المعدن النفيس

معدن المصريين مختلف عن معدن أى شعب على ظهر الكرة الأرضية فهو معدن لا تستطيع أن تصفه بغير أنه معدن نفيس لا يقدر بمال فهو معدن صلب لا يستطيع أحد مهما كان قدره أو إمكانياته أن يفل هذا المعدن أو أن يؤثر فيه، وقطعًا لم يقرأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تاريخ المصريين ولم يستفد من فترة حكمه الأولى التي يبدو أنها لم تعطه أى خبرة على الإطلاق فى معرفة طبيعة المصريين وشخصيتهم ومعدنهم ويبدو أنه لم يقرأ تاريخ المصريين القديم والحديث وكيف استطاعت مصر بسواعد أبنائها أن تكون مقبرة للغزاة وأنها استطاعت أن تصد كل هجمات الأعداء وتنتصر عليهم مهما كان حجمهم ومهما كانت قدراتهم العسكرية.

فعلها ترامب دون أن يدرى وأعاد إلى الأذهان مواقف سطرها المصريون بحروف من ذهب عندما أزاحوا من طريقهم الخلافات والأزمات وأعلنوا وقوفهم خلف قيادتهم السياسية وتقديم الدعم الكامل لها فما زال الجميع يذكر عندما أصبحت مصر على قلب رجل واحد بعد نكسة 1967 وكيف تحولوا إلى مقاتل واحد فى معركة العبور والنصر فى أكتوبر المجيد، وحتى السنوات القليلة الماضية عندما أرادت مصر أن تشق قناة السويس الجديدة فجمع الشعب المصري كل ما تحتاجه القناة من مليارات الجنيهات فى أيام معدودة وهو ما يؤكد أن الشعب المصري على قلب رجل واحد فى وقت الأزمات، فعندما أطلق ترامب تصريحه السخيف عن عملية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ما هى إلا دقائق قليلة إلا وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعى فى معركة وجود حقيقية من خلال آلاف المنشورات الرافضة للطرح الأمريكى وتحولت هذه المنشورات إلى حالة غضب شديدة ضد هذا التصريح وفى نفس الوقت تحول هذا الرفض إلى دعم كامل للقيادة السياسية وموقفها الرافض وطالب الـ120  مليون مصري بالوقوف ضد هذا التصريح مهما كانت نتيجته، المصريون دائمًا وأبدًا تجدهم خلف قيادتهم فى وقت الشدة ووقت الأزمات وينسى الجميع خلافاتهم السياسية ويتجاهل أى شىء كان ينغص عليه حياته فأرضه وعرضه وتاريخه أهم من أى شىء، كرامة المصريين وشموخهم يجعلهم يرفضون رفضًا قاطعًا أن يكونوا لعبة فى أيدى هذا المعتوه الساكن فى البيت الأبيض وكل مصري على أرض الكنانة مستعد أن يضحى بروحه من أجل هذا الوطن والجميع يقول للقيادة السياسية نحن معك ومن أمامك ومن خلفك ضد هذا المجنون الذي لا يعرف تاريخ مصر ولا معدنها النفيس الذي يظهر حقيقته وقت الشدة.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.