محمد رمضان تحت مقصلة جماهير الأهلي
وليد العدوي
عندما تبحث عن مصدر قوة القطبين الأهلي والزمالك، فلن تستطيع الخروج من دائرة الجماهير، تلك القوة الكامنة عبر التاريخ في هذين الكيانين العملاقين، وبسببها يتجاذبهما الجميع، بل ويخطب ودهما القاصي والداني باستمرار، ولا عجب في أنهما يديران منظومات مختلفة قد تصل إلى حد التأثير على مقاعد سياسية بحجم مجلس النواب مثلًا، إذن فلا عجب من السيطرة الكاملة على منظومة كرة القدم، وما يحمله المستطيل الأخضر، فلا يستطيع أي فرد مهما علا نجمه وشأنه أن يصادم بتلك الجماهير الغفيرة ويعاندهم لمجرد بعض الأفكار في رأسه، وحتى تكون تأشيرة العبور سليمة إلى قلوبهم لا سبيل إلا الانصياع لقوانينهم التي لا تخرج عن قوانين الذوق المجتمعي العام، ولم لا؟ وهم من أصل نسيج المجتمع المصري.
مؤخرًا، لقنت جماهير الأهلي الممثل محمد رمضان درسا لن ينساه، عندما رفضت في تدوينات عبر صفحات مختلفة حضوره مباراة السوبر المحلي بين القطبين الأهلي والزمالك في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الخميس المقبل، حيث أراد رمضان ركوب موجه الجماهير في الحدث الرياضي، من خلال تقديم حفل غنائي على طريقته في السنوات الأخيرة، قبل كلاسيكو العرب، إلا أن جماهير القطبين وتحديدًا الأهلي أظهرت تفاعل ووعي غير عادي اتجاه قضايا المجتمع، وأعلنت رفضتها بشكل قاطع وتام ظهور رمضان، كما أعلنت طريقة التعامل معه، حال ظهوره على المستطيل الأخضر، من خلال تجاهل النظر إليه ومنحه ظهورهم، ردًا على موقفه اتجاه أزمة الطيار أشرف أبو اليسر.
وكانت القضية شهدت جدلًا واسعًا على الصعيد الاجتماعي، بعد أن تسبب رمضان في فصل الطيار أبو اليسر الذي اصطحبه في رحلة طيران إلى السعودية، وسمح له بدخول كبينه القيادة والجلوس والتصوير فيها وهو في مقعد القائد، الأمر الذي تسبب في استبعاد الطيار وفصله، لتشهد القضية مراحل متطورة ما بين تعهد رمضان بتعويض الطيار، قبل أن يتنصل من وعوده، ليصل به الحال إلى حد التهكم عليه عبر فيديو تمثيلي يؤديه وهو يرقد على سرير في المستشفى، مدونا على الفيديو جملة يقول فيها «الطبيب الذي قام بتصويري تم إيقافه عن العمل مدى الحياة»، ليفتح رمضان النار على نفسه، وتدشن له الجماهير هاشتاج يطالب بمنعه من الظهور، وعدم التفاعل مع أعماله في إشارة لبدء الحرب عليه.
سرعان ما أتت الثمار، وحذف رمضان "بوست" خاصًا به من على صفحته الشخصية «إنستجرام»، سبق ونشره في يوم 29 يناير الماضي، قال فيه «إننا على موعد في لقاء السوبر بأبوظبي»، قبل أن يصطدم بالحشد الجماهيري، الذي حكم عليه بعدم الظهور، ليحذف رمضان البوست، ويثير التكهن بإلغاء حفله، حيث لم تخرج أي تصريحات رسمية من أي جهة تؤكد إقامة أو إلغاء الحفل ليظل الأمر معلقًا.
جماهير الأهلي أظهرت عقلانية وحيادية في التعامل مع القضية، لتصدر أحكام، قد تكون الوحيدة خير تعويض لما تكبده الطيار المستبعد من عمله، كما أنها نفس الجماهير التي دفعت الثمن غاليًا، بعد أن شجعت الزمالك في السوبر الإفريقي أمام الترجي، لتجد نجوم كبيرة بحجم لاعبي الزمالك السابقين مثل أحمد عيد عبد الملك أو أحمد حسام «ميدو»، يهاجمون الأهلي، بعد الفوز بالكأس، بل ويعلنون أمنيتهم الدائمة لخسارة الأهلي كجراء طبيعي متبع في كل دول العالم، فما كان إلا سكب مزيد من البنزين على النار المشتعلة، قبل كلاسيكو العرب في الإمارات.