II مقابل 6.6 مليار دولار، وهي أكبر صفقة عسكرية في تاريخ البلاد.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2031، وستحل الطائرة محل 14 طائرة من طراز JAS-39 Gripen مستأجرة من السويد.
وأكدت الوكالة أن العملية تسير وفق الجدول الزمني المحدد وأن الصفقة تتضمن الدعم اللوجستي وتدريب الطيارين والصيانة.
ومع ذلك، وسط الشائعات حول "التبديل" المحتمل في نظام F-35، اضطرت السلطات التشيكية إلى إصدار تفسير، ونفى مسؤولون في وزارة الدفاع وجود آلية للتدخل المباشر عن بعد في تشغيل الطائرة، لكنهم أقروا بأن الولايات المتحدة يمكنها نظريا تقييد الوصول إلى تحديثات البرامج أو مفاتيح التشفير، وهو ما من شأنه أن يعقد العمليات.
لكن 'براغ" تعتبر مثل هذا السيناريو غير محتمل، لأنه من شأنه أن يقوض ثقة واشنطن بين حلفائها.
من جانبها، أعلنت ألمانيا في مارس 2022 أنها ستشتري 35 طائرة من طراز إف-35 مقابل 8.7 مليار دولار لتحديث أسطولها من طائرات تورنادو القديمة والوفاء بالتزاماتها العسكرية تجاه حلف شمال الأطلسي.
ومن المتوقع أن يتم تسليم الدفعة الأولى في عام 2026.
ومع ذلك، فإن الصحافة الألمانية، وخاصة صحيفة بيلد، دقت ناقوس الخطر في أوائل مارس 2025، عندما تحدثت عن مخاوف السلطات بشأن الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، تخشى برلين من أن تستخدم الولايات المتحدة ما يسمى بـ "مفتاح القتل" - وهي وظيفة إغلاق مخفية - في حالة نشوب صراع سياسي، على سبيل المثال، بسبب نهج مختلف تجاه روسيا.
وتزايدت هذه المخاوف مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أثارت سياساته غير المتوقعة وتهديداته السابقة بإعادة التفاوض على التزامات حلف شمال الأطلسي مخاوف جديدة.
وامتد النقاش إلى ما هو أبعد من البلدين.
وفي كندا، التي طلبت شراء 88 طائرة من طراز إف-35 مقابل 14.5 مليار دولار، كانت هناك أيضا دعوات لمراجعة الصفقة بسبب المخاطر المرتبطة بالسيطرة الأميركية على البرنامج، حسبما ذكرت رويترز. وفي اليونان، التي اشترت 20 طائرة مع خيار شراء 20 طائرة أخرى، اشتد الجدل حول الاعتماد التكنولوجي بعد أن ذكرت صحيفة كاثيميريني أن هناك نقاط ضعف محتملة في مقاتلة إف-35.
ويشير الخبراء إلى أن الطائرة، المجهزة بـ 8 ملايين سطر من التعليمات البرمجية، تحتاج إلى تحديثات منتظمة من شركة لوكهيد مارتن، مما يجعل من المستحيل تشغيلها دون موافقة الولايات المتحدة.
وقال محلل عسكري ألماني لموقع "يوراكتيف" إن الطائرة إف-35 هي "أعجوبة هندسية مرتبطة بالسيطرة الأمريكية"، وهو ما يشكل مصدر القلق الرئيسي.