

عصام عبد الجواد
الحشاشون الجدد
فى رمضان الماضى ظهر مسلسل «الحشاشين» الذي يحكى قصة جماعة متطرفة تدعو إلى مذهب الباطنية الذي أسسه حسن الصباح وهى جماعة فاسدة خارجة عن الإسلام أثارت ضجة ضخمة وقت ظهورها فى القرون الماضية.
لكن على ما يبدو أن هذه الجماعة الباطنية، أو جماعة الموت كما كان يطلق عليها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فقد سميت وقتها بجماعة «الحشاشين» نظرًا لتناول أعضائها نباتات مخدرة تذهب العقل، وقد ظهرت أخيرًا جماعة أخرى بدأت تنتشر وبسرعة الصاروخ فى عدد من البلاد العربية تسير على نفس نهج جماعة «الحشاشين» فقد أثارت جماعة «القربان» فى العراق اهتمامًا كبيرًا فى الأوساط المجتمعية والأمنية لكونها حركة دينية فكرية منحرفة تشجع أعضاءها على الانتحار كقربان للإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، وهى تختلف عن الحركات المتطرفة الشاذة التي تكاثرت فى المنطقة العربية والإسلامية، فهذه الجماعة تمارس الانتحار الجماعى عن طريق القرعة بعد أن يتجمع أعضاؤها فى مكان متفق عليه بينهم ثم تجرى قرعة على عدد منهم ومن تقع عليه القرعة يقوم بالانتحار بقتل نفسه أو شنقها، المهم أن يتخلص من حياته بأى طريقة تقربًا للإمام على رضى الله عنه لأن هذه الجماعة تقدس الإمام على بدرجة كبيرة جدًا لدرجة أنها تدعى الألوهية لعلى بن أبى طالب وتقول: إنه روح الله قد تجسدت فى «على» رضى الله عنه وتدعى أن القرآن الكريم محرف ولا مانع عندهم من تعاطى المواد المخدرة التي تذهب العقل ويعود تأسيس هذه الجماعة إلى شخص يدعى حمدات الشاكر والذي وضع لهذه الجماعة طقوسها واجتماعاتها السرية فى أماكن قريبة من أماكن آل البيت فى العراق وسوريا ولبنان ويقوم باختيار المكان السرى الذي توقد فيه الشموع ثم تبدأ الطقوس الغريبة والتي تنتهى بانتحار عدد منهم.
وقد أكدت المعلومات الأمنية فى العراق أن عددهم حوالى 2500 شخص من متوسطى الأعمار وأغلبهم من مدمنى المخدرات وأن قياداتهم توجد خارج العراق أو بمعنى أدق هاربون خارج العراق، البعض منهم ذهب إلى إيران والبعض الآخر اختفى خارج البلاد وهى تعمل على غسل أدمغة الشباب حتى يستسلم لأوامر الجماعة التي تطالبه بالتخلص من نفسه فيفعل ذلك طواعية وهى حركة تعتبر امتدادًا لحركات الخوارج التي ظهرت منذ عهد الإمام على ومنها الحركة الباطنية التي أسسها حسن الصباح التي تسمى بالحشاشين لدرجة أن هذه الحركة المسماة بـ «القربان» أصبح يطلق عليها جماعة «الحشاشين» الجدد وهى تنتشر فى محافظات البصرة والديوانية وذى كار وحاولوا الوصول إلى النجف فى العراق ولها أفرع فى سوريا ولبنان وغيرها من البلدان الإسلامية وقد حذرت أجهزة الأمن العراقية من خطورة هذه الجماعة.
وقد أصدر مقتدى الصدر فتوى بتحريم طقوس هذه الجماعة وطالب بالقبض على أعضائها وتقديمهم للمحاكمات العاجلة.
وعلى ما يبدو أن هناك جهات أجنبية تقوم بتمويل مثل هذه الجماعات لخلق بلبلة داخل الدول العربية والإسلامية وأصبحت الخطورة فى ضم عناصر جدد لمثل هذه الجماعات عن طريق التواصل الاجتماعى سواء عن طريق الفيس بوك أو غيره من وسائل التواصل.
علينا جميعًا الحذر الشديد من مثل هذه الجماعات الخطيرة فهى أقرب إلى عبدة الشيطان فهم جميعًا خارجون عن الإسلام وعلى كل الأعراف الدينية والأخلاقية والإنسانية والخطورة تأتى من وسائل التواصل الاجتماعى حفظنا الله منها.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا