عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

منسق العلاقات المصرية - الليبية: "أردوغان" أراد تعويض فشله في ليبيا بتحويل آيا صوفيا لمسجد

دكتور عبد العزيز الفضالي
دكتور عبد العزيز الفضالي

أكد الدكتور عبد العزيز الفضالي، منسق العلاقات المصرية- الليبية بالمجلس الأعلى للقبائل العربية، أن الجميع تحالف على “آيا صوفيا” منذ البداية، العثمانيين والروس واللاتين، ولكل طرف أهدافه فكانت نغمة تحول "آيا صوفيا" من كنيسة إلى مسجد في منتصف القرن 15 بعد سقوط القسطنطينية على يد الأتراك العثمانيين الستار الذي أخفى العثمانيون خلفه تخاذلهم عن نصرة الأندلسيين، هذا التخاذل الذي بدا وكأنه اتفاق أن يطلق العثمانيون يد الكاثوليك في الأندلس.



 

ويطلق الكاثوليك، يد العثمانيين في شرق أوروبا، حيث الأرثوذوكسية، التي طالما حلم الكاثوليك بالتخلص منها ومن كنيستها، علاوة على ذلك فإن تحول كنيسة آيا صوفيا لجامع، حقق الانتشار السياسي لمحمد الفاتح في أوساط المسلمين.

تمهيدا لفكرة سيطرة العثمانيين على دول الشرق الإسلامي، تصالحت مصالح العثمانيين مع الكاثوليك والروس في “آيا صوفيا فلم يتحالف العثمانيين مع الكاثوليك.

في غرب أوروبا فحسب بل تحالفوا مع الروس الأرثوذكس في الشرق فاتفقت القوى الثلاث على إسقاط القسطنطينية، قد يتعجب البعض من هذا الطرح ويستبعده، لكن الأحداث وقتها تؤكد المنحى الذي يؤكد أن سقوط القسطنطينية كان لمصلحة كاثوليك أوروبا والروس مثلما كان لمصلحة العثمانيين فالهوية المسيحية لروسيا وروما لم تكن لتزداد قوة ورساخة إلا بسقوط القسطنطينية، فدولة روسيا الناشئة كانت تبحث طيلة القرن 15 والنصف الأول من القرن 16 عن أي شرعية تجعل منها إمبراطورية عظمى ليس مجرد إقليم وكنيسة تابعين للقسطنطينية المركز الأول لكل المسيحيين الأوروبيين في الشرق.

فكان الحل هو أن تحل كنيسة موسكو محل كنيسة القسطنطينية حكام الروس باللقب الإمبراطوري المقدس، ويكون لهم حق الولاية على مسيحيي شرق أوروبا ولذلك روج الروس لفكرة أن "موسكو هي روما الثالثة".

ولما كان الروس على عداء تاريخي مع الغرب الأوروبي فقد تبنى أباطرة الروس فكرة بيزنطة التي تعتبر نفسها الكنيسة الحقة البعيدة عن ضلال كنيسة روما فقد سارت موسكو على نهجها، وكان سقوط أيا صوفيا فرصة لحكام موسكو لوراثة المركز المسيحي الذي سقط في أيدي المسلمين وتكوين "روما جديدة".

فلم يكن القياصرة في موسكو يهتمون بالمسيحية رغبة في حماس ديني، كل ما هنالك أن أباطرة الرومان كانوا يحملون مع اللقب الإمبراطوري لقبًا دينيًا مقدسًا، وبالتالي سعى قياصرة روسيا إلى اقتناص اللقب بعد سقوطه في القسطنطينية. فبتحويل كنيسة موسكو "وريثة بيزنطة" صار لحكام موسكو الحق في ادعاء اللقب الكنسي الشهير "سيد الكون" وكذلك اعتبار "مملكة مقدسة عالمية".

ومن ناحية أخرى نظر الغرب الأوروبي للقسطنطينية على أنها منافس شرس يجب التخلص منه وكان بينهم صراع طويل تعرضت فيه القسطنطينية للاحتلال على يد الرومان الغربيين في 1204.

ونهب الرومان القسطنطينية وخربوا كنيسة آيا صوفيا وظلت الكنيسة مخربة مدة خمسين عاما إلى أن جددت عام 1261.

وأضاف أنه بالتالي أن استيلاء الأتراك العثمانيين في 1453 على القسطنطينية لم يمثل فاجعة للغرب الأوروبي بل كان أمنية حاولوا تحقيقها مرارا وحققها لهم العثمانيون بالوكالة، فسقوط القسطنطينية للغرب الأوروبي يعني نهاية المركز الديني للعالم المسيحي الشرقي وكذلك تحول مركز الثقل السياس. والحضاري لأباطرة اللاتين، تمهيدا ليكونوا القوة المسيحية الوحيدة في العالم.

والآن أردوغان يحاول اللعب بآيا صوفيا مجددا، فحولها لمسجد ونختصر بنود لعبة أردوغان في نقطتين محاولته إن يكون رمزا لمسلمي تركيا، ويكون ندا لكمال أتاتورك رمز العلمانيين، كذلك محاولة تعويض فشله في ليبيا مما أثر على شعبيته في أوساط مؤيديه في العالم العربي الذين رأوا فيه شخصيات تاريخية فخذلهم بفشله، فكان الحل استدعاء التاريخ وعمل بعد بطولة دعائية تستهوي العوام.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز