منتدى غاز شرق المتوسط.. خطوة على الطريق

بمشيئة الله في علاه أفصحت الأرض عن مكنونات خيراتها لمصر والمصريين ففي أقل من 6 سنوات تحولت مصر من مستورد الى مصدر صافي للغاز. ففي 29 سبتمبر عام 2018 أعلنت مصر عن اكتفائها الذاتي من الغاز. نتج ذلك عن ارتفاع القدرة الإنتاجية اليومية من الغاز لتصل الى 7.2 مليار قدم مكعب، في حين أن الاستهلاك اليومي يصل الى 5.8 مليار قدم مكعب (60% منها على استخدامات الكهرباء و 23% للصناعة و 11% لمشروعات قطاع البترول و 6% للاستهلاك المنزلي.

هذا الإنتاج الضخم أسهم في تخفيف الأعباء المالية، ودعم ميزان المدفوعات والميزان التجاري. حقاً الطبيعة انتصرت لمصر وللمصريين، ولم يكن ذلك من فراغ بل بفضل من الله. والأخذ بالأسباب ومنها ترسيم الحدود البرية وتعيين حدودنا المائية مع جيراننا. لحق ذلك استراتيجية طموحة للطاقة تم تنفيذها بجهود وأيادي مصرية. وبحماية من جيشنا لرد اى انتهاكات من بعض الدول أعداء الإنسانية وكارهي الخير لمصر، الذين حاولوا مراراً وتكراراً عرقلة مصر لكنهم فشلوا.. حمى الله مصر وأهلها.

لمن كانوا يتسائلون .. لماذا تشتري مصر كل هذا السلاح ؟ وانا منهم .. أقول .. للدفاع عن حدودها وخيراتها .. أهمس في آذانكم .. مستقبل الغاز المصري يَعِدْ بثراء كبير لمصر والمصريين .. فلنترك المستقبل للغد .. وأبشركم .. أنتاج مصر من الغاز يعود الى تنمية حقول ومنصات الغاز القديمة، بالأضافة الى الاكتشافات الجديدة وعلى رأسها حقل ظهر العملاق الذي تقدر احتياطياته حوالي 30 تريليون قدم مكعب جعلته الأكبر والأحدث والأضخم في منطقة شرق البحر المتوسط، بالأضافة الى تنمية واكتشاف حقول عديدة ومنها حقل (نورس – أتول – شمال الإسكندرية – غرب الدلتا – ليبرا – غرب بلطيم – دسوق) وغيرها.

لم تتوقف مصر عند هذا الحد بل خططت لتكون مركزاً عالمياً للطاقة ولصناعة الغاز والتوسع في صناعات البتروكيماويات للاستفادة من إمكانياتها الهائلة وبنيتها الأساسية المتمثلة في خطوط نقل الغاز ومصانع الإسالة الحديثة. لحق ذلك تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط والذي مقره القاهرة، وانضم اليه بالإضافة الى مصر كل من قبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية، والكيان. هذا بالأضافة الى عضوية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كمراقبين، بالإضافة الى انضمام كل من البنك الأوربي والبنك الدولي، وقبل ايام انضمت دولة الأمارات الى المنتدى كمراقب. وتجدر الإشارة الى ان المنتدى سرعان ما تحول الى منظمة دولية مثل منظمة اوبك .. ويهدف لـ (إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل لترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية).

بدون شك استفادت مصر من إنتاج الغاز من خلال توفير فاتورة استيراد الغاز، وتخفيض الدعم في الموازنة، هذا مما ساعد على وفورات استخدمت في تحسين منظومة التعليم والصحة والطرق والبنية التحتية خاصة في ظل أزمة جائحة كوفيد 19، بالأضافة الى دعم الفئات الأكثر احتياجاً والعمالة غير المنتظمة. والاستفادة من الطاقة النظيفة الناتجة عن استخدام الغاز بدلاً من الفحم والمازوت.

ويبقى الأمل .. في ان يشعر المواطن بخفض مباشر وواضح في فاتورة استهلاك المنزلي من الغاز.

 خبير اقتصادي