عاجل
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

رضا طاهر الفقي يكتب: مجدي يعقوب وجهه أنار عتمتنا

وجهه أشبه بالواحة الوارفة في صحراء جدباء.. وجهه مثل حضن الأم الرؤوم يهرع إليه كل خائف وملهوف ليضمه هذا الوجه في حنان.. وجه ملأته تجاعيد الرجل الحساس الذي أرهقته أحاسيسه.



 

 

وجه يذكرني ببوذا تهبط عليه المثل وتضيء نفسه بالمعرفة وتمنحه تلك المثل والمعرفة القدرة على رؤية الأشياء كما هي وكما يجب أن تكون.. وعلى وجهه ذلك القلق العظيم كما قال بوذا، المعرفة قلق عظيم وجهه يوقظ في النفوس دائما الشعور بالحنان والعطف وإنارة الدروب المظلمة.. رحلة يعقوب منذ تخرجه في كلية الطب حتى الآن شعارها: هو أنني أجد لذة في مواجهة الصخور والمستحيلات والعقبات وأجد لذة في مصارعتها والسقوط تحتها أحيانا والوقوف على قدمي دائما.. ليس ليعقوب متعة في حياته مثل إجراء عملية واستقبال قلب جديد خال من الآلام والأمراض حتى يصبح هذا القلب وافدا جديدا أخرج إلى النور والعافية بعد عتمة المرض وظلمته.

 

 

وكل قلب علاجه أصبح صديقا له وزميلا في الإنسانية.. أمام منضدة العمليات تأكد إيمانه بالنوع الإنساني وأمامها كذلك تأكد إيمانه بالحب للإنسان أي إنسان، وهو إيمان حازم وجازم.. قائلا إنسانية بلا حب هي إنسانية فاشلة، والحب هو الأساس الذي لا تستقيم الحياة من دونه.. مؤمنا بتلك المقولة الخالدة إذا قيل لك بأن المسيح كان يشفي بالحب فصدق.. أغرب ما أكدته له منضدة العمليات إيمانه بالمعجزة، فإن يعقوب العالم العبقري الذي قضي حياته في المعامل والتجارب والعمليات يؤمن بالمعجزة فهو يقول أنا أؤمن بالمعجزات وفي كل يوم أراها كطبيب ويحار عقلي ولا أملك إلا أن أقف مبهوتا مذهولا وحائرا وفي المواقف الحرجة الكثيرة لا أملك إلا أن أصلي من أجل الإنسان.. وأقول لك لولا ما يشعر به الطبيب من الغبطة عند شفاء مريض تحرجت حالته ما بذل مجهودا جديدا وإضافيا ليبحث حتى يشفي كل المرضى.

 

 

كان يعقوب دائما منذ أمد بعيد، وهو في كفاح مستمر مع قوى خطرة مثبطة مجهولة وغامضة، لكن كل مشاق الرحلة ومتاعبها وموافقها العنيفة الحرجة يعوضها ويمسحها شيء واحد هو ابتسامة السعادة التي يشاهدها في وجوه المرضى وأهلهم عند الشفاء.. قال ذات يوما لأم ذهب لقلب ابنتها الموجوع وحينما همت بشكره قال لها: أنا في أي مكان فيه قلب يعاني، إنها الإنسانية، التي تمتع بها يعقوب منذ النشأة والتكوين في بلبيس، حينما صنع له الأب تلك المنظومة من الحب حتى سار محبًا لكل للإنسان كل الإنسان يعكف يعقوب على أبحاثه وكتبه الطبية في نظام يومي منذ تخرجه حتى الآن حتى خرج لنا طبيب من اعظم من أنجبت مصر، ويعد يعقوب المتحدث الرسمي باسم القلب على مستوى العالم.. مجدي يعقوب وجه بحق أنار عتمتنا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز