نكافح 300 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان
بيطري كفرالشيخ لـ"روزاليوسف" نحن خط الدفاع الأول عن صحة المواطنين
حوار ـ محمود فكري
قال الدكتور عبد الحكيم وكيل وزارة الطب البيطري بمحافظة كفرالشيخ، إن المديرية تشارك في العديد من القوافل الطبية البيطرية المجانية المختلفة، بالتنسيق مع كلية الطب البيطري بجامعة كفرالشيخ، وبعض شركات الأدوية، بعد التأكد من مصدر تمويلها، بالإضافة إلى تحليل أنواع الأدوية، التي تشارك في هذه القوافل للتأكد من صحتها.
وأضاف وكيل وزارة الطب البيطري، في حواره لـ”بوابة روزاليوسف”، أنه يوجد بالمحافظة 10 مجازر رئيسية يتم تطوير 4 منهم بتكلفة مالية بلغة 67 مليون جنيه تقريبا، مؤكدا أن المجازر لها دور رئيسي وفعال في الحفاظ على صحة وسلامة المواطن، وذلك من خلال الكشف على الحيوانات قبل وبعد ذبحها داخل هذه المجازر.. وإلى نص الحوار.
ـ في البداية حدثنا عن الطب البيطري ودوره في المجتمع؟
ليست مبالغة، فالطب البيطري هو خط الدفاع الأول عن صحة وسلامة المواطنين ضد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وهي ما يقرب من 300 مرض مشترك، ولذلك فإن الطب البيطري هو الحامي والمنظم والمانع لهذه الأمراض المشتركة، وعلى سبيل المثال نحن نكتشف العديد من الحيوانات المصابة بمرض السل يوميا، ونقوم بإعدامها والتخلص منها بشكل صحيح، فتخيل لولا دور الطب البيطري في اكتشافها والتخلص منها قبل أن يأكلها الإنسان لأصابت العديد من المواطنين، ولكن بفضل الله الطب البيطري، يمنع ذلك من خلال الكشف الجيد على اللحوم والحيوانات، ومن هنا نؤكد أن دور الطب البيطري في الدفاع عن صحة الإنسان هو دور إيجابي ويقلل بلا شك من مجهود وزارة الصحة.
ـ كيف يتم انتشار الأمراض الوبائية للحيوانات؟
الأمراض الموجودة بصفة عامة تكون في الغالب أمراضا فيروسية على مدار العام، وخصوصًا في موسم الشتاء بسبب وجود الطيور المهاجرة والقادمة من بلاد أخرى في هذه الموسم، والتي ربما تكون حاملة معها الأمراض الفيروسية، ومعدل سرعة هذه الأمراض الفيروسية في الهواء، أو عن طريق ناقلات الحشرات تبلغ 200 كيلو في الـ 24 ساعة، فإذا لم نسبق المرض سبقنا، وإذا حضرت هذه الأمراض الفيروسية، وأخذت سرعتها كاملة أصبح من المستحيل السيطرة عليها بالعلاج، خاصة أنها أمراض فيروسية، يصعب علاجها إذا انتشرت، ولذلك نعمل دائما علي وقاية الحيوات من هذه الأمراض.
ـ كيف تكافح وتسيطر المديرية على هذه الأمراض المعدية؟
نقوم بالسيطرة على هذه الأمراض من خلال تطعيم الحيوانات بشكل مجدول ومنتظم في مختلف مراكز ومدن وقري المحافظة بالكامل، حيث يقوم هذا التطعيم بعمل مناعة في جسد الحيوان بمعدل طبي معين قبل أن تغزو أي نسبة من هذه الأمراض جسد الحيوان، ويتم التطعيم من خلال 42 لجنة تابعة لـ 11 إدارة حقلية، وكل لجنة مكونة من طبيبين، و2 إداريين، وعاملين على الأقل، وتصل هذه اللجان إلي الفلاح المربي للمواشي، أينما كان موقعه في القري والنجوع والحقول الزراعية، حفاظا على الثورة الحيوانية بالمحافظة.
ـ ما الأعداد الدقيقة للحيوانات الموجودة أرض المحافظة؟
نقوم بمعرفة الأعداد الدقيقة للحيوات الموجودة على أرض كفرالشيخ بالكامل من خلال عمليتي "الترقيم ـ والتسجيل"، حيث نقوم بتسجيل وترقيم أنواع الحيوانات التي يتم تطعيمها في جميع أنحاء المحافظ، أثناء حملات التطعيم المختلفة التي تقوم بها المديرية والإدارات البيطرية، وبعد ذلك نقوم بعمل حصر لهذه التسجيل، وطبقا لآخر حصر فإنه يوجد لدينا في كفر الشيخ 243 ألف حيوان مختلف الأنواع ما بين أبقار، وجاموس، وأغنام، وماعز، وغير ذلك من باقي الحيوانات.
ـ كم عدد المجاز الموجودة بالمحافظة؟
لدينا في كفر الشيخ 10 مجازر ذبح رئيسية، منتشرة في المراكز والمدن مساحته المجزر الواحد تتجاوز الـ 84 قيراطا، وبذلك يستوعب أكبر عدد من المواطنين والجزارين المترددين عليه، ويخدم كل مجزر 15 كيلو في محيطة من كل الاتجاهات، ويوجد بكل مجزر محرقة، كما يوجد لدينا أيضا 9 نقاط ذبح عادية موجودين في القرى الكبرى مساحة النقطة والواحدة تتراوح بين 175 مترا إلى 200 متر فقط، وتخدم القرى البعيدة عن المجازر الرئيسية، بالإضافة إلى أنه لا يوجد فرق بين المجزر الرئيسي ونقطة الذبح إلا في المساحة فقط، فنقطة الذبح تؤدي نفس الخدمات التي يقدمها المجزر تماماً دون أي فارق بينهما.
ـ كيف يتم تطوير هذه المجازر.. وتكلفتهم المالية؟
هناك عملية تطوير كبرى للعديد من مجازر المحافظة منهم مجزر فوه الرئيسي، التي يتم تطويره وتوسيعه وإنشاء أجزاء أخرى بداخله بتكلفة 240 ألف جنية تقريبا، فضلا عن وضع 3 مجارز رئيسية أخرى وهم: بلطيم، وبيلا، و دسوق، في الخطة الاستثمارية الجديدة لتطويرهم وتوسعتهم وتحويلهم من مجازر عادية إلى مجازر آلي أو نصف آلي، بتكلفة مالية بلغة 66 مليون جنية تقريبا من قبل وزارة الإنتاج الحربي ووزارة التنمية المحلية، بالإضافة إلى وضع مجزر كفر الشيخ الرئيسي في خطة مديرية الطب البيطري، لتطوير جزء منه بتكلفة 500 ألف جنيه من صندوق التأمين على المذبوحات، وتحسين خدمة المجازر التابع للمديرية لتطبيق الفكرة "النيوزلندية" الجديدة الخاصة بذبح المواشي داخل المجازر، والتي تضمن أن يدخل الحيوان على قدمية، فيخرج من الجانب الآخر مذبوحا ومسلوخا دون أن يلمس الأرض إطلاقا.
ـ كيف يتم الكشف على الحيوانات قبل ذبحها؟
يدخل الحيوان إلى المجزر، ويتم الكشف عليه علي مرحلتين، الأولى يقوم الأطباء بالكشف الظاهري على الحيوان وجسه وتسنينه، لأنه لا يتم ذبح الإناث إلا بعد سن معين طبقا لقانون المجازر، والمرحلة الثانية يتم الكشف على لحوم الحيوان بعد ذبحه، من خلال طبيبين كفؤ فإن اختلفوا في وجود المرض من عدمه يتم استدعاء الثالث لأخذ القرار، أما إذا كانت اللحوم سليمة يتم ختمهما بأختام مختلفة طبقا لعمر الحيوان، لأن كل عمر له ختم وعلامات خاصة مدون عليها تاريخ الذبح وبمادة سرية طبيعية مصنوعه من عصير العنب الأحمر وألوان صحية تاما، وبعد ذلك يتم نقل هذه اللحوم السليمة من المجزر بسيارات مجهزه إلي مكان عرض اللحوم الخاص بالجزار.
ـ لماذا يتم الكشف على الحيوان داخل المجزر بمرحلتين؟
نقوم بالكشف على الحيوان مرتين، لأن هناك أمراضا يكتشفها الأطباء والحيوان مازال على قيد الحياة مثل الحمة، والبرد وغيرها من الأمراض الظاهرية، وهناك أمراض أخرى لم يتم اكتشافها إلا بعد ذبح الحيوان والكشف على لحمة من الداخل مثل أمراض السل، والبوروسل، ونقوم باتخاذ هذه الإجراءات المشددة داخل المجازر، للحفاظ على صحة المواطنين الذين يأكلون هذه اللحوم، لأن مرض السل من الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.
ـ حدثنا عن كيفية التعامل مع لحوم الحيوانات المريضة داخل المجازر؟
إذا تم اكتشاف أي مرض في الحيوان، وخصوصا مرض السل، على الفور يتم إعدام لحم هذا الحيوان إعدام جيدا وبالطريقة الطبية البيطرية الصحيحة، ويكون بحرق للحوم داخل المحرقة الموجودة في المجزر، وفي حالة إعدام الحيوان أو جزء منه لإصابته بالمرض يتم تعويض صاحبه من صندوق التأمين على المذبوحات وتحسين الخدمة بالمجازر الموجود بالمديرية، بعد اتخاذ الإجراءات الإدارية، ثم يتم عن عمل أمر دفع للجزار أو صاحب الحيوان، ونقوم بعمل هذا التعويض حتى لا يقوم الجزارين بالذبح خارج المجزر، فإن ذبح في المجزر وكانت اللحوم سليمة أخذها في سيارة المجزر المجهزة، وإن كانت مريضة أخذ تعويض عنها.
ـ كيف تواجه المديرية عمليات الذبح خارج المجازر؟
يتم مكافحة هذه الظاهرة السيئة بكل بحسم وقوة، من خلال لجنتين الأولى مشكلة من الطب البيطري بالتنسيق الكامل مع مديرية التموين، ومباحث التموين، والصحة، وجهات أخرى، والثانية تشكلها الطب البيطري بالتعاون مع الشرطة ورجال المحليات، وهذه الحملات بنوعيها تقوم بالرقابة على الأسواق والمحال التجارية، وأيضا محلات الجزارة، كما تقوم بمعاينة اللحوم المعروضة لمعرفة كيفية ذبحها داخل المجزر من عدمه، بالإضافة إلى الكشف عليها بشكل جيد لمعرفة صلاحياتها، ثم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.
ـ ما الإجراءات المتخذة تجاه الجزارين المخالفين؟
يقوم أطباء التفتيش بالتعاون مع الإدارة المركزية بالمديرية بتحريز أنواع اللحوم المخالفة، ويتم عمل تقرير طبي ومحضر بنوع المخالفة، ويعرض علي المستشار وكيل النائب العام الموجود بالمركز التابع له المخالفة، وبناء على نوع المخالفة المثبت في التقرير إن كانت اللحوم مذبوحة خارج المجزر ولكنها صالحة، فيقرر وكيل النائب العام أن تباع هذه اللحوم في مزاد علني، ويتم توريد ثمنها إلي المحكمة لصالح الهيئة العامة للخدمات البيطرية على ذمة القضية، أما إذا كانت اللحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي يصرح المستشار وكيل النائب العام بإعدام هذه اللحوم.
ـ هل تشارك مديرية الطب البيطري في القوافل الطبية المجانية؟
لدينا بروتوكول مشترك مع كلية الطب البيطري بجامعة كفرالشيخ، ونقوم بعمل قوافل طبية بيطرية مجانية مشتركة في جميع أرجاء المحافظة بالكامل، خصوصا في القرى والعزب والنجوع الأكثر احتياجا، بالإضافة إلى أن العديد من شركات الأدوية البيطرية التي تشارك في هذا الأمر، ولكن بعد التأكد من مصدر تمويل هذه الشركات، بالإضافة إلى فحص وتحليل جميع أنواع الأدوية بشكل جيد، والتأكد من صحتها، ثم يتم الكشف والعلاج بالمجان تحت إشراف تام .