"بوابة روزاليوسف" تصحبكم في جولة داخل مصنع قطارات السكك الحديد ومترو الأنفاق
تصوير- إسراء سعد
تحقيق- هند عزام
اللواء إسماعيل نجدي: توطين الصناعة وتأهيل الفنيين أحد عناصر استراتيجية الإصلاح والأيدي الناعمة تطوع الصناعات الثقيلة
تعاقدنا مع شركات عالمية لنقل الخبرات ونسعى لتصدير منتجاتنا للعالم
رئيس شركة سيماف لتصنيع عربات السكة الحديد: استطعنا الحصول على تكنولوجيا صنفتها دولها الأم بالسرية جدًا
نستعين بخبرات خرجت على المعاش لنقل المهارة للشباب
25 مليون جنيه تكلفة عربة القطار الجديدة ونرفع كفاءة القطارات العاملة بالخدمة
خطوات جدية بدأتها الحكومة المصرية، للنهوض بمنظومة السكك الحديد، لجعلها أكثر قدرة على خدمة المواطن المصري الذي عانى كثيرًا من ترهل وشيخوخة قطارات مصر.
"بوابة روزاليوسف"، فتحت ذلك الملف، سعيًا منها للوقوف على ما يتم إنجازه، في البنية التحتية، أو القطارات ذاتها، بل وتدريب وتأهيل الأيدي العاملة الفنية بتلك المنظومة وما يخدمها من صناعات ثقيلة.
الإصلاحات بدأت بصياغة رؤية لعلاجات جذرية، وشراكات مع شركات عالمية، ومحاولات لتوطين صناعة عربات القطارات والجرارات لإنتاجها محليًا، وتدريب العمالة الفنية المصرية لتواصل المهمة.
"بوابة روزاليوسف" تجولت في مصنع عربات السكك الحديد ومترو الإنفاق لكن قبل أن نصحبكم لجولتنا، نستعرض معكم بعض ما تم من إصلاحات.
وفي بداية الجولة كشف اللواء إسماعيل نجدي رئيس مجلس إدارة شركة "سيماف" أن وزارة النقل في إطار خطتها للنهوض بالسكة الحديد تسعى إلى توطين الصناعة وتأهيل الفنيين أحد عناصر استراتيجية الإصلاح والأيدي الناعمة تطوع الصناعات الثقيلة، مشيرًا إلى شركة سيماف تعاقدت مع شركات عالمية لنقل الخبرات وتسعى لتصدير منتجاتها للعالم.
وقال إن شركته استطعت الحصول على تكنولوجيا صنفتها دولها الأم بالسرية جدًا، لافتًا إلى أنه يتم الاستعانة بخبرات العاملين الذين خرجوا على المعاش لنقل المهارة للشباب
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة سيماف لصناعة عربات القطارات أن تكلفة تصنيع عربة القطار الجديدة تتكلف 25مليون جنيه، مشيرًا إلى أن هناك خطة لرفع كفاءة القطارات العاملة بالخدمة.
وكانت وزارة النقل قد بدأت مشروع تطوير الأعمال الإنشائية لعدد 1102 مزلقان حيث أُنجز نحو 625 مزلقانًا وكذلك مشروع أعمال تطوير نظم التحكم والتشغيل لعدد 1120 مزلقانا حيث تم تنفيذ نحو388 مزلقان ووجه وزير النقل بضرورة العمل على مدار الساعة للانتهاء من هذا المشروع، وفقًا للجدول الزمني للانتهاء من تطوير كافة المزلقانات لزيادة معدلات السلامة والأمان ورفع كفاءة التشغيل على الشبكة، خاصة المرتبطة بمشروعات تطوير وتحديث كهربة إشارات خطوط السكك الحديد، وكذلك متابعة مشروع تطوير وتحسين 181 محطة سكة حديد حيث تم الانتهاء ما يقرب من تحسين 119 محطة وجار العمل في تحسين عدد من المحطات الأخرى بالمشروع لتحسين الخدمات المقدمة للركاب.
وفي إطار خطة التطوير تم توريد100 جرار جديد من شركة GE الأمريكية وإعادة تأهيل 81 جرار GE من الأسطول الحالي، وتوريد 50 جرارًا جديدًا من شركة PRL وتحديث 50 جرار هنشل وعمرة 41 وكذلك مستجدات تصنيع وتوريد 6 قطارات جديدة لركاب مع شركة "تالجو" الإسبانية وتوريد 40 عربة توليد قوى جديدة وتحسين 200 عربة مطورة، حيث تم دخال وتشغيل 20 عربة من هذا المشروع وكذلك توريد 140عربة بضائع وشراء 75 عربة نقل غلال.
كما تتضمن خطة التطوير الورش وتوفير قطع الغيار المختلفة بالسكة الحديد سواء الخاصة بعربات الركاب أو البضائع أو الجرارات وتعظيم الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة بها مع توفير كل المعدات والأجهزة وقطع الغيار لأعمال الصيانة لزيادة الإنتاجية ولتحسين الخدمة المقدمة للجمهور، بالإضافة لتجهيز الورش بالتعاون مع الشركات العالمية في إعادة التأهيل.
وكانت الدولة قد تعاقدت مع الشركات العالمية ومنها عقد تصنيع وتوريد 1300 عربة سكة حديد جديدة للركاب، والتي سبق توقيعها بين هيئة سكك حديد مصر والتحالف الروسي المجري الممثل في شركة ترانسماش هولدينج حيث اتفقت وزارة النقل مع ممثلي الشركة على كل ما يتعلق بإجراءات التفعيل المادي للصفقة والآليات الخاصة بها والخطوات التنفيذية لها، حيث سيتم الانتهاء من تصنيع عدد ٢ عربة نموذج خلال سبتمبر الحالي، وسيتم إرسال الأولى إلى المجر ليتم اختبارها والحصول على شهادة الأمان الأوروبية والنموذج الآخر سيتم إرساله لمصر لاختباره بخطوط هيئة سكك حديد مصر، تمهيدا لتوريد أول دفعة من العربات بعد إنهاء الاختبارات على الشبكة، وفقا للجدول الزمني المحدد بين الجانبين.
وتعود أهمية هذه الصفقة لكونها ستحدث نقلة نوعية كبيرة في نوعية الخدمة المقدمة لجمهور الركاب والتي وصفها وزير النقل بالصفقة بالأضخم في تاريخ السكك الحديد المصرية، مشيرًا إلى اهتمام وزارة النقل بتدعيم أسطول عربات الركاب من خلال هذه النوعية من الصفقات وذلك بالتوازي مع بتطوير الأسطول الحالي.
كما بحث الوزير مع وفد من شركتي سيمنس الألمانية وهيونداي روتم الكورية تنفيذ مشروع تطوير خط سكة حديد أبوقير ومشروع إنشاء خط المناشي- 6 أكتوبر، الذي سيساهم في تعظيم نقل البضائع بين موانئ الإسكندرية والميناء الجاف بمدينة 6 أكتوبر، والذي يجرى التنسيق مع هيئة التخطيط العمراني لاعتماد المسار الخاص به.
في سياق متصل أعدت وزارة النقل دراسة لإنشاء خط الغردقة- سفاجا- قنا- الأقصر، بالإضافة إلى مشروع ازدواج خط المنصورة- دمياط، وكهربة إشارات خط طنطا- المنصورة- دمياط لزيادة عوامل أمان نقل الركاب والبضائع وتعظيم نقل البضائع بين ميناء دمياط والموانئ الجافة وموانئ البحرين الأحمر والأبيض.
وفي مجال التعليم الفني سعت وزارة النقل إلى الانتهاء من كافة الإجراءات التنسيقية مع وزارة التعليم العالي لتشغيل المعهد الفني فوق المتوسط لتكنولوجيا السكك الحديد بمنطقة وردان والمُلحق بمركز تدريب وردان التابع للهيئة القومية للسكة الحديد على أن يتم قبول ١٠٠ طالب من راغبي الالتحاق بالمعهد بعد إجراء الاختبارات الخاصة بالقبول بالمعهد وذلك لاختيار ٥٠ طالبًا في تخصصي السكك الحديد في نظم الإشارات الكهربية وتخصص ميكانيكا.
..وللوقوف على ما يتم على أرض الواقع
تجولت كاميرا "بوابة روزاليوسف" داخل مصنع سيماف لصناعة عربات السكك الحديد والمترو لتشاهد مراحل الصناعة وأحدث المعدات التكنولوجية وتكشف خطة التطوير ومحاولات تقديم خدمة مميزة للجمهور.
وكشفت لنا الجولة عن المجهود المبذول من عمال أعمارهم تجاوزت الستين عامًا، يعملون جنبًا إلى جنب مع الشباب، ومهندسات يعملن في تلك الصناعة الثقيلة بل يشرفن على ورش وتمثل نسبة 40% من إجمالي المهندسين بالمصنع.
من جانبه كشف اللواء، إسماعيل نجدي رئيس مجلس إدارة شركة "سيماف" لــ"بوابة روزاليوسف" عن خطة التطوير والتدريب
وقال نجدي في تصريحات خاصة: "السكة الحديد كانت تحتاج إلى الكثير من العمل باعتبارها أحد مرافق الدولة المهمة ويد التطوير لم تطلها لسنوات طويلة ومثلها مصنع "سيماف" لذلك تراكمت مشاكل السكة الحديد بشكل كبير فأدى إلى تدني كفاءتها".
ولفت إلى أن وزارة النقل بدأت التحرك بسرعة كبيرة في هذا المجال ويتضح هذا من كم التشغيل الذي أصبح بالمصنع عقب أعوام لم نعمل بها نهائي لقلة الطلب بسبب قلة الاستثمار لكن الآن يطلب أحدث التكنولوجيا ومنها قطارات التالجو الإسبانية وهي أحدث أنواع القطارات.
وتابع اللواء إسماعيل نجدي قائلا: "اهتمامنا لا يقتصر على القطارات الفاخرة فقط إنما يتم رفع كفاءة القطارات التي مر عليها 40 عامًا وتعاد تأهيلها لتصلح للعمل 30 عامًا آخرين، بالإضافة إلى سرعة الاهتمام بدرجات الركاب الثانية والثالثة.
وكشف رئيس مجلس إدارة مصنع سيماف عن التكلفة المرتفعة لعربات السكة الحديد والتي تتراوح بين 10 و25 مليونا للعربة الواحدة، وارتفاع سعر المعدات بالمصنع وتصل أقل معدة إلى 25 مليون جنيه، من بينها المحظور دخولها إلى مصر، لأن الدول المصنعة لها تعتبرها ذات خصوصية عالية وسرية في إنتاجها، فلا تطرح في السوق لكن استطعنا الحصول عليها.
وعن حجم المصنع والعاملين به وخطة التطوير والتدريب أوضح نجدي أن مساحة مصنع "سيماف" بحلوان تبلغ 150 ألف متر مسطح بالإضافة إلى 100 الف متر أرض تخزين يمكن استخدامها في التطوير، وهو مصنع يتجاوز عمره 65 عامًا ويتضمن ما يقرب من 13 كيلومترا سكة حديد في البنية الأساسية للسكة الحديد مربوط بالشبكة القومية للسكة الحديد والمترو، وحجم العمالة 1100 عامل و84 مهندسا.
وقال نجدي إن يد التجديد لم تطل المصنع من سنوات طويلة لكن اليوم يتم أحلال وتجديد جميع المعدات والأوناش عقب دراسة عروض الشركات والتفاوض معها وتم الوصول إلى الاتفاق مع شركة "تترا" العالمية وهي شركة "سلوفاكية" على تطوير وإحلال المعدات وتدريب العاملين داخليًا وخارجيًا حيث سيتم سفر 120 بالتوالي خلال شهرين لعدد من العاملين للتدريب هناك مع استقدام 7 خبراء من قبلهم لتدريب العمالة على المعدات الجديدة، هذا بالإضافة إلى الاتفاق مع شركة صينية أخرى.
وأعلن نجدي عن وجود رؤية لزيادة معدلات الإنتاج وعدم الاكتفاء بالسوق المحلي والاتجاه خارجيًا، لافتًا إلى المشاركة في عدد من المعارض الخارجية منها بدبي وأبو ظبي ولأول مرة تم الاشتراك بجناح كبير بالمعرض السنوي للسكة الحديد بإفريقيا.
ولفت نجدي إلى زيادة الاهتمام بالدول الإفريقية مع الاستعداد لتدريب تلك الدول وقال: هذا دورنا خاصة أن مصر رئيس الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن يد المساعدة ممدودة في أي وقت لهم.
وأوضح أن المصنع يعمل مع 360 موردًا للمنتجات المحلية، خاصة أن إنتاج "سيماف" هو صناعة كثيفة استخدام العمالة، مؤكدًا التمسك بالخبرات القديمة من العمال والتي تجاوز أعمارهم 60 و70 عامًا وقادرون على العمل وكشف عن استدعاء من هم في سن المعاش ممن يتحلون بالخبرة.
عم محمد
عم محمد حسن كبير عمال اللحام بالمصنع، قال انه يعمل بـ"سيماف" من 35 عامًا وأشار إلى مهارة العمال بالمصنع وقال: "أقوم بأعمال لحام تنافس في كل المجالات"
تأهيل الشباب للعمل
عمرو ممدوح أحد الشباب العاملين بالمصنع تحدث عن التدريب وقائلا: "العامل يأتي بفكرة مبسطة يتم تدريبة ويحصل على دورات مكثفة ليعي تمامًا كيف يعمل"، وأوضح المهندس محمود محمد قال انه حصل على دورات تدريبة داخليًا وخارجيًا بألمانيا واليابان، وأوضح أن المصنع محمل بأربعة عوامل إنتاج وهي "السطح 65 طنا محملة بعربات إعادة تأهيل من السكة الحديد تبلغ 200 عربية و15 عربة سبنسة و40 عربة قوة سيتزيد إلى 100 عربة قوة وهي التي تحرك القطارات.
الأيدي الناعمة تطوع الصناعة الثقلية
المثير للدهشة أن ترى مهندسة ترتدي "أفارول" وتسير وسط العمال، أثناء تجوالنا بالمصنع التقينا بالمهندسة زينب مبروك بإدارة التخطيط والتي كشفت لنا أن نسبة المهندسات بـ"سيماف" تصل إلى 40% والمدهش أن بعضهن يشرف على ورش.
والمهندسة زينب خريجة قسم ميكانيكا تعمل بقسم التخطيط وخاضت المجال من 12 عامًا متزوجه وأم لطفلين وزوجها مهندس قالت إن أسرتها وزوجها داعمان لها في العمل.
وأشارت إلى أن التحدي للمهندسات هو إدارة العمال وقالت انه في النهاية الجميع متعاون وأنها سعيدة باختيارها لذلك التخصص.
وتعد المهندسة زينب نموذجًا للمرأة المصرية الكادحة والناجحة في كل المجالات وحتى التي يعتبرها البعض تخصص رجالي إلا أنها أصبحت تدير تلك التخصصات بمهارة.