عاجل
الأحد 4 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

"كبار العلماء": التقيد بالإجراءات الوقائية التي حددتها الجهات المختصة واجب شرعي

شددت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على أنه يجب شرعًا التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية، التي حددتها الجهات المختصة لمواجهة تفشي فيروس “كورونا” المستجد.



جاء ذلك في بيان للهيئة، اليوم الأحد، للأمة الإسلامية بشأن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس “كورونا” في ضوء ما تشير إليه التقارير المتتابعة من سرعة تطور وانتشار الفيروس، ومع اشتداد ما يسمى بالموجة الثانية، والتي تشير التقارير إلى أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سرعة انتشاره وشدة تأثيره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه الأعراض، ولا يعلم أنه مصاب به، ولكنه ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه.

وقالت الهيئة، في البيان، "لما كان من أعظم مقاصد شريعة الإسلام الحفاظ على الأرواح والنفوس، فإنه يجب شرعا ما يلي: ارتداء الكمامات التي تقلل من فرص الإصابة بهذا الفيروس المهلك المميت، فالالتزام بذلك واجب شرعي في سائر تنقلات الإنسان أو حال مخالطته لآخرين، وهذا أوجب وألزم في صلاة الجماعة حتى لا يقع المصلي في إثم المخالفة لقوله تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة الآية 195)".

وأضافت "كما يجب شرعًا تجنب المصافحة والسلام بالأيدي والمعانقة والتقبيل من باب أولى، وذلك بناء على ما أوصت به الجهات المختصة؛ احترازًا من الإصابة به أو نقل العدوى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، فدفع الضرر عن الأنفس واجب، والعمل بالاحتياط في هذه الحال واجب كذلك والتهيؤ في المنازل أو في محال العمل لأداء صلاة الجماعة أو الجمعة قبل الخروج إلى المساجد لأداء الصلاة، وذلك بالوضوء أو الغسل؛ فهو يعد من أهم الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص انتشار العدوى، وهو قبل ذلك طاعة عظيمة، وفعل رغب فيه رسول الله إذ يقول: "مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً" أخرجه مسلم.

كما شددت الهيئة على ضرورة التباعد بين المُصلّين في صلاة الجماعة، وأثناء الاستماع إلى خطبة الجمعة، موضحة أن ذلك لا يؤثر في صحة الصلاة ولا في ثواب الجماعة؛ لأنه إجراء احترازي ضروري لمنع تفشي الإصابة بالوباء، مع وجوب تسوية صفوف المصلين مع التباعد. 

وأكد البيان ضرورة عزل أو انعزال من ثبتت إصابته أو ظهرت عليه أعراض الوباء أو اشتبه في إصابته به، وذلك في مستشفيات العزل أو في المنازل؛ منعًا من انتشار المرض والإضرار بالآخرين، وتجنب الذين يعانون من أمراض مزمنة أو أمراض مناعية، وكذا كبار السن أو أي مصاب بارتفاع في درجة الحرارة أو السُّعال وضيق التَّنفس والتهاب الحلق، والتواجد بالأماكن المزدحمة والاجتماعات المغلقة مهما كانت الدواعي والأسباب في ضوء ما أوصت به الجهات المختصة، مع الترخيص لهم في صلاة الجمع والجماعات في البيوت.

ولفتت الهيئة إلى أنه من الضروري تعقيم سائر أماكن التجمعات التي يغلب مرور المصابين أو المشتبه في إصابتهم فيها، كما يجب تعقيم المساجد بمواد كحولية قبل الصلاة أو بعدها، والتنبيه على أن المواد الكحولية المعدة للتطهير والتعقيم طاهرة واستعمالها حلال، بل واجب في مثل هذه الظروف؛ فالأصل في الأعيان الطَّهارة كما تقول القاعدة الشرعية، والتأكيد علي أن أداء صلوات النوافل في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، وذلك أوجب في زمن الوباء، ففي صحيح الحديث قال رسول الله: "صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ» أخرجه البخاري.

وأشارت إلى ضرورة تجنب الاجتماع للأفراح أو التعازي والاقتصار في التهنئة أو التعزية على الهواتف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لما تقرر شرعا من أن مصلحة الأمة مقدمة على مصلحة الفرد أو العائلة، ويثبت لمن عزى صديقه أو قريبه بالهاتف أو عبر وسائل التواصل كامل الأجر.

واختتمت الهيئة بيانها بالقول "وعلى عموم الناس تقدير الظرف الذي يمر به العالم الآن بالالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية؛ امتثالا لقوله تعالى "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" [النساء: 59]".. داعية الله العلي القدير أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يجعل بلدنا مصر آمنًا مطمئنًا وسائر البلدان، وأن يرفع البلاء والوباء عن البلاد والعباد.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز