عاجل
الإثنين 16 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
قمة العُلا.. التعاون المصري الخليجي

قمة العُلا.. التعاون المصري الخليجي

في إطار حرص مصر الدائم على التضامن العربي وقع معالي سامح شكري وزير الخارجية المصري على (بيان العُلا)، وبالتالي تم طي صفحة الخلاف بين دولة قطر من ناحية وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى.



 

أتمنى كعربي قومي أن تكون هذه الخطوة بداية لتكاتف عربي يزال فيه الشوائب بين الأشقاء، وأن يتم تعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة التحديات الجسام التي تشهدها منطقتنا المنكوبة. وما يثلج الصدور هو ترحيب العواصم العربية ومباركتها لهذه الخطوة المهمة في طريق التعاون العربي.

 

بهذه القمة أتمنى أن يغلق الباب أمام الأطماع الصهيونية في منطقتنا الغنية بمواردها. ودعونا نتذكر أن هناك مشروعًا إيرانيًا، ومشروعًا تركيًا متربصًا للمنطقة يهدف إلى مشاركة خيرات العرب. اختيار مدينة العُلا التاريخية قصد به إيقاظ الوجدان الجمعي للعرب، واختيار المبنى الزجاجي الذي انعقدت القمة بداخله قصد به الشفافية والمصارحة والإشارة إلى واقع عربي مرير محاط بتهديدات. فها هو واقعنا واضح لكل ذي بصر أو بصيرة. أمامكم العبث في ليبيا وسوريا ولبنان واليمن والعراق، وقبلهم فلسطين (قضية العرب الأهم). الرائع والجميل في بيان القمة الختامي أنه خلا من الإشارة إلى التطبيع العربي الإسرائيلي.

 

اختلف البعض بين مؤيد ومعارض لانعقاد القمة وقراراتها، ونبشنا الماضي وتاريخ قطر السابق، وتحدثنا عن عدم حضور بعض القادة وتمثيل من ينوب عنهم، ولم نأخذ في الحسبان ظروف كل بلد وترتيباتها المسبقة الناتجة عن جائحة نعيشها جميعًا، ووصل الأمر لدى البعض في احتساب مكاسب قطر من القمة، وتناسى البعض الشرخ العربي الذي التأم. والبعض أسدى اللوم لمصر عن مشاركتها. وأنا أقول إن حضور مصر اكد أهمية دورها كشقيقة كبرى للأمة العربية وأذكر المعارضين للقمة أن أوروبا فقدت في الحرب العالمية 52 مليون قتيل وبالرغم من ذلك ها هي أوروبا تناست جراحها وقتلاها وتوحدت.. (عقبالنا يا رب).

 

أناشد الأشقاء في قطر بضرورة وضع الأطر والأسس التي ترسخ لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأهمس في أذن أصحاب السمو ملوك وأمراء دولنا الخليجية بضرورة الاهتمام بالتعاون الاقتصادي العربي وأذكرهم أن التجارة البينية بين الدول العربية ما زالت متواضعة، وأن الاستثمارات الخليجية لم تعرف الطريق الصحيح إلى الدول العربية، وادعوهم إلى زيادة الاستثمار في الإنتاج الحقيقي الذي يخلق مزيد من فرص العمل لشباب الوطن، بدلًا من التوسع في الاستثمار في الخدمات والمنشآت السياحية والعقار. مؤكدًا على أن الدول الخليجية تحتاج العرب أكثر من الاحتياج العربي للأموال الخليجية.. فسيظل السوق الخليجي ضعيف بسكانها الذين يقارب الخمسين مليونًا، في حين أن الأسواق العربية تقترب من أربعمائة مليون نسمة.

 

سيكون التاريخ شاهدًا للحكام العرب أو شاهدًا عليهم.. ويكفينا فرص التعاون العربي الضائعة منذ تأسيس جامعة الدول العربية، وسيرصد كل عربي نتائج القمة وما يتحقق منها، وهل سيكون لها أثر يفصح عن النوايا الطيبة ورغبات الشعوب أم أنها مجرد سلامات حارة في الغدو والرواحِ عند سلالم الطائرة.

 

ويبقى الأمل.. في أن يحقق القادة العرب رغبات الشعوب الراغبة في التعاون والقادرة عليه.. بهذا سيكون للعرب مشروع يواجه المشروع الصهيوني والإيراني والتركي في المنطقة، وساعتها فقط سيحترمنا الجميع.

 

خبير اقتصادي

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز