والدة شهيد "كفر الشيخ": مستعدة أن أقدم ابني الثاني فداء لتراب الوطن
كفرالشيخ ـ محمود فكري
بالرغم من التضحيات التي يقدمها رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة المدنية في الحرب الشرسة التي تخوضها الدولة المصرية علي الإرهاب الأسود لاقتلاعه من جذوره في كافة ربوع الوطن، تجد أسر الشهداء هؤلاء صابرين بعزيمة قوية يحسدون عليها يقفون فى ظهر الوطن ومساندة الأبطال البواسل الذين لا يترددون لحظة في القضاء على الإرهابيين.
من هذه النماذج ماجدة حسن، والدة الشهيد البطل مجند "محمد فوزي فريد"، ابن مدينة سيدي سالم، الذي استشهد إثر هجوم إرهابي علي كمين بالشيخ زويد في شمال سيناء، التى بدات حديثها قائلة: " فخورة أني أحمل لقب أم الشهيد البطل الذي ضحي بنفسه للحفاظ علي أرض مصر الطاهرة، وحمايتها من الدواعش كلاب النار وتجار الدين.
وأضافت أن الجيش المصري العريق، والعسكرية المصرية شرف كبير لكل من ينتمي إليها، لأنهم هم العين الساهرة علي حماية الوطن وحدوده، ويضحون بكل غالي ونفيس من أجل أمن واستقرار هذا الوطن العظيم.
وتقول أم الشهيد، "محمد": هو ابني الأكبر، وفياض شقيقه الأصغر منه، وابنتي إخلاص أصغر منهما الاثنين، وكان الشهيد هو العائل الوحيد لنا بعد وفاة والده رحمه الله، وكان حسن الخلق ويحافظ علي الصلاة في أوقاتها داخل المسجد، وحينما قام بتجهيز أوراقة ليلتحق بالقوات المسلحة لأداء الخدمة العسكرية، قلت له يا " محمد " أنت العائل الوحيد لنا بعد والدك، أنتظر حتى يبلغ أخوك السن القانوني، فرفض رفض تاماً ، وقال لي خدمة الوطن لها أجر عظيم عندالله، والبعدين يا أميالعسكرية شرف كبير ومش هموت ناقص عمر، وبالفعل ذهب إلي الجيش وقضي به عدت أشهر.
وتكمل أم البطل، تحدثت مع " محمد " هاتفياً قبل استشهاده بساعتين فقط، وأخبرني بأنه لن يراني مرة ثانية لأنه سيستشهد قريباً، بالإضافة إلي أنه حملني أمانة في عنقي ألا أبكي عليه أبداً، وأن أزغرد في جنازته، وأن أقول بأعلى صوت وأمام الناس جمعياً " أنا أم البطل"، كما طلب مني أيضاً أن أقف في جنازته مثل الصقر لأنني قدمت فلذت كبدي لمصر الحبيبة، وهذا أقل شيء يمكن أن نقدمه فداء لتراب الوطن.
وتستكمل والفخر يملأ عينها، أبني قال لي بالحرف الواحد " كفاية يا أمي أن الناس كلها ستقول لكي يا "أم الشهيد البطل "، مؤكدة أن هذه الكلمات حينما سمعتها منه مزقت قلبي وقطعت أحشائي، وأصبحت منتظرة خبر استشهاده في أي لحظة، لأنني شعرت بأنه يتحدث معي من قلبه، الأمر الذي جعلني في حيرة من أمري لأنني وضعته نصب عيني شهيد قبل استشهاده.
وبصوت هادئ قالت أم الشهيد، الحمد لله نفذت كل الوصايا التي أوصاني بها الشهيد، مؤكدة أنها علي أتم استعداد أن تقدم ولدها الثاني الذي أصبح وحيداً فداء لهذا الوطن الذي يسحق منا جميعاً أكثر من ذلك، موضحة أنها تكون في قمة السعادة حينما يناديها الناس بـ " أم الشهيد " ويعاملها الجميع بكل توقير وكأنهم يحملون لها الجميل، لأنها قدمت فلذت كبدها شهيد في سبيل الوطن، منوهة إلي أنها تعيش الآن علي المعاش الذي يصرف للشهيد شهرياً، بالإضافة إلي رحلة الحج الذي أهدتها إليها القوات المسلحة، ومحافظة كفرالشيخ.
من جانبها قال فياض فوزي، شيق الشهيد، أنه يتمني أن يخدم بالقوات المسلحة المصرية، وينتقل إلي سيناء ليحارب هؤلاء الإرهابيين، ويأخذ حق كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم كي يعيش الشعب المصري في أمن وسلام، موضحاً أن الشهيد كانت لديه عزيمة راسخة تظهر من خلال حديثه وهي القضاء علي كل إرهابي في جميع ربوع الوطن وليس سيناء فقط.
ويحكي شقيق البطل، أن الشهيد كان دائما يتمني الشهادة، وحينما كان يستشهد أحد من زملائه في سيناء أتصل عليه هاتفياً وأقول له خلي بالك علي نفسك يا محمد فيقول " أنا نفسي استشهد زيهم، نفسي أنول شرف الشهادة "، مضيفاً أن الشهيد كان دائما يتوعد الإرهابيين ويقول " والله لأزم نجيب حق كل زملائنا وقادتنا، ونقضي علي الإرهاب والإرهابيين".
وتساءل شقيق الشهيد، عن كل هذه العزيمة التي كانت موجودة في الشهيد حتى وصل به الأمر أنه كان يتمني الشهادة في سبيل الله، أو القضاء علي الإرهاب الغاشم في كل ربوع الوطن.