عاجل
الأربعاء 16 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

ويثمن التنسيق والتكامل مع الأزهر

آل الشيخ: مؤتمر الأزهر يعقد في وقت مهم لمواجهة تحديات الأمة

وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودى
وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودى

توجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، بوافر الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية، رئاسةً وحكومة وشعبا، وعلى رأسهم الرئيس المجاهد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على ما يبذلونه من جهود كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر والسلام والوسطية والاعتدال ومواجهة تيارات الغلو والإرهاب والإلحاد والانحلال. 



  وأضاف آل الشيخ- خلال كلمته في مؤتمر الأزهر بعنوان "تجديد الفكر الإسلامي": "ليس مستغربًا على أرض الحضارات العريقة، منارة العلم والعلماء، مصر الإسلام والعروبة، ثم إني أشكر لكم ثانيةً لما شرفتموني به من ألقاء كلمة المشاركين، وإنه ليطيب لي أنقل لكم جميعًا تحيات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله- وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتمنياتهما بأن يديم الله على جمهورية مصر العربية رئاسة وحكومة وشعبًا الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. 

 

وأكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي أنهم في المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين يشيدون ويعتزون بالعلاقة المتينة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة في جميع المجالات وما يحظى به مجال الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من تعاون وثيق بين وزارتنا وبين المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف. 

 

وثمن آل الشيخ التنسيق والتكامل بيننا في ملفات الشؤون الإسلامية والتعزيز الوسطية والاعتدال وتجديد الخطاب الديني ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتيسير بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها ولا يتعارض مع ثوابت الإسلام وقيمه الراسخة ولا مع القيم العربية ذات الأصالة الخالدة وذلك بدعم غير محدود من القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر العالمي، يعقد في وقت مهم تواجه فيه أمتنا تحديات كبيرة لها تأثيرها على أمن المنطقة واستقرار دولها وتعايش شعوبها.

 

ويأتي هذا المؤتمر في سياق الجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر الشريف لتحقيق المعاني السابقة، بحضور هذا الجمع الكريم من الدول المشاركة من خلال أوراق العمل والبحوث والنقاشات التي سيثريها كبار العلماء والباحثين المتميزين، في مختلف محاور المؤتمر وجلساته التي نثق بإذن الله بأنها ستخرج نتائج قيمة وتوصيات نوعية ستنعكس إيجابيًا على واقع المسلمين في قضايا التجديد في العلوم الإنسانية المختلف ومواجهة الفكر التكفيري المتطرف، وتفعيل المؤسسات الدينية في تطوير الخطاب الديني ورؤية الفكر الإسلامي للتعايش الإنساني بين اتباع الأديان والمعتقدات والمذاهب ومعالجة المشكلات الفكرية واستثمار القوة البشرية في التنمية الاقتصادية والنهضة الحضارية وتوجيه قطاع الشباب إلى الاشتغال ببناء قدراتهم وتوظيفها لخدمة بلدانهم والإسهام في عزها وازدهارها والابتعاد عن مزالق الانحرافات الفكرية وتيارات الغلو والتطرف والإرهاب والتحريض والإلحاد والانحلال. 

 

وتابع: "لا شك أن هذه القضايا لها أولوية كبرى لدى القادة والعلماء نظرا للمتغيرات الاستثنائية والتحديات الكبيرة التي يمر بها العالم أجمع، ويمر بها العالمان العربي والإسلامي بشكل خاص، والتي أثرت سلبيًا على وحدة المسلمين وقتهم وتعاونهم وأمنهم واستقرارهم وعلى التنمية في جميع دولهم وعلى علاقاتهم بغيرهم".

 

وشدد على أن المملكة العربية السعودية تولي هذه القضايا أهمية قصوى وقد حققت نجاحات نوعية في معالجتها، مشيرا إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهم الله جعلت من أولوياتها تجديد الخطاب الديني وترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومواجهة خطابات الغلو والتطرف والأحزاب المنحرفة، وتعزيز ثقافة الحوار على جميع المستويات والتركيز على شريحة الشباب من الجنسين، لأنهم يمثلون الأغلبية في المجتمع تأهيلًا وتدريبا ورعاية للموهوبين وتمكين لهم من التأثير في المجتمع.

 

وأوضح أن تجديد الخطاب الديني ليس ببدع من القول أو الفعل في الإسلام، فالله تعالى ينسخ ما يشاء ويحكم بما يشاء، مستشهدا بقول الله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير"، لافتا إلى أنه لم يزل علماء المسلمين يولون مسألة الاجتهاد عنايتهم لأن بالاجتهاد ينظر العالم في الأدلة ويعملوها حسب الدلات والمتغيرات. 

 

وأشار إلى أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ولكل حال وصلاحيته لهذه الأمور ليس من جموده، بل إنما هو من التجديد الذي يفهمه العلماء والله تعالى يقول: "كتاب أنزلناه إليك مباركًا ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، وهذا الفعل ليدبروا جاء بصيغة المضارع الدال على الحال والاستقبال مقرونًا بلام التعليل ولم يأت مخصوصًا به زمن معين أو جيل دون جيل، وكم من أمر عرف العلماء المتأخرون دلالة الآيات عليها ما لم يعرفه من تقدمه لأن المتأخر يرى الآية ماثلة بين عينيه بما فتح الله به من تطور في الصناعات والتنمية وغيرها، ومن راجع كتب العلماء من المفسرين وشرح الأحاديث والفقهاء والأصوليين وجد أمرا عجبا حينما ينزلون الآية ويمثلون لها بما وقع في عصرهم كحال علماء المذاهب الأربعة ممن حصوا النوازل بأحكام اجتهدوا فيها وقبلهم الخلفاء الراشدون- رضي الله عنهم- كما قال عمر- رضي الله عنه- حينما تغير حكم في قضية (تلك على ما قضينا وهذا على ما نقضي)، ولم تكن هذه الأحكام تكلم فيها من سبق لأنها لم تكن موجودة أسبابها لديهم ولم تقع لديهم في وقتهم ولا نريد التعداد فليس المقام هنا مقامه وإنما المراد بيان أن في ديننا فسحة للاجتهاد وليس كغيرنا جامدين مقلدين معطلين عقولنا.

 

ولفت إلى أن الجمود ومجرد التقليد يعطي انطباعًا عن المسلمين بأنهم ضد استغلال العلم والخيرات التي مكننا الله تعالى منها، والله تعالى يقول: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"، ويقول: "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز