عبد الدايم : معرض الكتاب يستعيد شبابه بعد الخمسين
الثقافة تدخل العمق الاستراتيجي في القارة السمراء
لأول مرة اختيار سفراء للترويج للمعرض خارجيًا
حوار - محمد خضير
تصوير - إسراء سعد
تولي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أهمية كبيرة للعمل الثقافي، ووصول الخدمات الثقافية لمستحقيها، باعتبار أن الثقافة هي القوة الناعمة، لأي دولة قوية تبني وتؤسس البنيان العام للإنسان، في كل زمان ومكان.
كما يبرز دور الثقافة المصرية، من خلال تطور العمل الثقافي، من خلال ما نشهده من عمل وتقدم في مستوى العديد من الأنشطة والمحافل القومية والدولية، داخل مصر وخارجها بشكل متميز، وتسعى جاهدة للوصول بالمنتج الثقافي والفني في كل ربوع مصر الثقافية.
"بوابة روز اليوسف"، التقتها وتعرّفت منها على سبل هذا العمل، على هامش انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحادية والخمسين، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتعرّفت منها على سبل هذا التطور، وما تقدمه وتسعى لتقديمه من عمل يساهم في بناء العقل والوجدان المصري، وما يشهده معرض الكتاب من عمل في دورته الحالية فيما يلي:
ماذا عن الجديد الذي يقدمه معرض الكتاب هذا العام لجمهوره في دورته الواحدة والخمسين؟
- تشهد الدورة الواحدة والخمسين تطورًا كبيرًا، حيث 40 دولة عربية وأجنبية، بزيادة 5 دول عن الدورة الماضية، ويشارك بها 900 دار نشر، بزيادة 153 دار نشر عن الدورة الماضية، منها 594 ناشرًا مصريًا، و255 ناشرًا عربيًا وأجنبيًا، و7 ناشرين للكتب الإلكترونية، و41 مشاركًا ضمن مكتبة سور الأزبكية، و3 مشاركات لذوي القدرات الخاصة، كما تم لأول مرة اختيار سفراء للترويج للمعرض خارجيًا.
ماذا عن نشاط البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب وما يقدمه لجمهور المعرض؟
- وضعت اللجنة العليا للمعرض خطة كبيرة، وبرنامجًا قويًا يقدم 925 فعالية متنوعة ما بين ندوات ثقافية، وورش، وعروض فنية يشارك في تقديمها 3502 مشارك، وتم زيادة مساحة المعرض، لتصل إلى ٤٥ ألف متر مربع، بزيادة قدرها 5 آلاف متر عن الدورة الماضية. كما أن هذه الدورة تشهد لأول مرة إطلاق تطبيق إلكتروني باسم "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، يساهم في التيسير على الزائرين لمعرفة أماكن دور النشر، وما تعرضه من الإصدارات بجميع بياناتها، والفعاليات المُصاحبة ومواعيدها، كما يشارك في المعرض جناح خاص بحلايب وشلاتين، كما يفتح المعرض أبوابه بالمجان لذوي القدرات الخاصة، وأبناء الشهداء من أسر القوات المسلحة والشرطة المصرية، وذلك تقديرًا من الوطن لأصحاب الهمم، وتضحيات الأبطال في سبيل رفعة الوطن.
وما العقبات التي واجهت إقامة المعرض.. وسبل حلها للتسهيل على الزوار؟
- استطعنا العمل على تقديم هذه الدورة بشكل مبتكر، واستوعبنا دور النشر، التي تقدمت لتشارك بالمعرض، وتم توزيعها على ٨٠٨ أجنحة، بزيادة 86 جناحًا عن الدورة الماضية، وكذلك إتاحة 100 أتوبيس لنقل زوار المعرض، بالتعاون مع هيئتي النقل العام، والسرفيس، ومحافظة القاهرة، ومواصلات مصر، من خلال 8 مسارات من الميادين العامة، بأجرة موحدة 6 جنيهات، من بينها أتوبيسات ذكية وصديقة لذوي القدرات الخاصة.
وماذا عن المشاركة الإفريقية هذا العام.. وحلول السنغال ضيف شرف هذه الدورة؟
- بالطبع.. العلاقات بين مصر والسنغال، إحدى الصور المميزة للتعاون بين أبناء القارة الواحدة، بالإضافة إلى أن دورنا في التوجه المصري إلى العمق الاستراتيجي في القارة السمراء، ولذلك جاء اختبار السنغال ضيف شرف المعرض تتويج لهذا التعاون، كما سوف تشارك مصر في بينالي دكار للفنون ٢٠٢٠ وتم قبول الدعوة لمشاركة مصر كضيف شرف في معرض دكار الدولي للكتاب نهاية عام ٢٠٢١، وتناقشنا مع وزير الثقافة السنغالي إعداد بروتوكول للتعاون الفكري والثقافي يهدف إلى تنظيم فعاليات تبادلية تدعم العلاقات بين الشعبين، وتتيح الاطلاع على الحالة الإبداعية في المجتمعين.
كيفية العمل مع الوزارات والهيئات التي تشارك في معرض الكتاب!
- هناك تعاون كبير ومشاركة متميزة في تمثيل الوزارات والهيئات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهناك تعاون وتواصل مستمر مع وزارة الشباب ووزارة الأوقاف والتربية والتعليم، ويقوم وزير الأوقاف بجهد كبير لخدمة المجتمع والاهتمام الشديد بتناول بعض الموضوعات المهمة، بهدف دعم الخطاب الديني الوسطي المستنيرة.
كما أننا نتعاون في مجال النشر في إطار توجه الحكومة المصرية للتكامل والترابط الفاعل بين مختلف الوزارات، خاصة الثقافة والأوقاف لما يتحملانه من مهام تتعلق بالوعي المجتمع، كما تم طرح مشروع رؤية الذي ينشر كتب توعوية تعكس هذا التعاون الكبير على أرض الواقع ويأتي كإحدى ثماره، باعتباره مشروعًا تنويريًا يسعى إلى دعم التجديد الحقيقي للخطاب الديني وآليات التأهيل وبناء الوعي لدى أفراد المجتمع.
وماذا عن الإصدارات والكتب التي تطرحها قطاعات وزارة الثقافة؟
تطرح قطاعات الوزارة العديد من الكتب المخفضة في مكتبة الأسرة بمعرض الكتاب، إضافة إلى العمل على إعادة مشروع القراءة للجميع، بعد العام الخمسين من عمر المعرض، نستطيع القول إنه هذا العام يستعيد شبابه من جديد، خاصة أن هذا العام هو العام الأكثر تنظيمًا، من خلال إرشادات وتوزيع الأجنحة وإرشادات خاصة القاعات والندوات.