أ.د. رضا عوض
ماذا حدث للجيش السورى
بعد أن خاض الجيش السورى معركة أكتوبر المجيدة عام 1973 على جبهة الجولان بالتزامن مع عبور الجيش المصري إلى سيناء، حيث تحقق النصر، على الكيان الصهيوني، انحرفت قياداته عن هدفه فتحول الى جيش لحماية نظام حكم الأسد وليس لحماية الدولة السورية.
واعتمد الجيش فى عهد الأسد فى تكوينه على الطائفية وأصبحت قياداته من الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمى إليها حافظ الأسد، والتي تشكل حوالى 10% من الشعب السورى بينما تبلغ الأغلبية السنية حوالى 80% من تعداد الشعب السورى.
وبات الدور الأساسى حماية نظام حافظ الاسد ونجله بشار، على حساب تحقيق الامن والأمان للدولة والشعب، وهو ما ساهم فى ترسيخ ممارسات استبدادية لحماية هذا النظام، وممارساته السلبية بحق الشعب، وقمع المعارضة الوطنية، ما أدى إلى خلق فرصة للمتربصين بالدولة لتأسيس مليشيات مسلحة.
وعقب أحداث 2012، فى سوريا، استنفذ الجيش على مدار ١٣ عامًا فى صراع مع المليشيات التي رفعت شعارات تحرير سوريا من النظام الطائفي، فبات هناك من يصف نفسه بـ «جيش سوريا الحر» و«جيش الأسد».
ومع تحقيق المليشيات المسلحة انتصارات على الأرض، استعان الأسد بحزب الله وإيران وروسيا، فاعطى الفرصة لتدخل قوات اجنبية على الأرض السورية، وفى المقابل دعمت قوى دولية المليشيات، وتواجدت أمريكا وتركيا على الأرض السورية، وكذلك إسرائيل التي وجهت ضربات عدة للقوات السورية، وانتهت بالتهام مزيد من الأرض السورية.
ومع اغتيال إسرائيل لقيادات حزب الله، وقيادات إيرانية بضربات لمقراتها فى سوريا، واستنزاف روسيا فى حرب أوكرانيا، يبدو حدث توافق على التخفف من أعباء نظام الأسد.
وعلى ما يبدو حدث توافق بين القوى الكبرى اللاعبة على الأرض السورية، لإنهاء نظام الأسد، واعطاء فرصة لأبو محمد الجولانى لتولى السلطة، وهو ما يفسر الهجوم السريع والانسحابات المتوالية للجيش المنهك على مدار سنوات بعد تخلى داعميه عنه.
والخلاصة أن إسرائيل المستفيد الأكبر فقد دمرت مقدرات الشعب السورى وجيشه، واستولت على المزيد من أراضيه.