عاجل
الخميس 13 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في بلاد التنين.. الروح الصينية كلمة السر

"الصين وإدارة أزمة كورونا".. ندوة تناقش أخطر أزمة صحية تواجه العالم

عقدت ندوة ثقافية بعنوان "الصين وإدارة أزمة كورونا" تحت رعاية ما تشيانغ ، نائب رئيس الجمعية المصرية الصينية للتبادل الثقافي و المدير الإقليمي لشركة "وان مينا"بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا .وشارك بالندوة التي عقدت بمقر الشركة بالقاهرة، السيد وانغ هو ، رئيس جمعية التبادل الثقافي المصري الصيني ، و دكتور صلاح عبد الله مساعد الأمين العام للنقابة الطبية المصرية و العضو البرلماني السابق ، و دكتور محمد عزب العرب أستاذ أمراض الكبد والمعدة ، و السفير نعمان جلال سفير مصر السابق في الصين و الكاتب الصحفي كمال جاب الله نائب رئيس التحرير السابق للأهرام.



 

 

أدار الندوة مدحت إمام رئيس تحرير مجلة الصين الأسبوعية، وناقشت الندوة الطريقة التي أدارت بها الصين أزمة فيروس كورونا الجديد .

 

تحدث السفير نعمان جلال ، عن العلاقات المصرية الصينية علي مدار امتدادها خلال القرن العشرين ومدي تلاقي كلا من مصر و الصين في الكثير من الرؤي و المواقف ، الأمر الذي تجلى في التفاهم والتنسيق المشترك و مؤازرة كل منهما الاخري وقت الأزمات ، قائلا: بأن مصر والصين من أقدم وأثري الحضارات في العالم، وهما تنتميان إلي نادي الدول ذات الحضارات العريقة وقد تلاقت الحضارتان علي مر العصور تجاريا وثقافيا، ومع قيام جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر عام 1949 ونجاح ثورة ٢٣ يوليو عام 1952 في مصر، تلاقت توجهات البلدين في الدفاع عن قضايا العالم الثالث، فكان لقاء الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الصيني " شو إن لاي" في عدة مناسبات (رانجون – باندونج)، ثم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 30 مايو عام 1956 .  

 

وأشار إلى أن الصين وقفت مع مصر في قضية التسليح الوطني بعدما رفضت الدول الغربية حصول مصر علي أسلحة لمواجهة إسرائيل ، كما قررت الصين أن تستورد من مصر منتجاتها من القطن في وقت الحصار الاقتصادي الغربي عليها، موضحا بأن الصين أيضا ساندت مصر بقوة في فترة العدوان الثلاثي عليها وكذلك في عدوان ٦٧ ولذلك بادرت مصر بإرسال ١٠ اطنان من المواد و المستلزمات الطبية إلي الصين في أزمة كورونا كرمز للصداقة و التعاون بين البلدين.  

 

من جانبه تحدث السيد وانغ هو ، عن جهود الصين في مكافحة وباء كورونا و الإجراءات التي اتخذتها في هذا الصدد، لافتا إلى أن بلاده اعتمدت أكثر الإجراءات شمولية وصرامة لبناء شبكة وقائية تغطى الأحياء السكنية والأرياف، وتعبر بشكل كامل عن مزايا النظام الاشتراكى ذى الخصائص الصينية، المتمثلة فى وضع الإنسان فى المقام الأول وتركيز القوة لإنجاز المهام الكبيرة.

 

وقال وانغ هو : أن الأمة الصينية مرت بالعديد من المحن علي مر التاريخ لكنها خرجت منها منتصرة ، وأن فيروس كورونا الجديد يعد من اخطر الأوبئة التي انتشرت و لكن الصين واثقة و قادرة علي الإنتصار في هذه المعركة كما أنها مستعدة علي العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ علي الصحة العالمية.

 

و أشار إلى عقد اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اجتماعا، وقرارها بتشكيل فريق قيادي لمكافحة الوباء، وعمل كل الهيئات المعنية على منع انتشار الوباء وإنقاذ المرضى وعلاجهم وتعزيز البحوث العلمية والإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالوباء.  

 

وقال: لقد عقد الرئيس شي اجتماعات دورية و استمع إلي تقارير وقام بزيارات ميدانية ، و وجه تعليماته لكى يغطى العلاج جميع المصابين، مع بذل أقصى الجهود لإنقاذهم، من أجل تحقيق النصر الحاسم فى معركة الدفاع عن ووهان وهوبى. وتم وضع مواد البنية التحتية والمعدات الطبية في موعدها، مما ساهم في بناء مستشفيى هوشينشان وليشينشان، بسرعة مدهشة، خلال 10 أيام تقريباً، فأمكن من خلالهما توفير حوالى 2300 سرير.

 

و أشار رئيس جمعية التبادل الثقافي المصري الصيني، إلي أن الصين تبنت موقف مفتوح و شفاف خلال مكافحة فيروس كورونا ، و لم يقتصر دورها علي حماية شعبها فقط ولكن أيضا ساهمت في امن الصحة العالمية و قد عبرت منظمة الصحة العالمية عن تقديرها لدور الصين في مكافحة الوباء.  

 

وعن العلاقات المصرية الصينية و التضامن المصري مع بكين قال : أن الصين ومصر تجمعهما شراكة استراتيجية شاملة منذ ٦٤ عاما ، مشيرًا إلى المبادرة المصرية  بإرسال 10 أطنان من المستلزمات الطبية الوقائية لدعم الصين في مكافحة فيروس "كورونا" الجديد.  

 

وبدوره ، أكد د.محمد عزب العرب ، إن فيروس ’كوفيد-19‘ اصبح هو الازمة الصحية رقم ١ في العالم الآن ، وان كلا من الشعب و القيادة الصينية قادرين علي تجاوز هذه المحنة بفضل الإرادة السياسية و الإمكانيات الموهلة التي تتواجد في الصين .  

 

وأوضح عز العرب أنه من خلال متابعته للوضع فى الصين فإن نسبة الوفيات بدأت تتراجع ونسبة الشفاء فى إزدياد مؤكداً أن هذا يعتبر بادرة أمل فى أن ينحسر هذا الوباء خلال شهرين على الاكثر كما حدث من قبل مع وباء "سارس" الذى ظهر عام 2002 .  

 

وأكد أن هناك بالفعل بعض الادوية التى تستخدم الأن كعلاج يساعد فى قتل هذا الفيروس فى الصين لكن على مستوى العالم لم يكتشف علاج يقضى عليه نهائياً.  

 

و أشار إلى أن دور منظمة الصحة العالمية دور محوري وأنها تمول الآن اربعة أبحاث لإنتاج لقاح جديد ، لافتا إلي أن كورونا لم يصنف حتي الان كوباء عالمي وان أحدث الأبحاث أكدت أن فترة حضانة فيروس قد تصل إلي ٢٤ يوماً.  

 

وحول التداعيات التى خلّفها هذا الوباء على الاقتصاد الصينى، أكد الكاتب الصحفي كمال جاب الله بأن التأثير الاقتصادي علي الصين قد يكون محدودا و قد يكون التأثير فقط خلال الربع الأول من العام ، مشيرا إلي ان ذروة تفشي الوباء كانت خلال فترة أعياد الربيع الصيني .  

 

وقال : الصين برهنت علي أنها قادرة على تقليل تأثير تفشي فيروس كورونا الجديد على ناتجها المحلي الإجمالي، الذي يمثل نحو 16% من الإجمالي في العالم، ويسهم – كذلك - بأكثر من 30% من النمو الاقتصادي العالمي ، مشيرا إليا أن الإقتصاد الصيني لديه ما يكفى من المرونة للتعامل مع أوجه عدم اليقين المختلفة .   من جانبه ، أستعرض دكتور صلاح عبد الله ، خلال الندوة تاريخ ظهور الأوبئة والأمراض في العالم وتعامل الإنسان معها ، قائلا : أن صراع الإنسان و الأوبئة قديم منذ الخليقة و قد تفتشت العديد من الأوبئة التي واجهها الانسان مثل وباء الطاعون و التيفود و الكوليرا.  

 

وأكد د.صلاح علي أن فيروس كورونا الجديد هو نوع جديد من الفيروسات والذى ينتمى لعائلة كبيرة من الفيروسات التى لديها العديد من الأنواع التي تؤثر على الانسان ، مشيرا إلي أنه حتى الآن ، يبدو أن الفيروس أقل خطورة وعدوى من السارس ، الذي بدأ في الصين في 2002-2003 ووصلت نسبة الوفيات فيه إلي ٦% بينما نسبة الوفيات الناجمة عن كورونا تصل إلي ٢ %. و استبعد العضو البرلماني السابق فرضية المؤمراة وراء تفشي كورونا ، لكنه أكد علي أن المؤمراة كانت حاضرة في التضخيم الإعلامي للحدث و محاولة تشوية دولة كبيرة مثل الصين التي من المتوقع ان تقود العالم بعد ٥ سنوات من الآن.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز