واشنطن بوست: تفشي كورونا يتحول إلى أزمة سياسية
وكالات
سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الضوء على تحول تفشي فيروس كورونا الجديد إلى أزمة سياسية في ضوء إغلاق دولة تلو الأخرى أبوابها أمام معظم المسافرين الصينيين، مع ازدياد عدد القتلى بسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد بدون أي إشارة إلى أنه يمكن احتواء الفيروس قبل أن يصبح أزمة صحة على مستوى الكوكب بأكمله.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أن عزلة الصين المتزايدة تهدد بتحول هذا الوباء الجديد إلى صراع جيوسياسي، مما يزيد من حدة التوترات القائمة بالفعل بين الصين والولايات المتحدة ، وربما يكون له آثار كبيرة على الاقتصاد العالمي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى سريان حظر الولايات المتحدة الذي فرضته على الأجانب الوافدين من الصين في إطار حالة الطوارئ والذي يمنعهم من دخول البلاد اعتبارا من الأحد، لافتة إلى حالة الاضطراب التي تحيط بالكيفية التي سيتم بها سريان هذه الإجراءات حول المكان الذي سيتم فيه بالضبط فحص المسافرين القادمين من الصين والذين يحتاجون إلى الحجر الصحي وإيوائهم في المطارات أو بالقرب منها.
ووفقا للصحيفة، جاءت قيود الولايات المتحدة المفروضة على السفر في أعقاب تقرير صدر أواخر الأسبوع الماضي عن إمكانية انتقال الفيروس من شخص لم تظهر عليه بعد أعراض العدوى إلى آخر.. وفرضت ما لا يقل عن اثنتي عشرة دولة قيودًا على سفر الأشخاص القادمين من الصين... وتشمل هذه القائمة بعض الدول المجاورة التي أغلقت حدودها مع الصين.
وأفادت (نيويورك تايمز) بأن قيود السفر هذه تتعارض مع توصيات الصحة العامة وأثارت غضب المسؤولين الحكوميين الصينيين.
من جانبها، أوضحت هوا تشون يينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن مثل هذه القيود ليست ضرورية، وكتبت هوا تغريدة بهذا الشأن وقالت فيها " إن دولة بعينها غضت الطرف عن توصيات منظمة الصحة العالمية وفرضت قيودًا شاملة على السفر ضد الصين ويمكن أن يجعل هذا النوع من رد الفعل المبالغ فيها الأمور تزداد سوءا، إذ أن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الوباء ".
وأضافت المسؤولة الصينية أن العديد من الدول قد عرضت دعمًا للصين، على عكس كلمات وأفعال بعض المسؤولين الأمريكيين "غير الواقعية وغير المناسبة"، وهي التصريحات التي رأت الصحيفة أنها تلمح إلى وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس الذي قال الأسبوع الماضي إن فيروس كورونا قد "يساعد" في جلب "فرص عمل للولايات المتحدة لأن الشركات ستنقل عملياتها بعيدا عن الصين" .. وأكدت هوا أن "تعليقات الولايات المتحدة غير الودية ليست بادرة حسن نية بالتأكيد".
ويشتبه العلماء في أن العدد الحقيقي للمصابين قد يكون أعلى عدة مرات من العدد الرسمي الذي تعلنه السلطات .. وحتى الآن، توفي 361 شخصًا بسبب الإصابة بالفيروس، جميعهم في الصين باستثناء شخص واحد في الفلبين. ورأت الصحيفة الأمريكية أنه على يبدو فإن أخطر الأمراض بسبب الفيروس تصيب كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية سابقة، وهي معدية للغاية، مضيفة أنه ما لم يتم احتواء الفيروس قريبًا، فقد يصبح وباء ينتشر في كل مكان تقريبًا على هذا الكوكب بنفس الطريقة التي تنتقل بها الأنفلونزا.
وحذرت منظمة الصحة العالمية أمس من أن فيروس كورونا لا ينشر المرض فحسب، بل الأقاويل و الإشاعات و المعلومات المغلوطة، وقالت إن تفشي الفيروس والتصدي له رافقته فوضى هائلة ووفرة كبيرة من المعلومات بعضها دقيق والبعض الآخر لا، مما يصعب على الناس العثور على مصادر جديرة بالثقة وإرشادات موثوقة عندما يحتاجون إليها. ووثق تقرير نُشر الجمعة الماضية في مجلة نيوإنجلاند الطبية مجموعة من الحالات في ألمانيا مرتبطة بسيدة أعمال صينية لم تظهر عليها أية أعراض للمرض عندما كانت في ألمانيا ولم تمرض إلا عندما عادت إلى موطنها.. ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن انتقال العدوى من شخص بدون أعراض هو أمر نادر الحدوث مع فيروس كورونا.
وكتبت منظمة الصحة العالمية إن "الأشخاص الذين يعانون من أعراض سينشرون الفيروس بسهولة أكبر من خلال السعال والعطس"... وقررت إدارة ترامب الجمعة منع المواطنين غير الأمريكيين الذين كانوا في الصين مؤخرًا - وليس فقط في ووهان أو في مقاطعة هوبي - مؤقتًا من دخول الولايات المتحدة، مع القليل من الإعفاءات، على أن يتم السماح للمواطنين الأمريكيين الذين كانوا في مقاطعة هوبي خلال الأيام الأربعة عشر السابقة بالعودة إلى البلاد ولكن سيتم عزلهم.
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إنه مع تباطؤ السلطات في الاعتراف بهذا المرض الأخير باعتباره فيروسًا جديدًا والتأخر في تحذير الناس منه، يستمر عدد الإصابات في الازدياد على نحو هائل، ليتجاوز العدد الإجمالي المصاب بالسارس.