"صنع في ورشتنا".. شعار رحمة وأبنائها في أيام العزل المنزلي
مروة فتحي
حالة نفسية سيئة سببها العزل المنزلي لرحمة عبد الله، فانعكس ذلك على معاملتها لابنيها مالك "٩ سنوات" ومودة "٦ سنوات" اللذين كانا يتجنباها من ناحية ويتشاجران مع بعضهما من ناحية أخرى، فقررت أن تحول أيام العزل لشيء إيجابي يستفيد منه الأبناء حتى تتحسن نفسيتها فجاءت فكرة ورقة لتقسيم المهام، وإسناد مهام منزلية لكل فرد فيهم حتى يعمل الجميع بالمنزل في نفس الوقت، فبينما تكون الأم في المطبخ للطهي يقوم الأبناء بترتيب أسّرتهم وحجرتهم.
ربما يعجبك
وجدت رحمة أن هذه الفكرة تجعلها تنجز مهام المنزل سريعا وما زال وقت كبير متبق، في حين أنهم معتادون على الخروج والحركة باستمرار بجانب أنهم طوال اليوم لا يفعلون أي شيء سوى مشاهدة التليفزيون، فقررت إنشاء ورشة منزلية في مكان مخصص بالبيت وهو الريسبشن تقوم فيها مع الأبناء في نهاية كل يوم بتصنيع أنشطة مختلفة فنية أو علمية باستخدام خامات متنوعة من خلال إعادة التدوير على أن يتولى الأبناء مهمة تنظيفها وتعقيمها وقد ساهم ذلك في تحسين نفسيتها كما أن الأبناء وجدوا شيئا مفيدا لإخراج طاقتهم ينتظرونه كل يوم بفارغ الصبر.
تقول رحمة: قبل أن ننفذ أي نشاط نعمل بحثا بسيطا على يوتيوب لنعرف كيفية تنفيذه بأبسط الخامات، ولا تقتصر أعمال الورشة على ذلك بل تمتد لتشمل رسومات تقوم بها مودة ونعلقها على الحائط داخل الورشة، ولأن مالك يكتب قصص فأحيانا أطلب منه أن يكتب قصة صفحتين على أن تكون نهايتها سعيدة وذلك يدخل البهجة في نفسي من ناحية ومن ناحية أخرى تكون فرصة لتنمية هذه الموهبة بداخله.
"صنع في ورشتنا" شعار رفعته رحمة وابناها داخل ورشتهم المنزلية وجاءت الصناعات بسيطة بأنامل الصغار لكنها تحمل في طياتها إبداع فنان، وتنوعت صناعتهم ما بين ميكروسكوب مبسط من زجاجة الصابون السائل الفارغة، وفوانيس رمضان من زجاجات بلاستيك وأخرى مصنوعة من كارتونة البيض، بجانب مزهريات ومقالم، بالإضافة إلى رسومات مختلفة للأشياء من حولهم بعيون هؤلاء الصغار.
أضافت رحمة: أطلقنا على هذه الفكرة الورشة لأنها ليست مخصصة لنوعية معينة من الأنشطة، فممكن نرسم أو نعمل أشكالا بالصلصال أو نكتب ونقرأ قصصا، وقد قمنا بصناعة المكتبة باستخدام ثلاثة أقفاص فاكهة وتم ربطهم ببعض ووضعنا بها الألعاب والخامات التي نستخدمها في الورشة فقط.
جوجل نيوز
